01:30 م
الأحد 31 يناير 2021
كتبت- هند خليفة
اتهام جديد وجه للخفافيش بعد أن اتهمت قبل عام بأنها مصدر لانتشار فيروس كورونا، ومؤخرًا اتهمت أيضًا بأنها مصدرًا لانتشار فيروس جديد يسمى بـ”نيباه” والذي حذرت منظمة الصحة العالمية من خطورة تحوله لجائحة على غرار كورونا.
ووفقًا لـ”الجارديان” تعد الخفافيش من صنف الثعالب الطائرة الناقل الرئيسي لفيروس “نيباه” في الطبيعة، خاصة في الصين وجنوب شرق آسيا وغينيا الجديدة وأستراليا.
وترتبط الخفافيش بسمعة سيئة لارتباطها بنشر الفيروسات، وبحسب دراسة سابقة أجراها باحثون من جامعة “كامبريدج”، فإنها تعد من أكبر حاملي الفيروسات، وتعرّض الإنسان بنسبة كبيرة للعدوى، لأنها تعيش على مقربة منه في أغلب الأحيان، كما أنها تتنقل آلاف الكيلومترات أثناء رحلاتها التي قد تستمر أشهر عدّة.
وتضيف الدراسة بأن الخفافيش يمكن أن تكون موطناً لأنواع عديدة من الفيروسات، أبرزها فيروس “لاجوس” والفيروسات “المخاطانية”، ويمكن أن تنتقل هذه الفيروسات من الخفافيش للإنسان بسهولة.
خطورة الخفافيش وعلاقتها بانتشار الفيروس
وفي تقرير لـ” bocimiupdate” قال فياسنا دوونج، رئيس وحدة علم الفيروسات في معمل البحث العلمي في معهد باستور بكمبوديا، إن خفافيش الفاكهة يمكنها الطيران لمسافة تصل إلى 100 كيلومتر كل ليلة بحثًا عن الفاكهة.
وأضاف أن هذا يعني أن سكان المنطقة بحاجة إلى القلق، ليس فقط بشأن الاقتراب الشديد من الخفافيش، ولكن أيضًا القلق بشأن استهلاك المنتجات التي قد تكون ملوثة من قبل الخفافيش المصابة بالفيروس، أحدها هو نيباه.
حدد دوونج أيضًا حالة أخرى عالية الخطورة حيث أصبح روث الخفافيش سمادًا شائعًا في كمبوديا وتايلاند، فبالنسبة للكمبوديين، يمكن أن يكون بيع روث الخفافيش وسيلة حيوية لكسب العيش.
وأشار إلى أن هناك العديد من المواقع حيث يشجع السكان المحليون خفافيش الفاكهة، المعروفة أيضًا باسم الثعالب الطائرة، على الجلوس بالقرب من منازلهم من أجل جمع وبيع ذرق الطائر، في الوقت الذي لا يعرف العديد منهم المخاطر التي يواجهونها عند القيام بذلك، قائلًا:”60٪ من الأشخاص الذين قابلناهم لم يعرفوا أن الخفافيش تنقل المرض، لا يزال هناك نقص في المعرفة في المجتمع”.
تدمير موطن الخفافيش يتسبب في انتشار “نيباه” بالماضي
أدى تدمير موطن الخفافيش أيضًا إلى انتشار عدوى فيروس نيباه في الماضي، ففي عام 1998، أدى تفشي فيروس نيباه في ماليزيا إلى مقتل أكثر من 100 شخص، وخلص الباحثون إلى أن حرائق الغابات والجفاف المحلي دفع الخفافيش للخروج من بيئتها الطبيعية وأجبرتها على التوجه نحو أشجار الفاكهة التي نمت في المزارع التي تربي الخنازير.
انتقال الفيروس من الخفافيش إلى الإنسان
وتبين أن خفافيش تطلق المزيد من الفيروسات عندما تكون تحت الضغط، موضحًا أنه عادة يسمح للفيروس بالانتقال من الخفافيش إلى الخنازير وما بعده إلى المُربين.
وتميل خفافيش الفاكهة إلى العيش في مناطق غابات كثيفة مع الكثير من أشجار الفاكهة لتأكلها، وعندما يتم تدمير موطنهم أو تدميره، فإنهم يجدون حلولًا جديدة ، مثل الجلوس في المنزل أو على الأبراج مثل ما حدث في أنغكور وات.
قال دوونج: “إن تدمير موطن الخفافيش واضطراب الإنسان من خلال الصيد يشجعهم على البحث عن أماكن بديلة”.
هل التخلص من الخفافيش يقضي على المخاوف من نيباه؟
يقول تريسي غولدشتاين- مدير مختبر One Health Institute ليس إلا إذا أردنا أن نجعل الأمور أسوأ، موضحًا أن الخفافيش لها دور بيئي مهم للغاية، حيث يقومون بتلقيح أكثر من 500 نوع من النباتات.
كما أنها تساعد في السيطرة على الحشرات، وتلعب دورًا مهمًا للغاية في السيطرة على الأمراض لدى البشر، على سبيل المثال، الحد من الملاريا عن طريق تناول البعوض، وفقًا لـ”غولدشتاين”.
كما أشار إلى أن إبادة الخفافيش أثبتت ضررها من منظور المرض وعلى البشر، مؤكدًا أن هذا سيجعل (البشر) أكثر عرضة للخطر، فبقتل الحيوانات يزيد الخطر.
خفاش الفاكهة المصري
ووفقًا لدراسة سابقة أجراها باحثون من جامعة “كامبريدج”، فإن خفاش الفاكهة المصري ليلي النشاط مثل الخفافيش الأخرى، إذ يقضي ساعات النهار على الأشجار أو في الكهوف، والذي ينتشر في بعض أنحاء قارة أفريقيا وآسيا، ويقطن المرتفعات والمنخفضات ما دامت تحتوي على أشجار الفاكهة التي تمدّه بالغذاء اللازم للعيش.
ويحب خفاش الفاكهة العيش في الكهوف، لكنه لا يمانع العيش في أماكن من صنع الإنسان، كالأنفاق والمباني المهجورة وبقايا الحطام.
ويعتبر خفاش الفاكهة المصري ليلي النشاط مثل الخفافيش الأخرى، إذ يقضي ساعات النهار على الأشجار أو في الكهوف، ويعيش في صورة مجموعات كبيرة قد يصل عددها إلى عدة آلاف أحيانا، وتخرج الخفافيش من بيوتها في المساء بحثاً عن الطعام، وتعود قبل الفجر مباشرة، ويتغذى هذا النوع من الخفافيش على أنواع عديدة من الفاكهة، وثمار النخيل البري.
المزيد من الموضوعات
” النسر والدجاج “
عفوااااا …عيد الحب بقلم … نيڤين إبراهيم
القلوب ..!!! بقلم .. نيڤين إبراهيم