وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

الدكتورة لبني عبدالعظيم و معاملة النبي صلى الله عليه وسلم مع الاطفال الصغار في المساجد

المنيا / وحيد محمود ابوكفافي
قالت الأستاذة الدكتورة لبني عبدالعظيم محمد أستاذ علم الحديث بجامعة الأزهر الشريف بكلية البنات الأزهرية محافظة المنيا وعضو مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر:
مقالا بعنوان: {طريقة تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم
مع الأطفال في المسجد وأثناء الصلاة}

حيث تختلف اختلافاً واضحاً عن واقع تعامل كثير من المسلمين مع الأطفال في المساجد!!

وإليكم بعض المواقف التي حصلت مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع بعض الأطفال حتى نتعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهتدي بهديه عليه الصلاة والسلام:

(١) عن شداد رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر وهو حامل حسناً أو حسيناً، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه عند قدمه ثم كبر للصلاة، فصلى، فسجد سجدة أطالها!! قال: فرفعت رأسي من بين الناس، فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد! فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة، قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك؟ قال: “كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته” (رواه النسائي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي).

(٢) وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنزل فأخذهما فصعد بهما المنبر، ثم قال: “صدق الله، إنما أموالكم وأولادكم فتنة، رأيت هذين فلم أصبر”، ثم أخذ في الخطبة (رواه أبو داود).
(٣) وفي حديث آخر: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا منعوهما أشار إليهم أن دعوهما، فلما قضى الصلاة وضعهما في حجره (رواه ابن خزيمة في صحيحه).

(٤) وقال أبو قتادة رضي الله عنه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمامة بنت العاص -ابنة زينب بنت الرسول صلى الله عليه وسلم- على عاتقه، فإذا ركع وضعها وإذا رفع من السجود أعادها (رواه البخاري ومسلم).

(٥) وفي رواية أخرى عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس في المسجد إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع -وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم- وهي صبية يحملها، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي على عاتقه يضعها إذا ركع ويعيدها إذا قام، حتى قضى صلاته يفعل ذلك بها (رواه النسائي).

(٦) وفي حديث آخر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوّز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه” (رواه البخاري ومسلم).
(٧) وفي رواية أخرى: قال أنس رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي مع أمه وهو في الصلاة فيقرأ بالسورة الخفيفة أو بالسورة القصيرة (رواه مسلم).
(٨)وفي حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم: جوّز ذات يوم في الفجر -أي خفف- فقيل: يا رسول الله، لم جوزت؟! قال: “سمعت بكاء صبي فظننت أن أمه معنا تصلي فأردت أن أفرغ له أمه” (رواه أحمد بإسناد صحيح).

(٩) وعن الربيع بنت معوذ رضي الله عنها قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: “من كان أصبح صائماً فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطراً فليتم بقية يومه” فكنا بعد ذلك نصومه ونصوم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه عند الإفطار (رواه مسلم)،
وغير ذلك من الأحاديث. .

ويحتج بعض الناس على طرد الأطفال من المساجد بما روي في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: “جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم”، فهذا الحديث ضعيف عند العلماء ولا يصح الاستدلال به، قال البزار: لا أصل له، وكذلك قال عبد الحق الإشبيلي، وممن ضعفه الحافظ ابن حجر وابن الجوزي والمنذري والهيثمي وغيرهم. وظن عامة الناس أن هذا الحديث ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلهم يطردون الأطفال من المساجد وينكرون على من يحضرهم إلى المساجد وهذا موقف غير صحيح.

والحق أن الإسلام اعتنى بالأطفال، وأمر الآباء والأولياء بأن يأمروا أبناءهم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين. وإن المكان الصحيح لتعليمهم الصلاة وقراءة القرآن وأحكام التجويد وغيرها من أحكام الشرع هو المسجد.

هذا_هو__هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الأطفال في المسجد فلا يجوز لأحد أن يطرد الأطفال من المساجد لأنهم رجال المستقبل، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الآخِر} [سورة الأحزاب الآية21]. فعلينا أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن نعود أطفالنا على ارتياد المساجد بدلاً من بقائهم في الأزقة والحارات عرضة لفساد الأخلاق وسوء الرفاق. ..

ولكن لابد من التنبيه أنه ينبغي عدم إحضار الأطفال الصغار جداً إلى المساجد، لأنهم لا ينضبطون، فمثل من كان عمره سنة أو سنتين أو ثلاث لا يحضر إلى المسجد، ولا بأس بإحضار الأطفال الذين هم في الخامسة أو السادسة أو السابعة إلى المساجد. ولو حصل أن بعض الأطفال شوشوا على المصلين في المسجد بالبكاء والصياح مثلاً فلا ينبغي أن يثير ذلك المصلين فيحتجون على الطفل وعلى أبيه أو أمه، وقد يشوشون بذلك الاحتجاج أكثر من تشويش الطفل!! وإنما يتركون الأمر لإمام المسجد ليعالج الموضوع بالحكمة، واقتداء بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.
_______________________

وقد نجد في يومنا هذا بعض المصلين يكره وجود الأطفال في المساجد ويعنفهم بشدة، مما يترتب عليه صد الأطفال عن الذهاب إلى المساجد بسبب فعله.

فلو أنه حدَّثَهم بلطف عن آداب المسجد، وعقد معهم مسابقة،

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp
× اتصل الآن