وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

التسامح و التواصل الحضاري بقلم اللواء سيد نوار

التسامح والتواصل الحضاري و مفهوم التسامح والعفو والتفاهم من اجل السلام

حيث اهتمت العديد من المجالات بتوضيح مفهوم التسامح، كالدين، والمجتمع، والثقافة.

ويمكننا تعريف التسامح كما يلي:
يعرفه الدين الإسلاميعلى أنه مبدأ إنساني يدفع الشخص إلى نسيان الأحداث الماضية

والتي سببت له الألم والأذى بكامل إرادته.

وكذلك التخلي عن فكرة الانتقام، والتفكير بالأمور الإيجابية لدى الناس وعدم الحكم عليهم وإدانتهم،يعرف التسامح اصطلاحاً
على أنه القدرة على العفو عن الناس، وعدم رد الإساءة بالإساءة، والتحلي بالأخلاق الرفيعة التي دعت لها كافة الديانات والأنبياء والرسل، وهذا كله سيعود على المجتمع بالخير من خلال تحقيق الوحدة والتضامن والتماسك، والابتعاد عمّا يفسد المجتمع من خلافات وصراعات
التسامح عند حقوق الإنسان
هو قيمة تتعلق بشكل وثيق بالحقوق التي يتميز بها النظام الديموقراطي كحرية التعبير عن الرأي، وتنظيم المجتمع ومساواته أمام القانون، وحقوق أسرى الحرب، واحترام رأي الأقلية وعدم تهميشهم أو إلحاق الأذى بهم، وهو قبول اختلاف الصفات الإنسانية الفكرية والخلقية، وبأن لكل فرد في هذا المجتمع حقاً يجب على الجميع الإقرار به وعدم التعدي عليه، وهو لا يعني تخلي الفرد عن حقوقه ومعتقداته، بل الالتزام بها واحترام من يخالفه الرأي دون التعدي عليه
مفهوم التسامح في الحضارات
يتعلَّقُ مفهوم التَّسامح برُكنَين مترابطين، هما الحقوق والواجبات؛ إذ يتعيَّن على الإنسان أن يعرف حقوقه ومبرِّرات الحصول عليها من جهة، ويفهم واجباته ودوافعه تجاه تحقيقها من جهة أخرى.
تعريف التَّسامح
ويشيرُ تعريف التَّسامح بناءً على هذه المرتكزات إلى تدشين المعاملات بما يتناسب مع الاختلافات؛ فالتَّسامح هو نوعٌ من القدرات التي تُحتِّم على الإنسان العيش مع المتغيِّرات، والتصرُّف السويّ مع كافَّة الاختلافات والتداخلات مع تعميم ثقافة احترام تلك الاختلافات، ممّا يُنتج بيئةً تكامُليَّة من التعاملات البشرية القائمة على مبادئ المساواة واحترام الآخر، وعلى الرّغم من كونِ تلك القيمة وذلك الخُلُقِ مَنزوعاً من نفوسِ الأفرادِ بالترغُّب لما يتطلَّب من بَذلٍ غير أنَّهم يحافظون عليهِ؛ امتثالاً لحاجتهم إلى التَّعامل بالمثل والشُّعورِ بالعدل
التسامح والتواصل الحضاري
أنواع التسامح
                                التسامح الديني
يشمل التسامح الديني التأقلم مع جميع أصحاب الديانات السماوية ، وعدم التعصب لهم أو حرمانهم من ممارسة شعائرهم الدينية .
التسامح العرقي
يعني تقبل الآخرين حتى مع اختلاف اللون ، العرق والأصول .
التسامح الفكري والثقافي
يعني البعد عن التعصب لفكرة ما ، وتقبل فكر ومنطق الأشخاص الآخرين ، والتزام الأدب الحواري والتخاطب .
التسامح السياسي
ويشير إلى ضمان الحرية السياسية بمختلف أنواعها الفردية والجماعية ، ليسود منهج أو مبدأ الديموقراطية .
التسامح والتواصل الحضاري
أهمية التسامح للفرد والمجتمع
– يساعد الفرد على التخلص من أخطاءه والشعور بالإحراج والذنب ، حيث يمكنه مسامحة نفسه وتصيح الأخطاء التي ارتكبها .
– يزيد من رقي الأشخاص الذين يقابلون الإساءة بخلق التسامح ، ويصبحوا مليئين بالخير ، ويمتلكون نفسية سوية طبيعية بعيدا عن ما تحمله بعض النفوس من الكره والحقد والأمراض النفسية .
