وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

سيناريو المليار الذهبي من هوليود رأسًا إليكم!

سيناريو المليار الذهبي من هوليود رأسًا إليكم!

بقلم د/محمد مطاوع

يقول جاك شاهين (مجلة “العربي”، العدد 353، أبريل 1988): “في فيلم ’الدفاع الأفضل‘- الذي ظهر عام 1984- نرى كيف يقوم الجيش العراقي بمهاجمة الكويت. إن أي شخص يعرف ولو قدرًا ضئيلًا من المعلومات عن الوطن العربي لا يمكن أن يظهر القوات العراقية وهي تصب حممها على الكويت، فالكويت والعراق قطران عربيان جاران، كما أن الكويت لم تطلب أبدًا مساعدة القوات الأمريكية لمواجهة قوات عربية حليفة.”

السؤال هنا هو: هل لم يكن أحد في هوليود يعرف ما يعرفه جاك شاهين وغيره؟

ربما يسخر المشاهد من “سخافة الفكرة” الواردة في الفيلم، لكن ما حدث بعد ذلك لم يكن سخيفًا بالمرة..

ففي عام 1990، جلست السفيرة الأمريكية أبريل جليسبي أمام الرئيس العراقي صدام حسين وهي ترتدي “تاييرًا” محتشمًا يغطي ساقيها إلى أسفل الركبة لتقول له إن الولايات المتحدة لا تمانع في اتخاذ ما يراه من إجراءات حيال الكويت، وهو الأمر الذي دفع صدام حسين إلى غزو الكويت بعد أن أخذ الضوء الأخضر من الولايات المتحدة.

وبعد غزو الكويت، اختفت السفيرة جليسبي تمامًا، ومني الجيش العراقي بهزيمة جائحة، وأعادت الغارات الأمريكية العراق إلى ما قبل عام 1920، ثم عانى ذلك البلد سنوات بعدها من حصار أكل فيه السكان الحصرم..

نفس الشيء تكرر بعد ذلك بشأن ضرب برجي مبنى التجارة العالمي، فيتحدث فيلم “القبلة الطويلة” الذي أنتج عام 1996 عما حدث بالفعل عام 2001!

الغريب أن الفيلم ذكر بالتفصيل أن المخابرات الأمريكية ستكون متواطئة في ضرب البرجين، واتضح فعلًا أنها كانت ترصد المكالمات الهاتفية بين الخاطفين، وتركتهم يدخلون المطارات ويختطفون الطائرات ويفجرونها في الأهداف التي خططوا لها- إلا هدفًا واحدًا هو مفاعل نووي في بنسلفانيا.. إذ جرى إسقاط الطائرة المتجهة إلى هناك قبل استهداف المفاعل!

والمتأمل لصور ضرب البنتاجون في ذلك اليوم يلحظ شيئًا غريبًا: فمحركات الطائرة غير موجودة!

كيف يمكن أن تكون المحركات قد ذابت في التفجير؟ هل كانت طائرة أم شيئًا آخر؟

وكيف يمكن أن يتم ضرب مبنى البنتاجون الحصين؟ كيف تم خداع الرادارات والصواريخ الموجودة على مواقع استراتيجية حوله؟!

كما أن من الأمور التي تثير التوقف طويلًا في ضرب البرجين هو ما حدث في الطوابق الوسطى منها.

فأي مشاهد للحادث سيجد طائرة تصطدم بالبرج الجنوبي مثلًا، ثم تمضي النيران هادئة حتى منتصف البرج، وبعدها ينفجر منتصف البرج فجأة، ليتضح بعد ذلك أن الطوابق الوسطى في البرجين كانت مملوءة بأنابيب الغاز، وبالبحث اتضح أن هذه الأنابيب وضعت قبل ذلك التاريخ بأيام قليلة.

السؤال هو: لماذا تم وضع مئات أنابيب الغاز في البرجين، في حين أن هناك توصيلات غاز تصل لكل منهما دون أدنى حاجات لأنبوبة غاز واحدة؟!

وفقًا لبعض التقديرات، فهذا الهجوم يستدعي درجة ذكاء تعادل 170%، أو عمل عدة أجهزة مخابرات في آن واحد، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يتوفر لتنظيم بائس ومتخلف كتنظيم القاعدة الإرهابي.

والغريب أيضًا أني أثناء عملي في القاعدة العسكرية الأمريكية في قطر كنت ألاحظ سلوك ضباط المخابرات الأمريكيين حيال ما يردهم من بيانات عن هجوم التنظيم على هذه الجهة أو تلك، فاتضح أنهم يراقبون حدود أمر سبق الاتفاق عليه، فلا يتخطاه الطرف الآخر!

….

….

في فيلم “قبل الغروب” الذي أنتج عام 2004 كان بطل وبطلة الفيلم ينظران لكاتدرائية نوتردام (التي احترقت بعد هذا التاريخ بخمس عشرة سنة) وقال لها: “يومًا ما لن تكون موجودة.” لماذا من بين كل مواقع فرنسا السياحية اختار هذا المكان فقط ليقول عنه ذلك؟ ولماذا حدث ذلك بالفعل عام 2019 عندما تجرأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتحدث عن “جيش أوروبي” يكون بديلًا للوجود العسكري الأمريكي في القارة العجوز؟!

وهل من المعقول أن سبب هذا الحريق الهائل الذي أتى على الكاتدرائية التاريخية هو “عقب سيجارة مشتعل”؟ حتى السبب أسخف من أن يذكر!

والأغرب من كل سبق هو اتساع نطاق سيناريوهات هوليود من دول صغيرة ومناطق بعينها ليمتد السيناريو فيشمل العالم كله، فهناك أفلام كثيرة ظهرت في السنوات الأخيرة لتوجع رؤوس مشاهديها عن الأوبئة التي تقتل أعدادًا كبيرة من البشر، وكيف أن الحضارة باتت محصورة في أماكن قليلة (في الغرب).

بطبيعة الحال، فما سيقوله المشاهدون إن هذه “مجرد أفلام خيالية”، لكن كيف يمكن فهم الأمر في ظل ما حدث فعلًا بعد ذلك، وهو انتشار فيروس الكورونا على نحو غير مسبوق في جميع أنحاء العالم، دونما نظر لاختلاف درجات الحرارة، وتخلصًا من فئات عمرية بعينها، قبل تطوره إلى المرحلة الثانية (وهي الموجة التي بدأ الغرب يشهدها)؟

هذا يعيدنا إلى فكرة “المليار الذهبي” التي تحدث عنها البعض، والتي اتضح أنها منطقية.. إذ تفسر هذه السياقات.

فوفقًا لأصحاب هذه النظرية، لا تحتمل الأرض إلا ملياري نسمة على الأكثر، أما باقي الأعداد الحالية فهي redundancy.. أو أعداد فائضة عن الحاجة، ولا بد من التخلص منها.

لن نسمع أن فيروس الكورونا قتل أحد كبار المسئولين أو الأثرياء، فقد شفي الأمير تشارلز بعد فترة قصيرة من الإصابة به. أما الناس العاديون فالضحايا بينهم بمئات الآلاف.

وعندما نسمع أن أحد الباحثين قد أوشك على الوصول إلى ما يمكن أن يكون علاجًا له، ينتحر، أو ينحر!

وفي الوقت الذي بدأت فيه الموجة الثانية منه- وهي الموجة الأخطر التي تستهدف الصغار وتصيب البنكرياس والمعدة- يثور الجدل حول عدم جدوى الحظر أكثر من ذلك، لأن الاقتصاد معطل في معظم دول العالم، فلا بد من العمل من جديد، وليذهب الناس إلى الجحيم.. فالمهم هو مصالح المال!

وعلى ذلك، فبدلًا من أن نسمع سقوط مئات الآلاف سنسمع عن سقوط مئات الملايين، حتى يخف الزحام قليلًا على ما يبدو!

الغريب أن هذا الأمر يحدث في عالم استطاع التقدم العلمي فيه أن ينتج غذاء يكفي أربع أضعاف عدد سكانه، ومع ذلك فمئات الملايين من البشر يعانون من الجوع. وهو عالم وصل التقدم فيه إلى إرسال مسبارات فضائية إلى أطراف المجرة، ومع ذلك يعاني كثير من سكانه بسبب أمراض يفترض أن يكون لها علاج منذ عقود طويلة مضت- كآلام الأسنان والسرطان. ومع ذلك فهي باقية لتعذب المزيد من البشر، وتوفر أرباحًا ضخمة لصناعة طب الأسنان والأدوية ومعاهد أبحاث السرطان الخ.

إذا كانت سيناريوهات أفلام هوليود مجرد خيال سينمائي، فكيف يمكن تفسير كثرة “المصادفات” بينها وبين الواقع إلى درجة بات يتعذر معها أن تسمى مصادفات أو حوادث مفككة أو سياقات غير مترابطة، بل إعدادًا للعقل الباطن لدى جموع غفيرة من الجماهير لما سيحدث فعلًا؟!

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp