وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

للتخلص من الفوضى لابد من أحداث المزيد من الفوضي.

للتخلص من الفوضى لابد من أحداث المزيد من الفوضي.

بقلم د/غادة مصطفي.

نواجه خلال مراحل حياتنا مواقف كثيرة منها البسيط الذي يسهل تجاوزه بدون أضرار، و منها المعقد الذي يستلزم أتخاذ قرارات حاسمةمصيرية، و مع ذلك من منا لم يصل لمرحلة في حياته و يحدث نفسه ما كل تلك الفوضى التي تحيط بي، رغم قيام بمهام يومية كثيرة و بمجهود بدني و ذهني كبير و لكن في النهاية حياتي تملؤها الفوضى، فهذه علاقة مضطربة و هذا عمل غير ناجح، و هذا طفلي لم يعد يكترث بي مما يفقدك التركيز بصورة أكبر و يجعلك في النهاية، لم تعد تستطيع أن تحسن أداء أي مهمة على الوجه الأكمل و لا تستطيع تحقيق الرضا و السعادة لك و لا لمن حولك رغم عملك الدوؤب و الجاد، لتجد أن حياتك أصبحت كتلة كبيرة من الأعمال و المهام الفوضوية غير المنظمة التي لا تحققه الهدف المنشود.

و لكن لا تقلق فقد جاءت الخبيرةاليابانية ماري كوندو صاحبة كتاب سحر الترتيب لتضع لك خطوات حل هذه الفوضى في حياتك، فتقول ماري أنه لتعيد ترتيب الفوضى في حياتك، لابد أولا أن تحدث المزيد من الفوضي، على سبيل المثال لديك مهام كثيرة في حياتك غير ناجحة و غير منظمة و لديك علاقات كثيرة مضطربة، يجب عليك أولا أفراغ كل هذه الفوضى من رأسك ووضعها أمامك دفعة واحدة لتصبح أمامك كل الفوضى التي تؤرقك.

على سبيل المثال قم بو ضع كل مهمة أو علاقة في ورقه و وضع كل هذه العلاقات و المهام الفوضوية أمامك دفعة واحدة و أفراغ رأسك منها، ثم بعد ذلك قم بتقسيم هذه المهام و العلاقات لفئات حسب درجه أهميتها لديك وقدرتها في تحقيق الرضا و السعادة النفسية لك و لمن يحيطون بك.

و من أول و أهم الفئات التي يجب عليك الأهتمام بها هي الخاصة بالعلاقات مع أسرتك ثم أقاربك و أصدقاءك َ و المحيطين بيك و ذلك لأن عدم الشعور بالسعادة و الرضا مع المقربين منك ، سوف ينعكس عليك بطريقة مباشرة في حياتك و يحقق لك التعاسة و يفقدك التركيز في تأدية مهامك على الوجه الأمثل، ثم يلي هذه الفئة الفئات الآخر حسب درجه تحقيقها للسعادة و الرضا لديك مثل التحصيل العلمي، و النجاح في العمل، و النجاح في تحصيل المال، و غيرها و يتم تناول كل فئة على حدة و كل علاقةعلي حدةمع وضع تصور نهائ لما ترغب أن تصبح عليه هذه العلاقة أو هذه المهمة مع وضع الخطوات المثلى للوصول لهدفك المنشود من وراء كل علاقة أو كل مهمة.

و أخيرا يجب علينا جميعا أن نتوقف كل فترة و نستقطع وقت لأعادة ترتيب أحداث حياتنا و النظر بجدية لها و نسأل أنفسنا، ما الذي أريده من هذه العلاقة أو المهمة، ما الهدف الذي أسعى اليه من خلالها ليشعرني بالسعادة، و هل هذه المهمه أو العلاقة تستحق مني أن أبقيها في حياتي، هل هي ما أريده حقا و أذا كانت هي ما أرغبه ما الخطوات لتحقيق الهدف منها على الوجه الأمثل، و لا ننسى أن ديننا الأسلام يحثنا دائما على أن نتقن العمل الذي نعمله و نحسن صنعه و تدبيره ليصبح لنا هدف منشود في كل أفعالنا و ليس الحياة بعبث بدون تحقيق ما هدف، لنجد في النهاية العمر قد مضى و لم أستطع تحقيق النجاح و لا السعادةلي و لا لمن حولي

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp
× اتصل الآن