وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

لا تحتفظ بالمفتاح و القفل أبدا

لا تحتفظ بالمفتاح و القفل أبدا

كتبت د غادة مصطفي

 

.

كيف أتشافي من الألم الذي أشعر به و أعود لطبيعتي سريعا بدون أي خساير، هناك خطوات لتصل لمرحلة التشافي و التعافي من الآلام الناجمة عن مواقف أو صدمات تتعرض لها في حياتك، تؤلمك و لا تستطيع تجاوزها :

*أولا لا تصدق أبدا من يقول لك أن بأستطاعتك المعاودة للوقوف مجددا بمفردك، و أنك تستطيع الأعتماد علي نفسك و تجاوز الآلآمك بنفسك، فهذا الحديث ماهو ألا معاناة أخري لك تنضم لباقي معاناتك، أنت في هذه المرحلة تكون ضعيف جدا و تحتاج لدعم من الآخرين و حنان و عطف ليستطيعوا أنتشالك من آلامك و أحزانك لذا عليك أولا البحث في حياتك عن من يدعموك بأيجابية لا سلبية لتستطيع تجاوز هذه المرحلة.

* الأشخاص الذين تختارهم لدعمك في حياتك لهم مواصفات خاصة سوف أتحدث عنها لاحقا، و لكن من أهمها أن يكون مستمع جيد، لأنك في هذه المرحلة لا تحتاج حلول بقدر ما تحتاج للتحدث بصورة كبيرة لتستطيع أخراج ما بداخلك من تفكير و ألآم،لذا تحدث للداعمين كثيرا، و أشرح بالتفصيل كل ما تشعر به، و تناول كل جزئية من مشاعرك بالتفصيل المملل حتي لا تجد في النهاية شيئا لم تتحدث فيه معهم لتشعر بالراحة و أن هناك من يهتم بك و يريد مشاركتك مشاعرك.

*بعد ذلك قم بممارسة أشياء روحانية مع الأستعانة فيها بعظمة الخالق لتساعد وجدانك علي أعادة التفكير بموضوعية، و تستطيع أسترداد و عيك مرة أخري و الخروج من مرحلة عدم السيطرة هذه في حياتك، مثل ممارسة اليوجا في مكان مفتوح و به زرع باللون الأخضر و أختيار وضع مريح و تفرغ للتفكير في ما أحاط بك من أحداث و أعادة التفكير مليا في التفاصيل ولا تخرج من هذه الجلسة بكل مرة ألا و قد توصلت لنقطة أيجابية في ما تعانيه و في الوصول لأرض صلبة تتكأ عليها.

*ثالثا إياك ثم إياك أن تقوم بتحليل مواقفك و الألم الذي تشعر به الي ذنب تعاقب نفسك به، فالبعض يختار معاقبة نفسه لوفاة مثلا شخص قريب منه رغم أن الحياة و الوفاة لا دخل لنا فيها فهي في يد الخالق فقط، و لكن لصعوبة هذه المرحلة و فقد السيطرة من الأنسان و ضعف الوعي لديه في هذه المرحلة يفقد القدرة علي التفكير بموضوعية، فيتجه جاهدا للبحث عن التفاصيل التي تشعره بالذنب ليعاقب نفسه نتيجة أحساسه بالفقد مثلا لم أكن متواجد أثناء الوفاة لم أقدم له المزيد و هكذا حتي يصل لأسوء مرحلة من الشعور بالألم و هي لوم الذات و الأحسا س بالدونية و هذا أخطر ما تصل له في تخطيك لأزماتك لأنه كفيل بتخريب عدد كبير من سنوات عمرك التالية و فقدانك ثقتك بنفسك و تشجيعك لتحطيم ذاتك و معاقبة نفسك بالتوجه لكل ما هو خطأ،.

* و أخيرا يجب أن تعتاد علي مواجهة خساير الحياة و أنها قضاء و قدر و لا حيلة لك في منعها، و لا تحتفظ بالمفتاح و القفل لأحزانك و ألمك لتستطيع أستردادهم في أي وقت مرة ثانية و معاودة الشعور بالحزن مرة أخري، تخلص من كل مفاتيح و أقفال متاعبك في الحياة، و أصفح عن نفسك و أطلق لها العنان بالعيش في حرية و هدوء و سعادة في رحاب عظمة ملكوت الخالق العظيم الذي لن يتغافل عنك و لن ينساك أبد ♥️♥️

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp
× اتصل الآن