وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى فى مؤتمر الأمم المتحدة الرفيع اليوم

شارك وفد مصرى برئاسة الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، في مؤتمر الأمم المتحدة الرفيع المستوى الثاني المعني بالتعاون فيما بين دول الجنوب والمنعقد فى العاصمة الأرجنتينية “بوينس ايرس” فى الفترة من 20 إلى 22 مارس الجاري، بحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات والوزراء من 110 دولة وأكثر من ألف شخص، من كبار السياسيين وقادة القطاع الخاص والمجتمع المدنى، على رأسهم الرئيس ماوريسيو ماكرى، رئيس الأرجنتين، ورؤساء أورغواى ومالى وباراجواى وملك استونيا، وذلك بحضور السفير أمين مليكة، سفير مصر لدى الأرجنتين، ورندة حمزة، خبير أول تخطيط استراتيجى بوزارة الاستثمار والتعاون الدولى.
وتأتى مشاركة مصر في المؤتمر في إطار الاهتمام الكبير للقيادة السياسية فى مصر بتعزيز وتوطيد علاقاتها مع دول الجنوب ودورها القيادى في التعاون مع دول القارة الأفريقية، خاصة مع تولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى لهذا العام.

وشاركت الوزيرة، في الجلسة الأولى للمؤتمر، بحضور رئيس الأرجنتين، وانطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، وماريا غارسيس، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، واينغا روندا كينغ، رئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي، التابع للأمم المتحدة، وأخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وأدونيا ايبارى، الرئيس المعنى للجنة رفيعة المستوى المعنية بالتعاون فيما بين دول الجنوب.

وألقت الوزيرة، كلمة مصر في الجلسة الأولى، حيث أكدت أن مصر خلال مشاركتها في فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة الرفيع المستوى الثاني للتعاون بين دول الجنوب، تتطلع لتوسيع آفاق التعاون المشترك في مختلف مجالات التنمية، من خلال هذا الملتقى الفريد الذي يجمع القادة وصناع القرار وخبراء التنمية وممثلي المنظمات التنموية الدولية والإقليمية، مشيرة إلى أن مصر تحرص منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مسؤولية البلاد، على مد جسور التعاون التنموي والاستثماري بينها وبين دول العالم مع التركيز على دول الجنوب، لدفع عجلة العمل المشترك في مختلف المجالات لتحقيق آثار تنموية ملموسة ومستدامة على أرض الواقع.

ودعت الوزيرة، إلى التعاون بين دول الجنوب لتحقيق تطلعات شعوبنا ومواجهة التحديات الاقتصادية مع الاستفادة من الدروس المستفادة من برامج الإصلاح الاقتصادى في بلادنا، مؤكدة حرص مصر علي تعزيز التعاون مع دول الجنوب من خلال مبادرات التكامل الإقليمي الاقتصادي في مجالات التعاون وتقاسم الخبرات مثل تغير المناخ والتحول الرقمي ومشروعات البنية الأساسية والتنمية الزراعية وإدارة الموارد المائية والاستثمار في العنصر البشرى خاصة في مجال التعليم والصحة، وتمكين الشباب وخلق فرص العمل من خلال الشركات الناشئة ودعم ريادة الأعمال .

وقالت الوزيرة؛ إننا إذ نحتفل هذا الشهر بيوم المرأة، فإن التمكين الاقتصادي والاجتماعي لها يعد أولوية رئيسية، مشيرة إلى أن شبكات الأمان الاجتماعى وزيادة الدعم للأسر الأكثر احتياجا والأطفال يساهموا في تحقيق أهداف التنمية.

وذكرت الوزيرة، أنه خلال السنوات الماضية، قطعت مصر شوطا طويلاً على طريق الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى، وتهيئة مناخ أكثر جاذبية للاستثمار المحلى والأجنبى، مع الحرص على تعزيز مبادئ الحوكمة والإدارة الرشيدة في كافة قطاعات الدولة، وساهمت هذه الإصلاحات في تحسن المؤشرات الاقتصادية والتصنيف الائتمانى لمصر، بشهادة العديد من المؤسسات الدولية، وفى هذا الإطار تسعى مصر لمشاركة الخبرات التنموية والإصلاحية مع شركائها من دول الجنوب، سواء من خلال التعاون الثنائى أو متعدد الأطراف بالمشاركة مع منظمات وشركاء التنمية الإقليميين والدوليين.

