وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

الحرب على الأسرة

الحرب على الأسرة

بقلم د/محمد مطاوع

في نهاية كل حضارة تتحلل ا


لأخلاق، خصوصًا مؤسسة الأسرة، فتظهر علاقات غريبة كالشذوذ، الذي يسمى المثلية.
كل أديان العالم الكبرى نهت عن الشذوذ، ليس فقط لأن الله خلق الرجل ليصبح رجلًا والمرأة لتكون امرأة، ولا سبيل لتداخل الأدوار، بل لأن أي تهاون في هذا الدور أو نكوص عنه يعني عواقب وخيمة.
ولأن دين الله لا مبدل له، ولأن أفهام البشر عرضة للنقص، فقد وجدنا من ينظر للعلاقات الشاذة في الثلاثينيات على أنها بهيمية، ثم شرع البعض ينظر للشواذ في السبعينيات على أنهم مرضى نفسيون، واليوم هناك من يقول إنهم ليسوا مسئولين عن شذوذهم، لأن المسألة مجرد جينات وراثية!
حتى كندا- أول بلد في العالم يقنن ما يسمى زواج المثليين- فيها 54% من الشعب الكندي ضد تقنين هذا الداء الوبيل، ولذلك فقد انتخب الناس زعيم حزب المحافظين ستيفن هاربر رئيسًا للوزراء عام 2006 بعدما وعد بأن يلغي قرار سلفه الليبرالي بول مارتن بتقنين زواج الشواذ، فلما أصبح هاربر- وهو باهت لا كاريزما له- رئيسًا للوزراء لم يصمد أمام ضغوط لوبي الشواذ وأصحاب المصالح من وراء هذه الظاهرة الوبيلة، فأعاد المسألة للمحكمة العليا التي أعادت الحكم بتقنين زواج الشواذ!
سقط هاربر في الانتخابات عام 2015، وظلت الكنيسة والمدارس والجامعات وكل المجتمع ينظرون باشمئزاز وسخط وكراهية مبطنة لهؤلاء الشاذين في خلقهم وتركيبتهم وطريقتهم (حتى إن المدارس توصي طلابها من سن مبكرة بالانخراط في صداقة بالجنس الآخر، والقسس على منابر الكنائس يستشهدون ببولس عندما قال إن الزواج أمام الرب هو زواج بين رجل وامرأة فقط، فلا زواج بين ذكر وذكر أو أنثى وأنثى)، وذلك في الوقت الذي نجد فيه مصريين يقيمون مأتمًا يترحمون فيه على شاذة قبيحة هربت إلى كندا ثم انتحرت هناك، فإلى حيث ألقت في نار جهنم وبئس المصير!
نعم أنا أدينها، وأدين كل من يحاول أن ينشر الرذيلة في المجتمع، وأدين كل من يحاول أن يخرج المجتمع من جادة الحق إلى جنون الشذوذ ولوثة لم تعرفها حتى البهائم السائمة! وأكرر هنا إن المجتمعات الغربية (التي يتشدق بها البعض ويتماهون معها ويحاولون تقليدها في كل شيء) لا تتعدى نسبة الشواذ والمصابين بأمراض عقلية فيها 3%، فيما هي أعلى من ذلك في الشرق الأوسط (ولهذا حديث آخر)، أي أن المجتمعات الغربية تخشى على نفسها من هذه اللوثة الجنونية التي ستأخذها إلى الانتحار، فلا داعي لتقليد أعمى لأشخاص هم أصلًا لا يعدون الاتجاه السائد في الغرب!

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp