وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

الحاصلون على لقاح كورونا معرضون للإصابة.. فما أهمية التطعيم


01:00 م


الخميس 28 يناير 2021

كتبت- هند خليفة

حسمت منظمة الصحة العالمية تساؤلات الكثيرين بشأن حقيقة تعرض الحاصلين على لقاح كورونا للعدوى، بتأكيد الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، أن الحاصلين على اللقاح، لا يزالون معرضين للإصابة بالوباء، لتثير المنظمة جدلًا حول جدوى تلقي التطعيم مع استمرار التعرض للعدوى.

وشدد المنظري في كلمته بالمؤتمر الصحفي الذي عقده المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، أمس الأربعاء، على ضرورة استمرار ارتداء الكمامة حتى بعد الحصول على اللقاح لأنه ليس فعالا بنسبة 100%، والأشخاص الذين حصلوا على اللقاح معرضون للإصابة بالفيروس حتى إن لم تظهر عليهم الأعراض،مشيرًا إلى أنه حال الإصابة بكورونا فسيكون بدون أعراض وفي الأغشية المخاطية وقد ينقلون الفيروس للأخرين دون أن يدروا بذلك.

رغمًا من استمرار العدوى.. ما أهمية تلقي اللقاح؟

وتعقيبًا على ذلك يؤكد الدكتور أمجد الحداد استشاري حساسية ومناعة، على أن الجميع معرضون للعدوى بكورونا حتى من حصلوا على اللقاح المضاد للفيروس أيًا كانت علامته التجارية.

وأوضح الحداد في تصريح لـ”مصراوي” أن أهمية تلقي لقاح كورونا ليست في إنهاء الوباء، لكنه لوقف عداد الوفيات بسبب الإصابة، مشيرًا إلى أن أي حالة مصابة بكورونا تكون عرضة للوفاة، واللقاح من شأنه أن يمنع الأعراض المسببة للوفاة كالإصابة بالالتهاب الرئوي ومضاعفات أخرى للمرض.

وأشار إلى أن اللقاح يحد من الأعراض أو يمنعها تمامًا لكنه لن يمنع الإصابة، لافتًا إلى أن كل لقاح له كفائة فالصيني كفائته 86% لمقاومة الفيروس بينما لقاحي فايزر وبايونتيك كفائتهما 95%، بمعنى أنها لم تكن بكفائة كاملة وهناك نسبة للإصابة وظهور أعراض.

وأضاف أن تلك الكفائة تحدد شدة الإصابة، وأن اللقاحات تعمل على التقليل منها أومنعها، مشيرًا إلى أنها تمنع الإصابة من التملك من الشخص وإصابته بأعراض بسيطة، ومؤكدًا: “اللقاح لن يمنع الإصابة لكنه يقلل مضاعفاتها”.

الحالة التي يتعرض خلالها متلقي اللقاح للعدوى

وعن مدة بناء الأجسام المضادة التي تتصدى للفيروس بعد تلقي اللقاح، يوضح أنها تكون خلال أسبوعين، فمن الممكن أن يصاب شخص بعد تلقيه اللقاح مباشرة أو بعد أيام، لكن بعد تلك المدة تبنى الأجسام المضادة التي تمنحه حماية قد تكون كاملة أو غير كاملة.

وحول سبب إصابة متلقي اللقاح بعدوى كورونا، يوضح أنها تكون بسبب مخالطته لشخص آخر مصاب، وأن الإصابة عادة ما تكون دون أعراض، أو أعراض محدودة وخفيفة، لأن جهازه المناعي محصن بسبب اللقاح لا يمكن العدوى منه.

على الرغم من التطعيم.. هناك ضرورة لاستمرار الإجراءات الوقائية

ونوه إلى أن المصاب بعدوى كورونا بعد تلقي اللقاح يكون ناقل للفيروس دون أعراض بسبب التطعيم باللقاح، ولذلك لابد من الاستمرار باستخدام الكمامة، مشددًا على أن اللقاحات لا تغني عن الكمامات، وأن الشخص الذي حصل على اللقاح ليس بمأمن عن الإصابة، كما أن هناك رورة لاستمرار الإجراءات الوقائية حتى بعد التطعيم باللقاحات.

ولفت إلى أن الفيروس لن ينتهي حتى بعد التطعيم، موضحًا أنه مثله مثل فيروس الأنفلونزا الجميع معرضون للإصابة به، ولن ينتهي أو يقضى عليه حتى مع توافر تطعيمات له، لكن نسب الوفاة ستقل بعد التطعيم باللقاح، وكذلك أعداد المصابين الذين يحتاجون الدخول إلى المستشفى، لأن أعراضهم تصبح بسيطة.

زيادة المطعمين تقلل الانتشار

وكان الدكتور ريتشارد برنان، مدير قسم مكافحة الأمراض السارية بمنظمة الصحة العالمية، صرح خلال مؤتمر صحفي أمس الأربعاء، أن اللقاحات الحالية المتعلقة بكورونا توفر الحماية من الفيروس بنسبة من 70 إلى 95% موضحًا أنه كلما زاد عدد المطعمين قلت نسب انتشار الفيروس.

متلقي اللقاح يصاب دون أعراض لكن أنفه تنقل الفيروس

وحول تلقي شخص تطعيم كورونا ونقله الفيروس لآخرين، أوضح تقرير نشر في “أسوشيتد برس”، أن هناك احتمالية من الناحية النظرية، مثلا شخص تلقى التطعيم لكورونا التقى بشخص مصاب، وانتقلت للشخص الذي تلقى التطعيم عبر الأنف مثلا، عندها فإن جسم الشخص الذي تلقى التطعيم سيهاجم فيروس كورونا، الذي دخل إلى الجسم في الدم، ويمنع انتشاره؛ لكن هناك احتمالية أن فيروس كورونا الذي في الأنف سيبقى حيا وموجودا.

هذا يعني أن الشخص الذي تلقى تطعيم كورونا لن تظهر عليه أعراض؛ لأن جسمه هزم الفيروس، ولكن أنفه قد ينقل الفيروس عبر القطيرات، وإذا انتقلت هذه القطيرات إلى شخص لم يتلق التطعيم لفيروس كورونا، فقد يصاب بالفيروس.

ويشار إلى أنه في معظم التهابات الجهاز التنفسي، بما في ذلك فيروس كورونا المستجد، يعد الأنف هو المنفذ الرئيس للدخول، يتكاثر الفيروس بسرعة هناك، ويحفز الجهاز المناعي لإنتاج نوع من الأجسام المضادة خاصة بالغشاء المخاطي، وهي الأنسجة الرطبة المبطنة للأنف والفم والرئتين.

فإذا تعرض الشخص نفسه للفيروس مرة ثانية، فإن تلك الأجسام المضادة، وكذلك الخلايا المناعية التي تتذكر الفيروس، تقمع الفيروس بسرعة في الأنف قبل أن تتاح له فرصة التسلل لجسم.

تحذيرات من التخلي عن إجراءات الوقاية بعد التطعيم

وكان البروفيسور جوناثان فان تام- نائب كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، حذر من أن الأشخاص الذين تلقوا لقاح كورونا المستجد لا يزال بإمكانهم نقل الفيروس للآخرين ويجب عليهم الاستمرار في اتباع قواعد الإغلاق.

وشدد فان تام، في تصريحات لصحيفة صنداي تلغراف على أن العلماء لا يعرفون بعد تأثير اللقاح على انتقال العدوى، مشيرًا إلى أن اللقاحات تقدم “الأمل” لكن معدلات الإصابة يجب أن تنخفض بسرعة.

وقال: “لا يوجد لقاح فعال بنسبة 100٪ ، لذا لا توجد حماية مضمونة” منوهًا إلى أنه من الممكن الإصابة بالفيروس في فترة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بعد تلقي اللقاح – ومن “الأفضل” السماح بـ “ثلاثة أسابيع على الأقل” لتطور الاستجابة المناعية بشكل كامل لدى كبار السن.

وقال البروفيسور فان تام: “حتى بعد تناول جرعتين من اللقاح، يظل هناك احتمال أن تنقل العدوى لشخص آخر وستستمر سلاسل الانتقال بعد ذلك”، محذرًا: “إذا غيرت سلوكك، فمن الممكن أن تستمر في نشر الفيروس، وإبقاء عدد الحالات مرتفعًا وتعريض الآخرين للخطر الذين يحتاجون أيضًا إلى لقاحهم ولكنهم في الطابور”.

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp
× اتصل الآن