أسامة حراكي يكتب: صناع الفرح
بمناسبة اليوم العالمي للسعادة 20 مارس اكتشفت معنى جديداً للسعادة: أن تبتسم بحب وسخاء في وجه أطفال أبرياء، وهم يسألوك هل ما زال هناك ألعاب، يمدون يدهم ليدك، وتمضون معاً في درب الفرح والطفولة البريئة، تأخذهم أنت إلى المرح، ويأخذوك هم إلى الانسان فيك.
لم يستطع أحد حتى الآن وضع تعريف محدد للسعادة، ولا يتفق كثيرون على مدلولها أو حتى أسبابها، والأسباب كثيرة ربما أبسطها هو أن السعادة مسألة نسبية، لكن الكل يجمع على أن صنع ابتسامة على وجوه البشر فعل يبعث على السعادة.. من هنا تم إطلاق “صناع الفرح” على من يمتلكون القدرة عن البحث عمن هم ظمأی لجرعة سعادة، ليرووا عطشهم بقطرات منها، فالسعادة صناعة لها أسرارها ومفاتيحها التي تفتح أبوابا مقفلة صدأت من ويلات الزمن، وهي قرار لمن وجد في نفسه القدرة ويحمل خارطة الطريق، يتقفى الأثر ليرسم السعادة في أجمل لوحة تباع بالملايين في مزادات الإنسانية.
فابتساماتنا هي جسر عبورنا المريح إلى قلوب الآخرين، وبعضنا يُضحك القلوب قبل الأفواه، وابتسامته المطمئنة تكون مضللة، ويرتدي على وجهه قناع يحجب ملامح الهدوء والرضى، ففي قلب كل ضاحك ثمة حزن خامد… والسعادة ليس في امتلاك مقوماتها، فغالباً ما يشعر الإنسان بفقدانها متى ما امتلك هذه المقومات، وأن نكون سعداء يعني ذلك تحدي كل المصاعب التي تواجهنا بإيمان كبير ومثابرة قصوى على تحقيق هذا الهدف السامي والمفتقد في ظل وتيرة حياتنا السريعة، والسعادة تعني اقتناص كل الفرص للعيش بسلام ووئام في أجواء يخيم عليها الحب والفرح، فبعض العلاقات النقية كقميص يوسف، تصل حياتنا كبشارة طال انتظارها، فتمنحنا من النور ما يبدد ظلمة أحزاننا، وتغير حياتنا تماماً.
البعض يخططون ليفسدوا سعادتنا، ويستميتون لنزع الفرحة منا، هؤلاء في الأغلب ينحنون سريعاً لأن أحقادهم تُثقل ظهورهم كثيراً، ومن مظاهر ضعف الناس أنهم يسعدون بالنعم وينسون المُنعم، وهم بذلك كالأطفال الذين يُقدم لهم شيئاً يأخذوه ويفرحوا به وينسوا من قدمه لهم، إلا من تربى منهم تربية حسنة، فإنهم يقولون له شكراً
السعادة رحلة وليست هدفاً، ولنتذكر دائماً الحكمة الجميلة القائلة “من يتقن فن العيش مع نفسه لن يعرف البؤس أبداً” فلا تجعلوا لأحد سلطان عليكم وترون فيه سعادتكم، بل اصنعوا سعادتكم بأيديكم وتفائلوا واحسنوا الظن بالله، وستجدون الحياة اجمل ومعناها أروع.
وعن السعادة قالوا:
ـ السعادة إيماننا بالسعادة.. هاريسون
ـ السعادة صحة جيدة وذاكرة ضعيفة.. إرنست همنغواي
ـ سعادة الإنسان تكمن في السيطرة على عواطفه.. تنيسون
ـ المرح نوع من السعادة يمنحك هدوء الأعصاب في أحرج الأوقات.. بورمان
ـ السعادة هي أن لا يكون عندك وقت فراغ تتساءل فيه إذا كنت سعيداً أم لا.. برنارد شو
ـ السعادة صبية تولد وتحيا في أعماق القلب، ولن تجيء إليه من محيطه.. جبران خليل جبران
ـ عندما يكون العيش مأساة فلا يمكن تحمله، وعندما يكون سعادة فأنت في خوف من فقدانه.. لابروبير
ـ السعيد هو من تكون ظروفه مناسبة لمزاجه، لكن الأسعد من يستطيع أن يجعل مزاجه مناسباً لأي ظرف.. ديفيد هيوم.
المزيد من الموضوعات
عمر الشريف يكتب: ليتني أعود طفلاً
أسامة حراكي يكتب: في يوم الطفولة العالمي
امسية ثقافيه وندوة ادبية بمقر حزب الوفد بطنطا…