وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

لا تفرط في البحث عن السعادة فتصيبك التعاسة

لا تفرط في البحث عن السعادة فتصيبك التعاسة

بقلم د غادة مصطفي

مع التطور الكبير الذي يشهده العصر الحالي، تنوعت أساليب البحث عن السعادة من شخص لآخر، حتى أصبح هناك ما يسمى باليوم العالمي للسعادة في 20 مارس، و تختلف وجهات النظر من شخص لآخر حول ما يسعده فمنهم من يسعد بالمال و آخر بالبنون و آخر بالشهرة و آخر بالنفوذ و أحيانا هناك من يسعد بالشئ السلبي حيث يجد به تحقيقا لذاته مثل السعادة بالتعاطي أو السعادة بتدني خلقه أو السعادة بخوف البشر منه لبطشه الشديد، و لكن في النهاية نجد بنسبة كبيرة جدا الشكوي من التعاسة بكثرة بين أفراد المجتمع رغم تحقيق بعضهم نجاحا ملحوظا، ألا أننا نجدهم يشكون من حزنهم، و قد شاهدنا كثيرا حالات من أنتحار المشاهير بسبب التعاسة فما السبب.

ظهرت دراسة حديثة توصلت إلى نتيجة قد تكون نوعا ما مفاجئة للبعض، هي أن فرط البحث عن السعادة و كثرة سعيك وراء حدوثها قد يكون أهم الأسباب لتعاستك حيث خلصت دراسة أمريكية إلى أن من يسعى بشكل مستمر وراء السعادة لن يُصبح بالضرورة أكثر سعادة، لأنه يشكو باستمرار من فقدان الوقت، وفق ما أشارت إليه دورية “فيزيكونوميك بولوتين وأظهرت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة روتجرز وجامعة تورونتو في أونتاريو، أن الذين يبذلون الكثير من الجهد في القيام بأمور متنوعة للغاية، بغرض أن يصبحوا أكثر سعادة ينزلقون في الغالب في دوامة سلبية، يخرجون منها أقل رضى عن حالهم عن ذي قبل.

و قد رصد الباحثون عبر أربعة استطلاعات أجروها عبر الإنترنت، شملت كل منها ما يتراوح بين 100 و300 فرد، أن الأفراد الذين يرون أن البحث عن السعادة يتطلب انخراطا شخصيا في القيام بأمور متعددة ، يشكون من فقدان الوقت على وجه الخصوص. وفي المقابل، رصد الباحثون أن مجموعة الاختبار التي تعتبر نفسها سعيدة فعلا ينتابها على نحو أقل الشعور بأن الوقت يهرب منها.

و أخيرا نجد في ديننا الحكمة و الموعظة الحسنة فهو يحثنا دائما علي القناعة و الرضا بالأقدار و أن نحمد الله في السراء و الضراء و هو يذكرنا مرارا و تكرارا بأن الدنيا دار أبتلاء و أختبار فلا تتوقع بها الوصول لمعني السعادة الخالصة ، فقد أختص الله السعادة بالمؤمنين في الجنة بأن لا يشقوا بها أبدا فلا تفرط عزيزي في البحث عن السعادة في الدنيا و أرضي بقضاء الله و قدره لتنال كل السعادة بالجنة بأذن الله

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp
× اتصل الآن