شاعر الزوايا المغلقة.. أرتور رامبو
هو شاعر اغدق الشعر في بحر اللغة، اشعاره تمثل ذروة التجربة داخل الحياة، فقد عاش الشعر وكتبه وكانت حياته مليئه بالمغامرات، اتت اشعاره متطابقة مع القصيدة، او أن القصيدة هي التي فعلت كل هذا، المهم انه خاض تجربة الحياة بالشعر، تجربة غنية ومليئة بالمخاطر، وفيها مواقف تراجيدية متتالية.
في اشعاره لغة نابضة بالحنين إلى الجذور الإنسانية التي لا تبدو واضحة كثيراً، وربما تكون تجربة جاذبة، سواء لجهة ما تحتمل من تأويلات، ام لجهة ما تختزن من تفاصيل كانت بمثابة الإنطلاق نحو اهداف كثيرة، حيث الومضات الخيالية الممتزجة بالواقعية التي تبرز في نواحي قصائده، وهذا المزج بين الواقع والخيال، وبين الشكل والمضمون، جعل القصيدة حقل صور ومساحات تفسيرية لا يمكن رسم معالمها إلا بالشكل الصوري الشعري.
لا يمكن حصر التفاصيل في اشعاره، لأنه عرف كيف يختار وينجز اللحظة الشعرية التي تحركه، فأشعاره مليئة باللحظات المفاجئة، وحتى المتوقع منها يبقى على تماس مباشر مع المفاجآة.
ولد بفرنسا في عام 1854 بدأ بكتابة الشعر وهو في سن السادسة عشرة، وتميزت كتاباته الأولى بطابع العنف، اتبع مبدأ يقول بأن على الشاعر أن يكون رائياً ويتخلص من القيود والضوابط الشخصية، وبالتالي يصبح الشاعر أداة لصوت الأبدية، من أبرز قصائده “القارب الثمل” التي تحتوي براعة في اختيار الألفاظ والصور الفنية والاستعارات، ثم كتب”الاشرقات” وهي مجموعة من القصائد النثرية حاول فيها عدم التمييز بين الواقع والهلوسة، ثم كتب “فصل في الجحيم” استبدل فيها المقاطع النثرية بكلمات مميزة، وكانت آخر أعماله الشعرية بعد أن بلغ من العمر 19 عام.
بعد اعتزاله الأدب عام 1875 سافر إلى إثيوبيا وعمل تاجر، ثم عاد إلى مارسيليا بفرنسا وبقي فيها حتى وفاته في 10 نوفمبر عام 1891 أنه الشاعر الفرنسي ارتور رامبو، الشاعر الذي خاض الحياة من زوايا مختلفة ومغلقة، التاجر والرحال الذي عاش في المسافات المستمرة كي يحقق رغبة القصيدة الدفينة، فشخصيته تنتمي إلى خصوصية لا يمكن أن يكون صاحبها إلا شاعر.
المزيد من الموضوعات
أسامة حراكي يكتب: التراث
وزارة الثقافة تحتفي بمبدعي ومثقفي مصر في إحتفالية “يوم الثقافة ” 8 يناير القادم…
عمر الشريف يكتب: فلا يؤذين