– يساعد التسامح على الحد من المشاكل بين المحبين والأصدقاء ، والتي تنتج عن سوء الظن وعدم إلتماس الأعذار .
– يجني الشخص المتسامح ثواب عظيم من الله عز وجل ، ويعفو عنه أخيرا .
– يعمل على تحقيق القدرة على التعايش بين الشعوب والأفراد عن طريق تقبل الإختلاف والحفاظ على حقوق الآخرين ، بعيدا عن الصراعات وانتشار الحقد والكراهية العنصرية .
– يمكن تحقيق المصالح العامة في المجتمع ، التي تعم بالتالي على الأفراد، حيث يتم ذلك خلال طرق قانونية سليمة .
– يزيد من أهمية الثقافة والعلم ، ويساعد على تفعيل الحوارات البناءة ، فيهتم الأفراد بتحقيق أعلى مراتب التعليم والثقافة ، عن طريق الطرق السليمة بدون تعدي على حقوق الآخرين .
التسامح والتواصل الحضاري
                                      مؤشرات التسامح
• القبول للفرد وللآخر.
• الاحترام للرأي الآخر ووجهات النظر الأخرى
• التقدير للصفات الايجابية الأخرى لدى الغير و السيطرة على المشاعر الشخصية و الاحترام لحقوق الآخرين
• البحث عن الاهتمامات المشتركة مع الآخرين
• الاحترام للأعراف الاجتماعية للآخرين
• التصرف بمسؤولية إزاء الآخرين
• المحافظة على التوازن بين التنافس والتعاون
• التجنب للأفكار المسبقة والصور النمطية عن الآخرين
• الانفتاح على طرائق جديدة في التفكير • الاعتراف بالأخطاء الشخصية
• تقدير صفات الشريك
• الموازنة بين الرغبات وحاجات المجتمع . تجنب تصنيف الناس
• التكييف الأفعال المواءمة المواقف المحددة
• البحث عن النتائج الإيجابية
• العمل مع جميع الأطراف المنغمسة في الموقف ومحاولة إيجاد التسويات و احترام قيمة التنوع والاختلاف و احترام حقوق الآخرين ومحاربة جميع أشكال عدم التسامح و نبذ العنف والإكراه
• البحث عن التعايش المتناغم
التسامح والتواصل الحضاري
                                           مجالات التسامح
التعددية : مجتمع متعدد ومتنوع وفق النوع الاجتماعي والعرق والثقافة الاجتماعية والدين واللون والطبقة الاجتماعية والعمر والمهنة والتخصص والجنسية ومكان الاقامة واللون واللغة ( وذلك لا يقف حائلاً يعوق التسامح )
التنوع : التنوع العمري
الاختلاف : من معانى التسامح القبول بالاخرين والتعايش معهم واحترام ارائهم وقبول التنوع
التعارف : الاختلاف والتنوع دافع الى التسامح والتعارف والتعاون من اجل تحقيق الاتزان الاجتماعي والمصالح الاجتماعية
التعايش : يعد التعايش احد جوانب التسامح فلايمكن التعايش فى غياب التسامح
الحرية : الحرية من اهم قيم التسامح
العدالة : تعد قيم العدالة من قيم التسامح المهمة فى الحياة وحق الوصول الى المعلومات والخدمات
المساوة : تتعلق المساوة باندماج الافراد فى مجتمعتهم على جميع المستويات
المساءلة : تعد المساءلة صمام الىمان لسير العملية وفق نظام قيم التسامح
حقوق الفرد : يشكل التسامح عمود حقوق الفرد والتعددية والديمقراطية والإنصاف وحكم القانون ونبذ الاستبعاد ويعنى التسامح الغقرار بالاختلاف بين الناس
                                                      التواصل الحضاري
هو سلوك حضاري بالمفهوم العميق للحضارة، التي من شأنها أن تخفف من أجواء التوتر وتفتح المجال أمام تعزيز التعاون الدولي عن طريق حوار الثقافات وتحالف الحضارات تدعيما للسلام العالمي؛ بهدف تلاقح الثقافات الإنسانية وتحقيقا للاندماج والتناغم الاجتماعي عن طريق تبادل معرفي وتقني.

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp
× اتصل الآن