عمر الشريف يكتب: رأس الهرم
ليس فقط عنوان مقالة جديدة أكتبها لأعبر عن ظاهرة من ظواهر المجتمع، بل هي واقع متكرر وأصل أصيل في شؤون حياتنا على مختلف الصعد، فما أن تنظر حولك حتى ترى كماً هائلاً من الشعارات التي تملأ الشوارع والأسواق واللافتات والكتب والمحاضرات والخطب والمؤتمرات.
وأهداف رفع الشعار معروفة، فمنها ما يكون بقصد الترويج لتحقيق الربح في عالم البيع والشراء، ومنها ما يكون بقصد حشد الأتباع والمناصرين في عالم السياسة والاجتماع، فالشعار له أهميته، وحسن اختياره يأتي في المقام الأول لما له من تأثير خاص في أذهان الناس وعقولهم.
والشعارات في عالم السياسة والاجتماع هي في حقيقتها تلخيص رؤية ذلك الحزب أو الفصيل، وموجز لما يأمل من تحقيقه في المستقبل، فالشعارات في أصلها لا يمكن أن ترفع جزافاً، ولا يجوز أن تكون إلا عميقة وقوية تحمل في طياتها المسؤولية والجدية في التطبيق والعمل الحقيقي في تحقيق الأهداف المنشودة، وهنا تكمن مسؤولية الشعارات، فالشعارات كما قلنا هي تلخيص رؤية، والرؤية تعتمد على رسالة تكون أساساً لهذه الرؤية، والرسالة هي مجمل الأهداف والغايات المستقبلية، والأهداف لا بد أن تكون قائمة على آليات عملية ومعادلات منطقية لكي تكون قابلة للتحقيق والتنفيذ، فالشعار هو رأس الهرم فإذا تهدمت قاعدة الهرم انهار الشعار ولم يعد له أي معنى يذكر، فالشعار مسؤلية وتحقيقه والالتزام به واجب أخلاقي بالمقام الأول.
المزيد من الموضوعات
عمر الشريف يكتب: ليتني أعود طفلاً
أسامة حراكي يكتب: في يوم الطفولة العالمي
امسية ثقافيه وندوة ادبية بمقر حزب الوفد بطنطا…