وأشارت الوزيرة إلى تنظيم مصر العديد من الفعاليات والمؤتمرات خلال السنوات الماضية، ففي يوليو من العام الماضي قامت مصر بتنظيم مؤتمر القاهرة للتعاون بين دول الجنوب، كملتقى تمهيدي للإعداد للمؤتمر المنعقد اليوم، بمشاركة 57 ممثل عن 20 دولة، بالإضافة إلى 8 مؤسسات عالمية، لتبادل الخبرات والتجارب لأشكال وآليات التعاون الناجحة بين دول الجنوب، وفي ديسمبر من العام ذاته، نظمت مؤتمر إفريقيا 2018، الذي شهد مشاركة أكثر من 1000 ممثل عن الحكومات والمنظمات التنموية الدولية والقطاع الخاص من مختلف الدول الأفريقية، بهدف جذب الاستثمارات وتشجيع التعاون ومشاركة القطاع الخاص في التنمية، بالإضافة إلى تقديم الدعم الفنى فى مجالات حيوية مختلفة مثل: الاستثمار في رأس المال البشري، والتحول الرقمي، والحوكمة، كما تبنت مصر عدداً من الآليات المختلفة لتعزيز التعاون الفني مع العديد من الدول منها اللجان الاقتصادية المشتركة مع الدول الإفريقية والأسيوية والأوروبية والأمريكيتين الشمالية والجنوبية، إضافة إلى أكاديمية التنمية بين دول الجنوب في مصر بالمشاركة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وأوضحت الوزيرة، أن تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي لعام 2019، جاء تتويجاً لجهودها في تعزيز التعاون وتوطيد العلاقات الأفريقية، سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف، معربة عن تطلع مصر ليشهد هذا العام رصيداً مثمراً يضاف للرصيد التاريخي الحافل من التعاون، ليأتي كمثال حي وفعّال لتضافر جهود دول الجنوب من أجل تنمية مستدامة ومستقبل أكثر رحابة.

وطالبت الوزيرة، المؤسسات الدولية بوضع أولويات وأجندة الدول النامية ودول الجنوب، على رأس أولوياتها لدعم التنمية والمساهمة في تطوير الاقتصاديات الناشئة.

واختتمت الوزيرة، كلمة مصر قائلة:”كما أكد السيد الرئيس في افتتاح القمة الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي فإن “الفهم المشترك، والاحترام المتبادل، بيننا جميعا هم أعظم قوة دافعة” ومن خلال هذه الكلمة فإن مصر تدعو دول الجنوب لتعميق الإرادة والعمل المشترك نحو مستقبل أفضل “من أجل إسعاد مئات الملايين من أبنائنا وأحفادنا وهو الهدف الذي نكرس له كل عملنا وجهدنا”، معربة عن ثقتها في مساهمة المؤتمر في دعم العمل المشترك بين دول الجنوب بما يعمل على ازدهار ورفاهية أبنائنا.

وخلال الجلسة، قال الرئيس موريسيو ماكرى، رئيس الأرجنتين، أن هناك “فرصة عظيمة أمام الجميع لتعزيز التعاون والشراكة لتحقيق مستقبل أفضل، مشير إلى أن التحديات المعقدة والمترابطة التى يواجهها المجتمع الدولى اليوم تتطلب شراكات أقوى والتفكير في مجالات جديدة للتعاون.

وذكر أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، أن تغير المناخ هو القضية الحاسمة في هذا العصر، داعيا إلى زيادة الاستثمار في العمل المناخي من مليارات الدولارات إلى تريليونات، ودعا إلى تنفيذ البنية التحتية بشكل صحيح، مما يعطى فرصة للتعاون في مجال التنمية والتجارة والاستثمار عبر الحدود وتخفيف آثار تغير المناخ والتكيف معه.

ويأتى انعقاد المؤتمر هذا العام تزامناً مع الذكرى الأربعين لاعتماد خطة عمل بوينس آيرس (BAPA+40)، المعنية بتعزيز التعاون التقني ما بين دول الجنوب، حيث يستهدف المؤتمر استعراض توجهات التعاون فيما بين دول الجنوب والتعاون الثلاثى، بما فى ذلك التقدم الذى أحرزه المجتمع الدولي في هذا السياق، وخاصة دور الأمم المتحدة في دعم ذلك التعاون وتعزيزه.

كما يلقى المؤتمر الضوء على الفرص الجديدة للتعاون، فضلاً عن دوره في توضيح التحديات وتحديد الاقتراحات للتغلب عليها، ويعد التعاون فيما بين دول الجنوب لتبادل الخبرات في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والتقنية، أما التعاون الثلاثي فتقوم فيه الدول المانحة التقليدية والمنظمات المتعددة الأطراف بتيسير المبادرات فيما بين دول الجنوب من خلال توفير التمويل والتدريب والإدارة والنظم التكنولوجية وكذلك أشكال الدعم الأخرى.

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp
× اتصل الآن