أسامة حراكي يكتب: الإسلام وقيمه
الإسلام دين القيم العليا والمُثل السامية، ورسالته رسالة القيم الإنسانية التي تتسم بالربانية والشمولية والوسطية والمرنة.
ربانية: لأنها تصدر من القرآن والسنة، وشمولية: لإنها تشمل جميع نواحي البشرية، ووسطية: لا إفراط فيها ولا تفريط، موافقة للشريعة الإسلامية لا تستطيع أن تخرج من دائرة حدود االله وشريعته، ومرنة: وثابتة في الوقت ذاته، تتسم بالثبات والتوازن، وهذا ما يعني أنها صحيحة ودائمة وشاملة لكل ما يراد للإنسان لتحقيق مصالحه، فالأمور التي تستند لنصوص قطعية الثبوت كالقيم التي تكون في أصل العقيدة والعبادة وكذلك المتعلقة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا مجال للاجتهاد أو التغيير فيها، أما القيم التي تم استنباطها بدلالة ظنية لا صريحة، فيمكن الاجتهاد فيها بحسب الزمان والظروف المُستجدة، وبذلك تمتاز بأنها مرنة تقبل التغييرات بما يتماشى مع تغير الأحوال في المجتمع الإسلامي.
وأحكام الشرع الحنيف ما هي إلا معايير قيمية سامية توضح للإنسان سبل السلوك الإنساني السوي، فكل حكم شرعي يحمل قيمة محددة إما مرغوباً فيها وإما مرغوباً عنها، فما أمر الله به مرغوب فيه وما نهى الحق عنه مرغوب عنه، بمعنى أن القيم تشمل توجهات الإنسان وكافة شؤونه، ولا تقتصر على أموره الخاصة بالحياة الدنيا، وإنما تشمل الحياة الآخرة كذلك، بالإضافة إلى شمولها للمجتمع بأكمله، وعلاقة كل فردٍ بمجتمعه، وبذلك فإن القيم الإسلامية تقود المسلم إلى الطريق الصحيح في تحديد أهدافه وغاياته.
ويعد القرآن والسنة هما المصدران الأساسيان للقيم، إذ جاء في آيات القرآن الكريم الحث على القيم بكل أنواعها، ومن ذلك قوله تعالى:
{ إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون } .
أما في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” لذلك احتلت القيم أهمية كبيرة في حياة المسلمين، في معاملاتهم وعباداتهم وفي كل مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها.
المزيد من الموضوعات
أسامة حراكي يكتب: التراث
وزارة الثقافة تحتفي بمبدعي ومثقفي مصر في إحتفالية “يوم الثقافة ” 8 يناير القادم…
عمر الشريف يكتب: فلا يؤذين