02:00 ص
الأربعاء 03 فبراير 2021
د ب أ-
لم تكن إيمي كارثيزر تعلم أنها تعاني من الاكتئاب عندما توفي شقيقها منتحرا في عام 2014. كما لم يعلم ذلك أي فرد آخر من أسرتها.
وذكرت صحيفة “شيكاغو تريبيون” الامريكية أنه بينما كان أفراد الاسرة يحاولون التعافي مما يمرون به، كانوا يجدون صعوبة في التحدث عنه. ولم يعرف الأصدقاء ماذا عليهم أن يقولوا لهم. وقالت كارثيزر المنحدرة من شيكاغو، إنها كانت تتلقى نظرات غريبة من الناس أثناء اصطحابها أبنائها من المدرسة.
وقالت كارثيزر، وهي مالكة لشركة “إيمي كارثيزر للتصميمات”، وهي شركة تعمل في مجال التصميمات الداخلية بشيكاغو: “لقد كان الناس يخشون الحديث معي… لم يكن يعرفون كيف يتطرقون للموضوع.”
وذكرت الصحيفة أن تعرض كارثيزر لذلك الموقف جعلها ترغب في التخلص من هذه الوصمة بالنسبة لأفراد أسرتها وأصدقائها الذين فقدوا شخصا ما في “حادث انتحار”.
وفي نوفمبر الماضي، أنشأت مؤسسة خيرية تحمل اسم “أندر ذا سيم سكاي” (تحت نفس السماء)، للمساعدة في تمويل برنامج تابع لـ “المؤسسة الأمريكية لمنع الانتحار”، هدفه هو الربط بين الأشخاص الذين فقدوا شخصا ما في حادث انتحار، مع توفير شخص متطوع للتحدث معهم. ويشار إلى أن المتطوعين للعمل في برنامج “هيلنج كونفرسيشنز” (حوارات الاستشفاء)، هم أنفسهم أشخاص فقدوا شخصا ما بسبب الانتحار.
وتقول: “إنها تجربة تتسم بالانعزالية”، مضيفة أنه في ظل تفشي مرض “كوفيد -19” الناتج عن الاصابة بفيروس كورونا المستجد، “فإنهم يحتاجون إلى هذا التواصل بصورة أكبر. فالمرء لم يعد يرى أصدقاءه وأفراد عائلته الذين عادة ما يلجأ إليهم للاستناد عليهم “.
وشعرت كارثيزر بأنه إذا كان شقيقها قد توفي في حادث سيارة أو كان قد أصيب بمرض مختلف، ربما كان الناس سيشعرون براحة أكبر عند التحدث عن وفاته.
حتى بين أفراد عائلتها، تعامل كل فرد مع حالة الحزن التي كانت لديه بشكل مختلف؛ قد يشعر بعض الناس براحة أكبر – أو يجدوا أنه أكثر فائدة – للتحدث مع شخص آخر أثناء حزنهم.
وذكرت “شيكاغو تريبيون” أنه مع دخول العالم عاما آخر تسيطر عليه أزمة تفشي جائحة كورونا، تستمر المخاوف بشأن الصحة العقلية، حيث يخضع الكثير من الأشخاص للعزل في منازلهم بينما تساورهم المخاوف بشأن الفيروس.
لقد كان شقيق إيمي رساما وكان شخص يحب تناول الطعام الشهي وشرب السيجار واحتساء النبيذ الأحمر. وتقول إنه كان راويا بارعا للحواديت.
لقد كانت تتحدث معه بانتظام، وغالبا ما كانت تنسق المهام العائلية معه. لذلك انقلبت حياتها رأسا على عقب عندما توفي.
وبعد وفاته، انضمت إيمي إلى جماعة “لافينج أوتريتش تو سيرفايفرز أوف سويسايد” (التواصل بمودة مع الناجين من حوادث الانتحار)، وهي مجموعة دعم تديرها مؤسسات خيرية كاثوليكية، تقوم بتوفير مجموعات مختلفة للأشخاص الذين فقدوا أحد الوالدين أو الأبناء أو الأشقاء.
ونقلت الصحيفة عن إيمي القول، إنه “شعور جيد جدا أن تكون مع أشخاص يتفهمون ما كنت تمر به”، موضحة: “أعتقد أن ذلك هو أكثر شيء ساهم في شفائي “.
وبدأت عائلتها في حضور اجتماعات لـ “الخروج من الظلام” وخاصة بـ “المؤسسة الأمريكية لمنع الانتحار”.
لقد كانت ترغب في تقديم المزيد من أجل المساعدة. وكانت تستمتع بحضور تلك الاجتماعات وتقدر كيف كان المشاركون بها منفتحين للجميع في أنحاء البلاد.
وفي عام 2016، أثناء تواجدها في باريس للتسوق مع أحد الاصدقاء من أجل شراء بعض الأغراض وحملها معها إلى شيكاغو، راودت كارثيزر فكرة لشراء العديد من السلع وبيعها بغرض جمع الأموال. فاشترت أثاثا وقطعا فنية وحقائب ومنسوجات وبطانيات. وأقامت أول متجر لها في عام 2017، وتم بيع المواد، بينما ذهبت جميع عائدات البيع إلى “المؤسسة الأمريكية لمنع الانتحار”.
وفي صيف عام 2018، مات كل من المصممة كيت سبيد، والطاهِ والصحفي أنتوني بوردان، منتحرين. وتصادف حلول ذكرى وفاة شقيق إيمي في نفس الأسبوع.
وتقول: “اتصلت بي صديقة وقالت لي “حسنا، ماذا سنفعل؟”. شعرت بأنني في مهمة من أجل القيام بالمزيد”. وفي هذه اللحظة بدأت لدي فكرة المؤسسة الخيرية.
والهدف من وراء ذلك هو زيادة جمع التبرعات، وتوجيه العائدات التي يتم جمعها إلى برنامج “هيلنج كونفرسيشنز” الخاص بحوارات الاستشفاء.
وأشارت الصحيفة الامريكية إلى أنه قبل تفشي جائحة كورونا، كان من الممكن أن يلتقي الأشخاص وجها لوجه؛ أما الآن فهم عادة ما يلتقون من خلال التطبيقات الالكترونية، مثل تطبيق “زووم”، أو من خلال المكالمات الهاتفية.
المزيد من الموضوعات
” النسر والدجاج “
عفوااااا …عيد الحب بقلم … نيڤين إبراهيم
القلوب ..!!! بقلم .. نيڤين إبراهيم