ظهر مؤخرا كثير من المواقف التي أثارت سخط أفراد الشعب المصري و ذلك بخصوص ظهور تصرفات لا تليق بأشخاص كنا نتوسم فيهم أخلاق الأسلام، علي سبيل المثال ظهور سلوكيات مشينة علي شخصيات كنا نكن لها كل الأحترام و تختلف هذه السلوكيات السيئة من شخص لآخر الأسباب فمنهم من تلقي رشوة أو خاض في علاقات نسائية أو ارتكب جريمة قتل و هم الذين كنا نشهد لهم بالأدب و حسن الخلق ، فما الذي يحدث ما سبب هذا التناقض الرهيب بين القول و الفعل، ما سبب تحول من توسمنا فيهم الأخلاق الحميدة إلي أمثلة رديئة، من أجمل ما قرأت للرد علي هذا التساؤل ما قاله الدكتور مصطفي محمود في كتاب إبليس.
يذكر الدكتور مصطفي محمود في كتاب إبليس “نحن نتعلم في طفولتنا من الوالدين حكاية إبليس…. و نربطها بتوجيهات الوالدين عن الحرام و العيب، و نتعلم منهم أيضا كلمة الضمير و نربطها بتوجيهات الوالدين عن الواجب و الأصول و الحلال… فتتربي فينا ملكة عقلية يسميها فرويد الرقيب و هي المسؤلة عن مراقبة أفعالنا، و المشكلة تكمن هنا أننا أذا لم نبلغ النضج الفكري الضروري و لم نفهم القوي التي تحكمنا تحول صوت الرقيب لديكتاتور يطبق خرافة الأمر المطلق و النهي المطلق بدون نقاش …
و من هنا يبدأ الصراع داخل الأنسان و بداية ظهور عقدة الذنب التي تشعر الشخص دائما. أنه مطارد بصوت داخلي يصرخ فيه أنت مخطئ.. أنت حقير.. يجب أن تموت لأنك لم تتبع التعليمات و الأوامر، فيشعر الشخص بكراهية تجاه نفسه و تجاه المجتمع و يصبح شخص قاسي مستبد ضاربا بكل القواعد و الأصول و الأخلاق عرض الحائط
ينتج هذا الصراع داخل الأنسان إما شخص سلبي الذي لاعقل له و الذي يقوم بتنفيذ كل ما يطلب منه سواء صواب أم خطأ بدون تفكير و هذا الشخص ينعدم لديه الأبداع في المجتمع و يصبح عقبة في طريق نهوض المجتمعات ، او إما يتقوقع الشخص حول نفسه و يرفض المجتمع و يصبح ترس مفكك في آلة المجتمع، أو يصبح شخص واعي وهو ما ننشده، فهو يطاوع المجتمع في تمرد و يقبل أوامره و نواهيه بعد إختيار و مراجعة و هو ذلك الفرد الناقد الذي يكون قد أضاف شيئا للمجتمع، فهو الفرد الذي يكتب و يعمل و يتدخل في الألة الكبيرة بالإصلاح و التشحيم من حين لآخر
وفي إطار ذلك دعا دكتور محمد بن علي أستاذ الطب النفسي لعدم تسلط الأب و الأم علي نشاط و سلوكيات الطفل و مدحه فقط لمجرد الأمتثال للأوامر و الطاعة بدون نقاش و نبذه لمجرد إعتراضه علي أمر لم يكلف الوالدين أنفسهم فرصة توضيحه و تفسيره للطفل و النقاش معه في أسبابه و عواقبه، لأن ذلك يخلق شخصية خاضعة تخشي التفكير و الأبداع فاقدة الثقة بالنفس و معدومة القدرة علي إتخاذ قرار سليم، مما ينتج عنه طفل عدواني يضمر بباطنه كل سوء و شر للمجتمع يخرب و يفسد أشياء الآخرين لأنه لم يشبع حريته في صغره في التعبير عن نفسه .
لذا لابد أن نوجه دعوة لجميع أفراد المجتمع للتأمل و التفكر و خاصة للوالدين في مرحلة تربيتهم لأطفالهم الصغار و يجب الكف عن صياغة الأوامر و النواهي للطفل بدون توضيح أسبابها أو دوافعها أو منح الطفل فرصة البحث و التفكير في الأمر حتي يوافق علي أقتناع و فهم ووعي لا خضوع و ذل، و قد دعانا الله عز و جل للتفكر و التأمل لنأخذ من خلال تأملنا فيما حولنا من مظاهر تدل علي قدرة الله و تأمل أفعالنا و سلوكياتنا و التفكير فيها لنلتمس منها العظة و العبرة، و قد دعا الله تعالي في كتابه الكريم “و يتفكرون في خلق السماوات و الأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار”،صدق الله العظيم
المزيد من الموضوعات
استقبل الرئيس السيسي، اليوم، رئيس جمهورية إندونيسيا “برابوو سوبيانتو”، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى مصر
القاهرة للإستثمار تدعو مستثمري صناعة الجلود المصريين والأجانب بالتقدم على حجز 43 مصنع كامل التجهيزات بالروبيكي…
نائب رئيس الوزراء وزير الصحة مصر أول دولة تحقق أهداف مكافحة فيروس «بي» في إقليم شرق المتوسط…