لتسعد في معاشره من تحب تحتاج لأمتلاك موهبه المعاشرة الحلوه التي لا تأتي من قراءه كتاب و لا أتباع نهج معين فهي منحه مقدمه للطبيعه النقية و الفطره السليمة و النفس المعطاءه البشوشة فهي ثمره الأخلاق. تحدث الدكتور مصطفى محمود في كتاب الروح و الجسد عن فن المعاشره الحلوه و من أهم النقاط التي تحدث فيها، لتحظي بعلاقه ناجحة مع الطرف المقابل لابد أن تحترم المسافه بينكم التي تحفظ لكل منكم مجاله الخاص و تحفظ للآخر أحترامه، يخطأ من يظن أن أندماج حبيبان معا هو أكبر دليل على الحب و حسن الصحبة فهذه كذبة عظيمه تؤدي لكارثة، فهي في حقيقتها عدوان صارخ على الطرف الآخر. تجد الزوجه تقتحم خصوصية زوجها بدافع الحب فتنتقد أصدقاؤه و تسخر من أهتماماته و تقتحم خلوته الخاصة و تتجسس على أوراقه و محادثاته ظانة بهذا أنه حق مكتسب لها غير مدركه أن في النهايه الطرف الآخر شخصيه أنسانية عاديه تحتوي على عيوب و نقاط ضعف و تريد أن تخفيها عن الآخرين لتظل تحظى بالدعم النفسي منهم. و تجد الزوج الذي يسخر من أصدقاء زوجته لأنها تتبادل معهم الضحكات و الحديث و يكيد لزوجته لأن لها اهتمامات و نشاطات أخرى تحب ممارستها و يستخف بنجاحها في عملها و محاوله تحقيق ذاتها و يقتحم خصوصيتها و يشك فيها بدافع الحب. كيف يصير هذا حبا أنه العداوه بعينها فمن يحب انسان لا ينتهكه و لا يلغيه و لا ينظر له أنه ارض وقف له وحده، فقد خلق الله كل منا فردا و نسيجا خاصا، و كل منا يولد منفردا و يمرض منفردا و يشيخ منفردا و يحاسب منفردا، و هذا لا علاقه له بالتعاطف و المشاركه الوجدانية و المواساه للاخرين و بين الاقتحام لهم و التعدي على خصوصيتهم. لذا آخيرا يتضح أن مرد العلاقه السعيدة ترجع للطبع السمح الكريم الذي يشع حبا و عطاءا و القادر على جذب أي شخص له فالنفس تميل لمن يحضنها و يواسيها بطيب الكلام و يدعمها و لا ينتقص منها و يلومها و يعنفها، فليس من حقك مهما كان حبك للطرف الاخر أن تتجاوز معه في التجريح و الحدة في الأدانة و الغلظة في الخصومة لتدمي قلبه و تزلزل نفسه بدافع أنك تحبه ظانا أن ذلك سيقربه منك بل هذا ما يحول حبيب اليوم لألد أعداء الغد، لمجرد تبادل رخيص الكلام بدون حجه، فقدخلق الله الكون بكلمة و تقوم الساعة بكلمة فأذا لم تستطيع نطق حلو الكلام فعليك بالصمت و اجعل حديثك لله و حده الذي لا يتبدل عنده الاقوال❤️دمتم متحابين ❤️
المزيد من الموضوعات
وزير الشباب والرياضة يشهد صالون رؤي الشباب في نسخته الرابعة والذى يقام بمكتبة الإسكندرية بمشاركة2000شاب وفتاة…
وزيرة الثقافة تعلن برنامج “مصر ضيف شرف” معرض أبوظبي للكتاب
أسامة حراكي يكتب: ثورة تسابق الزمن وتختصر القرون وتحطم المركزية الإبداعية