وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

دراسة جديدة تحذر: مقاعد السيارات تسبب السرطان


07:00 م


الأربعاء 17 فبراير 2021

كتبت- هند خليفة

كشف تقرير حديث صادر عن جامعة كاليفورنيا، ريفرسايد عن وجود مستويات ضارة محتملة من مادة كيميائية في الرغوة التي يستخدمها الموردون في تبطين مقاعد سيارات معينة يزعم المتخصصون أنها قد تسبب السرطان، بحسب ما أورد موقع “sciencetimes”.

وأظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة البيئة الدولية، أن الأشخاص الذين لديهم عمل متكرر وطويل المدى أو السفر لفترات طويلة قد يعرضون صحتهم للخطر دون علم.

وكشفت الدراسة أن الرغوة التي يستخدمها المصنعون في حشوة بعض مقاعد السيارات تحتوي على كميات خطيرة من مادة يقول المتخصصون إنها قد تسبب السرطان، كما يطلق على المادة الكيميائية الضارة مادة تريس المكلور أو TDCIPP

وتعرض مادة TDCIPP في قائمة يصدرها مكتب كاليفورنيا لتقييم مخاطر الصحة البيئية، حيث تسجل هذه القائمة المواد الكيميائية التي يمكن أن تسبب السرطان أو غيرها من المشاكل الصحية، بما في ذلك تشوهات الولادة.

وعلى الرغم من أن مادة TDCIPP هي مادة مسرطنة معروفة، إلا أن العديد من الشركات، خاصة شركات صناعة السيارات، لا تزال تستخدمها كمثبط للنار في الرغوة التي تثبت مقاعد السيارة.

وتشير الدراسة الجديدة إلى أن الانتقال الطويل في السيارة قد يعرض الأشخاص لهذه المادة الكيميائية الخطيرة.

لها تأثير على الخصوبة

يقول الأستاذ المشارك ديفيد فولز وفريقه بدراسة الآثار التي يمكن أن تحدثها مادة TDCIPP والمواد الكيميائية المماثلة على الصحة منذ عام 2011، إنه عندما قاموا بتعريض أجنة السمك المخطط الصغير zebrafish embryos لمادة ال TDCIPP ، فإن هذه المادة الكيميائية حالت دون نموها و تطورها الطبيعي.

و تتفق هذه النتيجة مع تلك التي توصلت إليها الدراسات السابقة التي أجريت البشر، والتي حددت وجود علاقة قوية بين التعرض لمادة ال TDCIPP وقضايا الخصوبة fertility مما دفع الناس لمحاولة الإخصاب في المختبر .

تجربة عملية للحصول على نائج

للاستفادة من هذه المعلومات، أراد الباحثون التحقق مما إذا كان يمكن للناس أن يتعرضوا لتركيزات ضارة محتملة من مادة ال TDCIPP عبر مقاعد السيارة أثناء تنقلاتهم.

ومن أجل ذلك، قاموا بتجنيد 88 مشاركاً من بين الطلاب في جامعة كاليفورنيا University of California في ريفرسايد، وقد كان على جميع المشاركين أن يتنقلوا يومياً لدراستهم، وتراوحت أوقات ذهابهم ذهاباً وإياباً من أقل من 15 دقيقة إلى أكثر من ساعتين يومياً.

ولمعرفة ما إذا كان كل فرد من هؤلاء الأفراد قد تعرض لمستوى كبير من المادة المسببة للسرطان، طلب الباحثون من المشاركين ارتداء سوار من السيليكون.

وكما أوضح الباحثون فإن السبب في ذلك يكمن في أن السيليكون يلتقط الجزيئات المحمولة بالهواء، إذ لا ترتبط مادة ال TDCIPP فعلياً بالرغوة الموجودة في المقعد، وفي الوقت المناسب، يمكن أن تصبح جزيئات هذه المادة “غير ثابتة ” وتطفو بحرية، وبالتالي، فهناك احتمال كبير لاستنشاق الناس لها.

و قد طلب الباحثون من المشاركين ارتداء سوار معصم السيليكون لمدة 5 أيام، وبعد ذلك اختبروها لمعرفة ما إذا كانت قد التقطت أي جزيئات من مادة ال TDCIPP والمواد المماثلة.

وانتهى الأمر بـمادة ال TDCIPP فقط بالالتصاق بأساور المعصم بكميات كبيرة، وكما تلاحظ المؤلفة المشاركة أليكا ريدام – وهي طالبة دراسات عليا في الجامعة -” أنه كلما طالت مدة بقائك في سيارتك كلما كانت مدة تعرضك لـمادة ال TDCIPP أعلى.”

واعترف فولز قائلاً: “لقد دخلت في هذا البحث وأنا متشكك ومرتاب إلى حد ما، لأنني لم أكن أعتقد أننا سنحصل على تركيز كبير من المادة الكيميائية في هذا الإطار الزمني القصير، ناهيك عن وصولنا إلى العلاقة التي تربط ذلك بوقت التنقل” ، مضيفًا: “لقد فعلنا الأمرين معاً، وقد كان هذا مفاجئاً حقاً “.

وللتحقق مما إذا كانت المادة الكيميائية قد دخلت أجسام المشاركين، كان يتعين على الباحثين جمع وتحليل عينات من البول، وعلى الرغم من أنهم لم يقوموا بفعل ذلك، إلا أنهم كانوا يعتقدون أنه من المحتمل جداً أن الأمرقد انتهى بهولاء الأفراد أيضاً باستنشاق مادة ال TDCIPP.

ويقول فولز: “إننا نفترض أن هذا هو ما حدث وذلك بسبب صعوبة تجنب امتصاص الغبار واستنشاقه”.

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp