وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

عيد الأم .. ولكن!

بقلم ـ بريهان العبودى

يأتي عيد الأم كل عام محمّلًا بالحب والإمتنان، حيث يهرع الأبناء لشراء الهدايا وكتابة الرسائل العاطفية لأمهاتهم، وتمتلئ وسائل الإعلام بالأغاني المؤثرة والإعلانات التي تمجّد الأمهات وتؤكد على تضحياتهن العظيمة..

ولكن!!

ماذا عن أولئك الذين فقدوا أمهاتهم؟
ماذا عن الذين لم يجدوا في أمهاتهم الحنان الذي يتحدث عنه الجميع؟
وماذا عن الأمهات اللواتي لم يحظين بالتقدير رغم كل ما قدّمنه؟

هناك أمهات قدمن كل شيء لأبنائهن، لكنهن لا يجدن في عيد الأم سوى الصمت والخذلان؛ تمرّ عليهن هذه المناسبة وكأنها لا تعني شيئًا، لا إتصال، لا هدية، ولا حتى كلمة “شكرًا”..
فهل يكون الحب مجرد مناسبة مؤقتة، أم أنه إلتزام مستمر؟

بالنسبة لمن فقدوا أمهاتهم، فإن عيد الأم يصبح يومًا ثقيلًا، مليئًا بالذكريات والألم؛ تمرّ أمامهم صور الأمهات في الإعلانات والإحتفالات، فيشعرون وكأن العالم يحتفل بشيء فقدوه للأبد.

أما الذين لم يحظوا بأمهات حنونات، فيجدون أنفسهم في مواجهة مجتمع يقدّس الأمومة بوصفها ملائكية مطلقة، متجاهلًا أن بعض التجارب كانت قاسية، وأن الحب ليس دائمًا غير مشروط.

ماذا لو تغير مفهوم عيد الأم؟
بدلًا من أن يكون هذا اليوم مجرد مناسبة لشراء الهدايا والورود، ماذا لو كان فرصة حقيقية للتقدير والإهتمام المستمر؟
ماذا لو إمتدّ الإحتفاء بالأم طوال العام، لا ليوم واحد فقط؟!
لماذا ننتظر يومًا محددًا لنقول لأمهاتنا “نحبكن”؟ الحب الحقيقي يظهر في التفاصيل اليومية، في السؤال عنها، في مساعدتها دون أن تطلب، في الجلوس معها وسماع قصصها حتى لو كانت مكررة.

الأم ليست مجرد صورة مثالية في إعلان، بل إنسانة تحتاج إلى الدعم والحب الحقيقي، سواء كانت على قيد الحياة أو في الذاكرة، سواء كانت مثالية أم لا.

لنجعل هذا اليوم أكثر صدقًا، أكثر احتواءً، وأكثر إنسانية، وليكن كل يوم هو يوم عيد للأم.


 

 

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp