وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

يوم وفاة أم كلثوم.. حينما فقدت مصر كوكبها

كتب- عبد الفتاح العجمي

تحل علينا اليوم الأربعاء، ذكرى وفاة المطربة الأهم في تاريخ الغناء العربي، كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، إذ رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم 3 فبراير من العام 1975.

بداية معاناة الست صحيا كانت مع إصابتها بفرط نشاط الغدة الدرقية الذي أدى جحوظ في عينيها، ونصحها الأطباء بإجراء عملية جراحية لاستئصال جزء من الغدة لتفادي الأعراض، ولكن احتمالية تأثير العملية على أحبالها الصوتية حالت دون إجرائها الجراحة، ومن حينها قررت ارتداء نظارتها السوداء.

زادت متاعب أم كلثوم مع معاناتها من التهاب الكلى، وسافرت إلى لندن للعلاج، وانقطعت عن تقديم الحفلات، وكانت أغنية “ليلة حب” آخر ما غنّته من تأليف أحمد شفيق كامل وتلحين محمد عبد الوهاب في حفلتها الأخيرة عام 1973.

بداية نهاية حياة الست كانت مع حلول فجر الخميس 27 يناير 1975، حيث تدهورت حالة أم كلثوم وتم نقلها إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادي ودخلت في غيبوبة، وعقبها بيومين، وتحديدا في العاشرة من مساء السبت الموافق 1 فبراير 1975، أُذيع خبر وفاة كوكب الشرق، ومع انتشار النبأ كالنار في الهشيم بشتى أنحاء الوطن العربي؛ أصدرت مستشفى المعادي بيانا ذكرت فيه أن سيدة الغناء العربي مازالت على قيد الحياة وحالتها كما هي.

يتحدث الإعلامي محمود سعد عن ذلك في برنامجه “باب الخلق” عبر فضائية “النهار”، قائلا: “لما خبر وفاة الست الكاذب اتذاع، روحت تاني يوم الصبح عند المدفن بتاعها لقيتهم بيسفلتوا الشارع، قولت خلاص وفهمت أن حياة الست خلاص بتنتهي، وكنا في الشتا، وكانت إذاعة أم كلثوم بتشتغل الساعة 4، لقيتهم مشغلين أغنية (أغدا ألقاك)، اتأكدت أنه خلاص”.

ومع حلول عصر يوم الاثنين الموافق 3 فبراير 1975، وتحديدا في الرابعة مساءً، انقطع إرسال الإذاعة المصرية، ثم أصدر مجلس الوزراء بيانا أعلن فيه وفاة السيدة أم كلثوم.

وفي صباح يوم الأربعاء 5 فبراير 1975، استقبلت رحاب مسجد عمر مكرم بميدان التحرير جثمان كوكب الشرق أم كلثوم، وتدفقت جموع المُشيّعين على الميدان من كل صوب واتجاه، وضاق المكان على سعته، وأُغلقت كل الشوارع المؤدية إليه.

وأطلت أم كلثوم إطلالتها الأخيرة على الجموع، وهرول كل من في الميدان نحو جثمانها ليُلقي نظرة الوداع، ومضى الموكب في طريقه إلى مسجد الإمام الحسين، وهناك في أرجائه الطاهرة ارتفعت صلوات الآلاف على روحها الطاهرة، قبل أن يُحمل جثمانها إلى مثواه الأخير بمنطقة البساتين، وانهمرت الدموع في يوم القاهرة المشهود.

وبجوار مسجد عمر مكرم، أقيم سرادق ضخم رحب، على مدخله أبناء أسرتها، وفي داخله أبناء قريتها ووطنها وأمتها، الكل يواسي والكل في حاجة إلى المواساة، الكل يُعزي والكل يتقبل العزاء.. ورحلت الست، لكن إرثها باقٍ للأبد.

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp