وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

زهرة الياسمين القاتلة الجزء الأول

زهرة الياسمين القاتلة الجزء الأول

بقلم د/غادة مصطفى محمد

في احد الشوارع الراقية بمدينة القاهرة يظهر المهندس أحمد وهو يخطو مسرعا نحو احد العمارات السكنية الفاخرة التي تطل وجهتها على منظر النيل البديع، مما جعل المهندس أحمد يستميت في الحصول على احدي هذه الشقق بتلك العمارات الفارهة، وقد كبد نفسه أقساط سنوية باهظة التكلفة جراء ذلك، وذلك استعدادا لتحقيق حلمه الذي لطالمه راوده ليلا و نهارا، بإتمام زواجه من حبيبته المهندسة هدي التى تعمل معه بنفس الشركه والتي طلما عارض والدها زواجها منه بحجه أن أحمد لن يستطيع توفير المعيشة الكريمة لابنته الوحيده هدى، التي كان يوفرها لها والدها رجل الأعمال، ولكنه رضخ تحت دموع ابنته الوحيده هدي لطلبها لإتمام خطوبتها من أحمد، وقد شعر أحمد اخيرا انه سوف ينال رضا والد هدي الأستاذ عبد الحميد بحصوله على هذه الشقه الفاخرة في هذا الحي الراقي.
نظر المهندس أحمد نظره مطولة لهذا المبنى السكنى الذي أختاره ليقطن فيه، وهو مبتسم ابتسامه رضا وسعاده ثم عاد بعد أن التقط أنفاسه و توجه الي مدخل هذه العماره السكنية وكان كلما اقترب المهندس أحمد من مدخل العماره ترائ له رائحة جميله نفاذة رائحة طالما أحببتها و تبدو مألوفة لديه، نعم أنها رائحة زهرة الياسمين التي يعشقها ويحبها، فأخذ نفسا عميقا من هذه الرائحة التي لطالما عشقها وامتد ببصره داخل مدخل المبني ليجده ذو سقف مرتفع وسجاجيد حمراء فاخرة ويغطي جدرانهالمرايا العاكسة، التي تنير المكان وتعطي له إطلالة رائعة وظل أحمد ينظر وهو مستمتع بهذا المنظر البديع وأخذ يخطو خطوات داخل مدخل المبني، فترائ له رائحه زهره الياسمين أقوى وأقوى فبحث بعينيه يمينا وشمالا فوجد حوض من الزرع مملؤ بزهور الياسمين الجميله وتشع منه رائحة الياسمين الجميله النفاذة، فنظر أحمد لأعلى فوجد هذا الحوض يطل على نافذة واحدة توجد في الطابق الأخير رقم ١١، و هو نفس الطابق الذي قام بشراء شقته به، فزادت سعادة أحمد لأنه سوف يري هذا المنظر الجميل كل يوم ويستمتع بهذه الرائحة العطرة من شقته السكنية، وفجأه استفاق أحمد علي صوت شخص يناديه من أنت .. ماذا تريد ، فنظر أحمد ليجد أمامه رجل يرتدي جلباب أخضر وعمة سوداء، وقد بدأ وجهه شاحبا وتسيل على جبينه قطرات العرق من شده حرارة الجو، فأجاب المهندس أحمد مبتسما انا احمد من أنت ، فأجاب الرجل ذو الجلباب انا عم هجرس حارس العمارة ، فأجاب أحمد مبتسما انا الساكن الجديد لشقه رقم ١١، وفور قول المهندس أحمد لذلك جحظت عين البواب وتسمر واقفا ولم ينطق حرفا، فسأله المهندس أحمد في استغراب ماذا حدث ما بك ، فأجاب عم هجرس وهو يبدو عليه علامات الذعر لا شئ لا شئ مرحبا بك أتريد أن أساعدك في شئ،، فأجاب أحمد شكرا، فأدار عم هجرس وجهه، وابتعد مسرعا خارجا من باب العمارة، فوقف المهندس أحمد مذهولا ما بال هذا الرجل الغريب، وما سبب تصرفه هذا، ولكن أحمد لن يجعل ذلك الأمر يعكر عليه صفو هذه اللحظات الجميلة وعاد يخطو نحو المصعد ليتجه الي شقته واغمض عينيه وأخذ يتذكر وجه حبيبته هدي الجميل، وأثناء انتظاره للمصعد لاحظ اتجاه أم وأطفالها نحوه لركوب المصعد أيضا، فتذكر أنه يملك بعض من الحلوي التي قدمهالهم مدير الشركة صباحا بمناسبة زاوج ابنته، فوضع أحمد يده في جيبه وأخرج الحلوى ومد يديه بها نحو الصغار الذين اسرعوا فرحين نحوه يلتقطون الحلوى، فنظرت له الأم مبتسمه وقائله شكرا لك، فرد أحمد العفو ، فعادة الأم قائله انا السيدة أحسان أقيم في الدور الرابع، فاجاب أحمد انا سأقيم بالشقة رقم ١١، فتحول وجه أحسان للتجهم والفزع فجأه وأسرعت تبحث عن أيادي صغارها وتجذبها نحوها، وتخطو بهم علي سلم العمارة للصعود لشقتها، فأستغرب المهندس أحمد ونظر فوجد المصعد قد أتب فجري مسرعا استاذه إحسان لقد أتى المصعد ، فنظرت له الأستاذة أحسان نظره كلها قلق قائله لا شكرا أنهَ يحبون الصعود على السلم وأخذت أطفالها وابتعدت مسرعة، فزادت حيرة المهندس أحمد مابال هولاء الناس، في البداية حارس المبني ثم هذه الساكنة ما الذي يحدث ثم مالبث أن حسم الجدال قائلا، لن ادع شيئا يفسد علي يومي ويفسد فرحتي بمسكني الجميل الذي لطالما تمنيته والذي سيجمعني بحبيبتي هدي، وقام أحمد بفتح المصعدو فور دخوله قام بالضغط على زرار المصعد رقم 11 فبدأ المصعد بالصعود، ثم تذكر المهندس أحمد فجأة موعده مع صديقه عماد في المقهى الساعة الثالثة عصرا، فنظر للساعة ليتأكد أنه مازال أمامه متسع من الوقت لأستبدال ملابسه و الأستعداد للنزول لمقابلة صديقه عماد، فو جد الساعة الواحدة و النصف ظهرا فأخذ نفسا عميقا و أطمئن أنه مازال أمامه الوقت الكافي ليعد نفسه لهذه المقابلة، و نظر مرة آخرى لزرار المصعد رقم 11المضئ و فجأة سمع طرقات شديدة على باب المصعد و سمع شخص ما يصرخ بصوتا حادا مرتفع أفتح باب المصعد لا تغلقه، فأنتفض أحمد فوجد نفسه ملقي بجسده على باب المصعد، فوجد أمامه رجل في الستينات من عمره و قد كسا رأسه الشعر الأبيض و يقف منحني الظهر و تبدو عليه علامات الشيخوخة، فرد أحمد من أنت و لماذا تصرخ هكذا، فسارعة الرجل بالأجابة محتدا لقد أنتظرك ثلاث ساعات و أنا أطرق باب المصعد و أنت تغلقه،من الداخل،و أنا رجل كبير في السن لا أستطيع النزول على السلم، فنظر له أحمد في ذهول وردد قائلا ثلاث ساعات، فلم ينتظر الرجل طويلا و أندفع الي داخل المصعد هابطا لآسفل، فظل أحمد واقفا بلا حراك و هو يفكر ما الذي حدث ثم نظر الي ساعته و صعق عندما رأي عقارب الساعه تشير الي الساعه الرابعة و النصف و تساءل كيف حدث ذلك كيف مر بي هذا الوقت داخل المصعد بدون أن أشعر، ثم نظر الي هاتفه فوجد صديقه عماد قد اتصل به أكثر من عشر مرات،،

أتمنى دعمكم عشان أنزل باقي الأجزاء
و شكرا

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp