وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

ميزان العدالة في الحقوق والواجبات


ميزان العدالة في الحقوق والواجبات

بقلم د. محمد عرفه
إعلم أخي الحبيب أن الحياة الزوجية جعلها الله مودة وسكينة ورحمة وان يحمي كل منهما الآخر ويحبه ويحترمه لا ليتصارع معه ويتشفي فيه ويقلل من شأنه ويهينه وبعض المنظمات التي تدعي أنها تدافع عن حقوق المرأة أو تدافع عن حقوق الرجل الدفاع عن الحقوق ليس بعيب بل احيانا نراه شقاق ونزاع وخراب بيوت وتحريض كل طرف علي الآخر وكل منهم يدلل ويستدل بما يريد فقط حتى وإن بتر وقطع جزء من الحقيقة لينصر طرف علي طرف وهو في الحقيقة يدمر ويهدم ويخرب البيوت الأولى أن يعمرها بشرع الله كاملاً ويتحمل كل منهم الآخر فقال تعالي “ولقد خلقنا الإنسان في كبد” أي تعب ومشقه فيساعدوا بعضهم ويتحملوا المشقة سوياً فلا يكونوا سبباً في شقاء بعضهم البعض ولنعالج مشاكلنا بالانصاف والعدالة لكن المصيبه ما ترضاه لابنك مع زوجته لاترضاه لبنتك مع زوجها فاتقوا الله واعدلوا
اشتكت الزهراء ابنة سيدنا رسول الله وزوجها عليٌّ رضي الله عنه إلى رسول الله كثرة الأعمال، فماذا فعل رسول الله؟
لقد قسم العمل بينهما، فجعل عمل البيت على فاطمة وعمل الخارج على سيدنا عليٍّ.
ولكن نتنبه إلى ما يلي:
١-جمهور الفقهاء قديماً على أن خدمة الزوجة في بيت زوجها لا تجب وكذلك أن إرضاعها لطفلِها ليس واجباً إلا إذا رفض ثديَ غيرِها.
٢-وجمهور الفقهاء في القديم أيضا على أن الزوج لا يجب عليه علاج زوجته، ولا يجب عليه شراء كسوة لها إلا مرتين في العام لما تحتاجه فقط دون زيادة.
٣-هذا الواقع كان في زمانهم متعادلاً وهكذا تصالحوا فيما بينهم.
٤-هذا الواقع قد تغير الآن ومن الخلل أن يقوم بعضُهم باقتطاع جزءٍ منه اليوم ليوافق أهواء بعضهم هنا وهناك.
٥-من القواعد المعروفة في الفقه أن: “المعروف عرفاً كالمشروط شرطاً” لقول الله تعالى: “خذ العفو وأْمُرْ بالعرف”
٦-فاليوم صار على المرأة عمل بيتِها، وصار على الرجل علاج زوجتِه والإتيان لها بما جرى به العرف من أمورٍ لم تكن واجبةً فيما مضى، ولذا فإن الأثبات من الفقهاء اليوم يفتون بوجوب أمورٍ على الجنسين لم تكن معروفة سَلَفاً، لأن العرفَ الذي بُنِيَتِ الأحكام القديمةُ عليه قد تغير.
٧-فإن قال قائل: العمل في البيت لايجب عند الجمهور؟
قلنا له: وكذلك العلاج والدواء لا يحب عند الجمهور، فهل توافق؟
٨-طبعاً لن يوافق..لماذا؟
٩-لأنه شخص انتقائي، ولأنه يعرض على الناس واقعاً لا وجود له، تماماً كمن يسير في الشارع برداء وإزار، فإنه مُسْتَهْجَنٌ اليوم لاندراسه، مع أنه كان معروفاً فيما مضى.
١٠-فإن قالت فتاة: لن أعمل في بيتي أخذاً بقول الجمهور، فلتعلم أن زوجها سيقول لها أيضاً: ولن أعالجك ولن أداويك ولن آتيك بشيء من ترف الملابس والهواتف أخذاً بقول الجمهور أيضاً!
١١-وهذا الفعل غير سديد إذ الخروج عن الأعراف التي لا تصادمُ الشرعَ أمرٌ قَبيحٌ.
١٢-هناك تيار يحاول استغلال هذه القضايا ليوهم المرأة أنها مستعبدَةٌ وحقيرة وهكذا…مع أن نصوص الله ورسوله ثم الفقهاء كلها على العكس من ذلك تماماً!
في حين أن ذلك التيار يتناسى أننا لما أوجبنا على المرأة العمل في بيتها فقد أوجبنا على الرجل كذلك أشياء فرضها العرف اليوم.
١٣-أرجو أن تهدأ النفوس فلسنا في معارك ولا حروب، ولا تنجَرُّوا لذلك فإنما الرجل زوجك أو أبوك أو أخوك، وإنما المرأة أمك أو زوجتك أو أختك أو ابنتك..فاجعلوا القول الحسن عنوانكم.
١٤-كذلك أنوِّه أن الشاب الذي يقضي نهاره نائماً وليلَه على المقهى أو أمام الحواسيب الآلية ولم يعتد تحمل المسؤولية ولا العملَ لا يصلح لأن يكون زوجاً ولا أباً لأنه يريد ألا يتعب في شيء، ولا أنصح أهلاً أبداً أن يُزَوِّجوه ابنتَهم لأنهم سيظلمونها بتسليمها لهذا الشخص العاطب..تماماً كالفتاة التي لا تحسن القيام بأمور بيتها واعتادت الخروج مع صويحباتها للشيشة والعبث وتبحث عن مبررات لترك عملها في بيتها فهذه لا تصلح زوجةً ولا أُمَّاً، وإذا قابلتَ مثلَها فانصرف عنها فوراً حتى لا تقع في بلاء.
١٥-أكرر رجائي للأخوة أصحاب الاقتطاع والاجتزاء.
اعرضوا الحقائق مكتملة للناس..وازرعوا الحب والأدب في النفوس، فما خلقنا الله لهذه الصراعات والشحناء التي صرنا نراها اليوم وللأسف يُشْعِلُها بعض من لا وَعْيَ عندهم.ودائما نلتقي على الخير

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp