وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

كارولا ريكيت.. أنقذت عشرات المهاجرين من الغرق فأودعت بالسجن

نجحت الحقوقية الشابة كارولا، في إنقاذ 40 مهاجر إفريقي من الغرق، بواسطة سفينة إنقاذ Sea Watch 3، لكنها لم تكن النهاية السعيدة، بل بداية صراع مخيف مع عدد من الدول التي لم تقبل باستقبال اللاجئين، لينتهي الأمر برسو السفينة عنوة في ميناء إيطالي، وإلقاء القبض على القبطان، كارولا ريكيت، وسط تعاطف ملايين البشر من حول العالم.

كارولا

ربما يبدو تحدي قرارات الدول فيما يخص اقتحام المياه الإقليمية الخاصة بها، من الأفعال المجنونة والطائشة للكثيرين، لكنه لم يكن كذلك بالنسبة للحقوقية الألمانية الشابة وقبطان سفينة الإنقاذ Sea Watch 3، كارولا ريكيت، التي تحدت الجميع ورست بسفينتها بداخل ميناء لامبيدوسا الإيطالي، لإنقاذ عشرات المهاجرين من الموت.

بدأ الأمر مع قيام كارولا، ابنة الـ31 عاما، بإنقاذ نحو 40 مهاجر إفريقي من الموت بمياه البحر الأبيض المتوسط، بواسطة سفينة Sea Watch 3 المخصصة لهذا الغرض النبيل، حيث تمثلت الأزمة بعد ذلك، في عدم قبول الدول التي راسلتها كارولا، باستقبال اللاجئين الأفارقة.

كارولا ريكيت.. أنقذت عشرات المهاجرين من الغرق فأودعت بالسجن

تحكي المتحدثة الرسمية عن سفينة الإنقاذ، جورجينا ليناردي، عن تلك الأزمة المثيرة للجدل قائلة: “لم يكن أمام كارولا أي خيار، حيث ظلت لنحو 17 يومًا تطوف بسفينتها في انتظار موافقة سلطات أي من الدول التي راسلتها، ولكن للأسف دون نتيجة”، مضيفة: “بالفعل لم تحترم كارولا قرار حظر دخول ميناء لامبيدوسا الإيطالي، ولكن هل كان من الضروري حقا أن يعارضها الجميع بتلك الطريقة وطوال تلك المدة؟!”

بطلة ملهمة

كارولا ريكيت.. أنقذت عشرات المهاجرين من الغرق فأودعت بالسجن

ألقي القبض على كارولا فور وقوف سفينتها بالميناء الإيطالي لامبيدوسا، نظرا لاقتحامه عنوة وكذلك لارتطام سفينتها بقارب شرطة هناك، حيث تم التحفظ على السفينة، التي أصبحت معرضة لغرامة كبرى ربما تتجاوز الـ50 ألف يورو، إلا أن ذلك يبدو أنه آخر ما يشغل بال الحقوقية الألمانية، التي صارت بطلة حقيقية في عيون الكثيرين.

تحولت قصة كارولا ريكيت إلى رواية ملهمة، نظرا لشجاعة الفتاة الشابة التي لم تكتف بإنقاذ حياة عشرات البشر المهاجرين من دولهم، بل وتحدت السلطات الإيطالية باقتحامها المياه الإقليمية للبلاد، بعد أكثر من أسبوعين من الحصار بالمياه الدولية.

كارولا ريكيت.. أنقذت عشرات المهاجرين من الغرق فأودعت بالسجن

اليوم ترتفع فرص الإفراج عن كارولا، والفضل يعود إلى الاهتمام الموسع بقصتها الملهمة، من خلال منصات ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ما تزامن مع تظاهرات وحملات تبرع جمعت من خلالها آلاف الدولارات للمساهمة في فك أسر الحقوقية الشابة التي صارت حديث العالم في الأونة الأخيرة.

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp