01:00 ص
الثلاثاء 02 فبراير 2021
د ب أ-
يعتبر التجول في أحد الاسواق المبهجة التي تتميز بمجموعة من الروائح والمناظر والأصوات الغريبة، هي أفضل طريقة للتعرف على ثقافة دولة جديدة بالنسبة للكثير من محبي السفر.
وقد نجحت ثلاث من مؤلفات كتب الطهي، في تجسيد هذه الحالة من الإثارة في كتبهن الجديدة، حيث شرحن كيف يمكن للطهي في المنزل أن يخلص المرء من شغفه بحب السفر والترحال، في الوقت الذي يكاد يكون الجميع قد توقفوا فيه عن السفر بسبب تفشي وباء كورونا.
وقد حافظت المصورة، ماريا شيفر، على أصالة الأشياء أثناء رحلاتها في أنحاء إفريقيا. وهي لا تفضل السفر في سيارة مسرعة تسير على طرق وعرة في الصحراء، ثم التقاط صور أفريقية من المفترض أن تكون واقعية، ثم تناول الطعام في أحد الفنادق الفخمة.
ولكنها قامت بدلا من ذلك بالسفر بالحافلة، وأقامت في دور ضيافة متواضعة، وعادة ما كانت تطرق أبواب الغرباء وتسألهم عما إذا كانوا يرغبون في الطهي معها.
وشيفر لديها قناعة بأنه ليس هناك أي شيء يكاد يربط بين الناس أكثر من الطعام. ولا تجمع شيفر في كتاب الطهي الجديد الخاص بها، والذي يحمل اسم “إيتنج ويذ أفريكا” (تناول الطعام مع إفريقيا)، وصفات طعام فقط، ولكنها تقدم أيضا قصصا عن الأشخاص الذين كانت تلتقي بهم وعن حياتهم اليومية.
وأمضت المصورة الألمانية الأمريكية عاما كاملا في جمع تلك القصص، ثم عادت إلى إفريقيا مرارا بهدف “الاحساس بعبق هذه القارة”، بكل ما تتضمنه من الدول التي يبلغ عددها 54، والسكان الذين يبلغ عددهم 3ر1 مليار نسمة.
وقامت شيفر بالطبخ مع أشخاص في 10 دول، من المغرب وصولا إلى مالاوي وجنوب إفريقيا.
وكانت شيفر تتحدث مع الناس، سواء كانت في القطار أو في سيارة أجرة أو في دار ضيافة، وكان الامر غالبا ما ينتهى بها بمقابلة الأسرة التالية التي يمكن أن تعرض لها طبقا جديدا.
وتقول المصورة إن “فكرة كتاب الطبخ لاقت استحسانا جيدا. وكنت دائما ما أحظى بترحيب حار، وغالبا ما كان يتحول الطهي إلى حدث حقيقي”.
ويشار إلى أن هناك الكثير الذي يمكن أن يتعلمه المرء في مجال الطهي على طول الطريق، مثل الطريقة الأوغندية للف اليخنة بأوراق الموز وطهيها على نار مكشوفة.
وتقول شيفر إن أغلب المكونات التي استعانت بها في كتابها، متوفرة في أي متجر بقالة عادي، أو في المتاجر الخاصة بالمواد الغذائية الأفريقية أو الآسيوية.
كما أن هناك أهمية خاصة للطعام في أماكن أخرى من العالم. وتقول الشيف براتينا كروس، إن الناس في تايلاند، يستغرقون وقتا أطول في الطهي بالمقارنة مع الناس في أوروبا.
وتدير كروس، المعروفة أيضا باسم “ميو”، مطعما تايلانديا معروفا باسم “داو”، ومدرسة للطهي في برلين. وتعمل كروس في مطعمها، على إشباع رغبة السفر التي تكون موجودة لدى زبائنها.
وتقول: “كثيرا ما أحصل على تعليقات تفيد بأن الزيارة إلى مطعمي تعيد الشعور – لفترة وجيزة – بأن المرء يتواجد في تايلاند لقضاء عطلة “.
وتعتقد الطاهية أن الطعام هو تجربة ثقافية مهمة، حيث أن كل ثقافة تعرّف نفسها من خلال تخصصاتها في الطهي.
وتقول: “ينطبق نفس الأمر على ثقافة الطعام في تايلاند. بالطبع، علينا أن نتأقلم مع عادات الألمان والأوروبيين هنا في برلين.”
وفي محل ميلادها بجنوب شرق تايلاند، كانت كروس تقدم الطعام على الشاطئ بينما يقوم الراقصون بأداء رقصات خاصة بالثقافة التايلاندية الأصلية وهم يرتدون الزي التايلاندي.
وبينما يعد شراء الطعام الجاهز هو إحدى الطرق لإضفاء لمسة من تايلاند على أجواء المنزل، فإن قيام المرء بطهي الطعام بنفسه يعد خطوة أفضل.
وتعتبر إيطاليا، شأنها شأن تايلاند، من الوجهات المميزة لقضاء العطلات بالنسبة للمسافرين من عشاق الطعام من جميع أنحاء العالم، حيث تتميز بوجود المكونات الغذائية الطازجة، بالاضافة إلى عدد لا حصر له من من الاكلات التي تشتهر بها أقاليم معينة.
ومن جانبها، قامت مدوّنة الأطعمة، كاتي بارلا التي تعود أصولها إلى نيو جيرسي، بتكريس عقود من الزمن لدراسة فن الطهي الإيطالي، بعد أن عاشت في روما لما يقرب من 20 عاما.
وتقدم كتب الطهي الخاصة ببارلا، الوصفات الإيطالية التقليدية التي يحتاج إليها القراء لاستعادة مذاق ورائحة العطلات الإيطالية في مطابخهم الخاصة.
وبالطبع، لا يمكن لأي شيء أن يحل محل تناول “بيتزا نابوليتانا” في نابولي.
وتقول بارلا: “ولكن يمكنك أن تصل إلى صنع بيتزا تشبهها كثيرا إذا التزمت بالوصفات وأتقنتها”.
وهناك شيء واحد واضح للمؤلفة، وهو أن الطعام يعد ثقافة، كما أنه يربط بين الناس، حتى عبر الزمن. فعندما يقوم المرء بطهي طبق تقليدي، من الممكن أن يشعر بالارتباط بمن قام بتناوله قبل عقود أو حتى قرون.
المزيد من الموضوعات
” النسر والدجاج “
عفوااااا …عيد الحب بقلم … نيڤين إبراهيم
القلوب ..!!! بقلم .. نيڤين إبراهيم