بادئ ذي بدء قد يستغرب الكثيرون عند قراءة العنوان للوهلة الأولى، فالكل على يقين بأضرار الكرونا, فكيف للكرونا فوائد مع أضرارها ؟!! وإليك أهمها :
أولا: سقوط دول كبرى وامبراطوريات عظمى أمام فيروس ضعيف لا يكاد يرى بالعين المجردة حتى هوت امبراطوريتها بسقوط آلاف الضحايا من شعوبها، وأعلنت عيانا عجزها عن التصدي لجندي ضعيف من جند الله، ولو كانت الحرب بيننا وبينهم ما سقط لهم كل هذا العدد من الضحايا بهذا الفيروس الضعيف ..حتى سقط عنها ذلك القناع المزيف المتمثل في قدرتها على فعل كل شيء وأي شيء، ونسوا أو تناسوا أن للكون خالق قادر مقتدر لا يعجزه شيء.
ثانيا : كان الناس يخرجون كما يشاؤون يعملون، ويتزاورون، أو يلعبون .. لكن بعد حظر تجوالهم، وحبسهم في بيوتهم، إذا بهم يكتشفون نعمة منسية من نعم الله عليهم، كانوا قد نسوها أوتغافلوا عنها بسبب شواغلهم، وزخم الحياة الصاخب، وضجيجها ، فكانت هذه النعمة المفقودة والمنسية هي نعمة ( الحرية ) فالنعم إذا وجدت جهلت، وإذا فقدت عرفت .
ثالثا : كان الناس مع بيوت الله فريقين، فريق تعلق قلبه بالمساجد فهو من عمارها، وكأنه طفل تربى في كنفها، وقسم أخير حارب الله بهجرها.. بل منهم من لا يصلي، ولا يجيد الوضوء…، وبعد قرار إغلاق المساجد بسبب الكرونا تصدعت قلوب عمار المساجد لحرمانهم منها، والتي هي متنفسهم الوحيد بعدما غبرت الدنيا هواءهم بأحوالها، وفقدان الراحة فيها.. أما الفريق الآخر فسيان عنده الأمران لايشعرون بغلق المساجد بعدما أغلق الله قلوبهم، وطمس عليها بالران، فضلوا الطريق ببعدهم عن الله، ونسوا أن الأرواح التي تسكن الأجساد متعلقة بالله، مطمئنة بذكره، وصدق رسول الله حين نادى مؤذنه…( أرحنا بها يا بلال ) .
رابعا : رأينا الناس في الماضي وأيام زمن الطيبين يحرصون على التواصل والتراحم والترابط فيما بينهم، لكن في زماننا بدأت القطيعة تزداد وأصبح السؤال عن الأهل والأخوة أو الأقارب يقل شيئا فشيئا، وبعد سقوط ضحايا الكرونا، وسماع الأنباء بكثرة أعداد الوفيات والمصابين ؛ ازداد الأمر سوءا ؛ فبدأ التواصل بين الناس يندر، وأخذ التراحم يقل، والترابط ينفصم، وكان المقصد بالابتعاد الاجتماعي أخذ الاحتياطات اللازمة التي تبنتها واهتمت بها حكومتنا الرشيدة، حتى لا يكثر الاختلاط وتتفشى العدوى بين الناس؛ فالحرص على النفس والحفاظ عليها من أهم ضروريات ديننا الحنيف, إلا أن الأغلبية بالغت في البعد وحرصت على القطيعة إلا من رحم الله .
خامسا : بعد فقد الكثير وظائفهم الصغيرة سواء في المحلات، أو في المقاهي، أو في المصانع، وغير ذلك من المشروعات الصغيرة، وتوقف الكثير منها؛ أصيبت البيوت بالشلل لتوقف الرواتب، وازداد الطين بلة يجلوس الكثير في البيوت اضطرارا لفقدان عملهم بسبب جائحة الكرونا…
كل هذا وغيره أكد للجميع ضرورة عدم الإكتفاء بالراتب وضرورة إدخار بعض المال لضائقة مفاجئة؛ أو مشروع صغير مع وظيفته يكفيه حرج السؤال ويمنع عنه ضيق الحال .
وبعد فك الحظر شيئا فشيئاً تأكد الجميع أن الكورونا أزاحت الغطاء عن عيوننا, حتى بصرنا نعم الله الكثيرة والتي إن وجدت جهلت وإن فقدت عرفت, وتأكدنا كذلك أن الممنوع مرغوب, وأن الله وحده القادر على إزاحة هذه الغمة, وتعود الحياة لسابق عهدها ينعم الناس بنعم الله في الكون والتي لا تعد ولا تحصى .
دكتور : ضياء إبراهيم عيسى
المزيد من الموضوعات
اسعار الذهب اليوم في مصر
التقى الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، على هامش أعمال القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة بالرياض في المملكة العربية السعودية.
وزير الخارجية والهجرة يبحث مع نظيره الجيبوتي تعزيز التعاون الثنائي…