تعجبت كثيرا و أنا أقرأ يوما بعد يوم عن من يقوم بالكذب و الوقيعة و الخيانة و الغدر و كثير من السلوكيات المذمومة التي توحي بالخسة و الندالة بدم بارد بدون أن يشعر بأدني مسوؤلية تجاه أفعاله بل أحيانا كثيرة يصرح أن هذا أحد حقوقه و أن أرتكابه لهذه الأفعال المذمومة ماهو ألا رد فعل
ظللت كثيرا أتسائل ما السبب في عدم شعوره بالذنب فقد أتفق الجميع أن السلوكيات التي تحوي خسة و ندالة من أقبح و أذم السلوكيات، لأنها تحوي كثير من الألم من أناس كانوا يكنوا لهذا الشخص الحب و مع ذلك قابلهم بالجحود و النكران بدون أن يشعر بأي ذنب فما السبب لعدم أحساسه بالذنب
حتي أهتديت لمقالة لدكتور مصطفي محمود كان يناقش بها مشكلة أحد القراء، يقول الدكتور مصطفي عندما نمارس المشاعر الطيبة بحقارة تعود علينا هذه الممارسة بألم نفسي رهيب يتمثل في القلق و الشك في كل شئ و أحيانا المرض العضوي و النفسي و الشعور الدائم بالأختناق مما يدفع هذا الشخص للقيام بأفعال الخسة و الندالة تجاه من كان يبادلهم المشاعر الطيبة بدون أدنى ذنب يشعر به فهذا ما هو إلا رد فعل لضغط نفسي هائل تعرض له و هذا الفعل ما هو إلا تخفيف عن ألم يشعر به، مما يجعله يصرح نعم لقد أرتكبت فعل ذميم و لكني لا أشعر بأي ذنب.،
و وضح الدكتور مصطفي كيفية ممارسة الفعل الطيب بحقارة قائلا عندما أبادل شخص ما على سبيل المثال الحب و أنا أدرك بداخلي أن هذا الشخص الذي أحبه سئ السمعة أو منافق فأنا بذلك أمارس الحب بحقارة لأني أمارسه مع من أحتقر صفاته بداخلي، مما يولد ضغط نفسي هائل و شعور بالأختناق و القلق و المرض داخلي و ماهي إلا مسألة وقت حتى أقوم برد فعل يريحني نفسيا و يكون في صورة أنتقام من هذا الشخص الذي مارست معه الحب بحقارة بدون الشعور مني بأي ذنب، و هكذا عند ممارسة أي سلوك طيب مع أي شخص عندما أمارسه بحقارة ماهي إلا مسألة وقت حتى ينقلب السحر على الساحر
لذا في النهاية عزيزي القارئ، الحياة قصيرة لا تستدعي أن تحمل نفسك ضغوط تفسد عليك حياتك، أجعل ممارستك لأفعالك و سلوكياتك لوجه الله ، فكلنا نحمل عيوبا و لا نملك الكمال، فلا تعذب نفسك بالممارسة الطيبة مع من لا تحب أما توجهها لله أو تبتعد عنه و عندما تمارس الحب مرة أخرى تأكد أنك لا تمارسه بحقارة.
المزيد من الموضوعات
أسامة حراكي يكتب: التراث
وزارة الثقافة تحتفي بمبدعي ومثقفي مصر في إحتفالية “يوم الثقافة ” 8 يناير القادم…
عمر الشريف يكتب: فلا يؤذين