وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

«أشباه الرجال»

  كتبت  / ياسمين حموده

«أشباه الرجال»
رجل

كلمة لا تقال إلا لمن يتصف بالمعنى الحقيقى للرجولة، معنى تاه عند الكثير، فالرجولة تقترن بتحمل المسئولية، وليست حرية أن يفعل الرجل مايشاء وقتما يشاء، وليست سيطرة وهيمنة وفرض رأى وصوت يصيح ترتجف منه جدران البيوت.
لقد سلبت صفة الرجولة من معظم الرجال عندما فقدوا دورهم وأصبحوا أشباه رجال، وسارت النساء تعول الرجال حتى نصف الواحدة منهن فى مواقف كثيرة بإنها بمائة رجل.. هل من العدل أن تكد المرأة وتعمل لتنفق على بيت يوجد به رجل سلبى عاجز فى كل شىء حتى فى الحقوق الزوجية، وكل مؤهلاته أنه يحمل صفة الذكورة؟ هل هانت المرأة لدرجة أن تتحمل فوق طاقتها مع زوج يلقى الأوامر ولايعطيها أبسط حقوقها؟ وهل من المنطق أن تفرض عليها طاعته؟ طبقاٌ لشرع الله الذى فرض واجبات على الرجل عليه أن يقوم بها أولاٌ حتى توجب طاعته.
لقد جاءت كلمات الله عز وجل لتحدد قوامة الرجل، فيقول سبحانه: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ
فالرجال قوامون على مصالح الأسرة بالرعاية والتربية والإنفاق، وهى نوع من التكليف وليس التمييز، لأن الله خلق الرجال بطبيعة خاصة قادرة على تحمل المسؤلية والتحكم فى إدارة شئون الأسرة من خلال قيادة حكيمة تضمن لها السعادة والحماية والأمان.
إن هناك خلطا بين الذكورة والرجولة، فليس كل رجل ذكر وليس كل ذكر رجل، فكم عاش ذكور على وجه الأرض وماتوا ولم يعرفوا الرجولة طيلة حياتهم، فالذكورة تصنيف بإرادة الله يبدأ منذ الميلاد.. أما الرجولة صفة مكتسبة تصنعها التربية ومواقف الحياة، وهى صفة تقترن بالكمال والرشد والنضج والثبات.
إنه من الجور أن تتحمل المرأة مسئولية نفقتها على نفسها وعلى بيتها، حيث يشكل هذا عبأٌ ثقيلاٌ يأخذ من طاقتها وجهدها وعمرها، كما أن عدم إحساسها بالأمان يخلق بداخلها الكثير من الخوف والقلق وعدم الاستقرار.

لقد أصبح الكثير من النساء فى عمر الشباب فى مجتمعنا يقومون بدور أزواجهن مما يشكل ظلما بينا يقع عليهن ويخالف طبيعتهن وفطرتهن ورسالتهن التى خلقن لها.
وما يزيد الأمر سوءاٌ، هو خوف الكثير من الزوجات من فكرة الطلاق، من منطلق الشكل الاجتماعى وإكتساب لقب مطلقة فى مجتمع شرقى له أيدولوجية ظالمة للمطلقات، ومخاوفهن من مطمع الرجال، والكثير منهن يتحملن حياة كريهة من أجل أبنائهن، لتستمر حياتهن فى صراع مقيت من أجل أفكار بالية.

إن التحرر من أشباه الرجال، هو القرار الصائب لكل أمرأة تصبو إلى حياة كريمة حتى لو لم تتزوج مرة أخرى، فالأكرم لها أن تعيش بلا زوج على أن تعيش مع أشباه الرجال.

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp