بقلم د غادة مصطفي يسرد لنا القرآن الكريم في آياته حديث المجرمين و ما قدروه لللمدة الزمنية التي عاشوها في الدنيا بأنها مجرد ساعة ، فيقول الله تعالى “يوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من نهار يتعارفون بينهم”45_يونس) ، يتضح مما سبق أنه لن يحصي الأنسان الزمن في الآخرة مثلما كان يحصيه بالدنيا ، فالجميع سيقسم أنه لم يحيا سوي ساعة لتقليل من شأنها.
مما سبق يتضح أن المدة الزمنية بالنسبة للأبدية و اللانهائية هو كم مهمل مثلما يحصيها علماء الرياضيات” أي رقم بالنسبة للانهاية هو صفر أو أقرب ما يكون إلى الصفر”أذن هي النسبية القاتلة للزمن بين الواقع و الأبدية و أعني مما سبق بالنسبية القاتلة هي النسبة بين كل ما أحصيناه في حياتنا الدنيا من أعمال سواء خيرا أو شرا و الذي لن يقدر في زمن الحياة الأبدية الآخرة سوي ساعة، و المقصود بالأبدية هي أما العذاب المؤبد أو النعيم اللانهائ، حيث الأبدية التي تنقلب بها كل المقادير فيصبح عزيز القوم أذلهم، و تتبدل الأحوال و يصبح الكل متساوي أمام الله لا يختلف عن غيره سوي بعمله في الدنيا، هذه النسبية القاتلة تدعونا جميعا لنتجاوز و نصبر و نحتسب على تلك الساعة التي نلبثها بالدنيا بخيرها و شرها و نترفع عن الصغائر حتى لا نحمل أنفسنا وزرا في زمن مخادع لا يساوي شيئا من عمر الأبدية.
أهتم ديننا الإسلامي كذلك بالوقت و قد أقسم الله به في آيات كثيرة فقال الله تعالى “و الليل إذا يغشي و النهار إذا تجلى” و غيرها الكثير من الآيات التي تدعونا للمحافظة على الوقت في حياتنا الدنيا و اغتنامها في طاعة الله، و قد قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله”قرأت لأكثر من 70سنة فما وجدت حكمة أجمل من مشقة الطاعة تذهب و يبقي ثوابها و لذة المعاصي تذهب و يبقي عقابها”و في النهاية أسأل الله الكريم أن يوفقني و يوفقكم لصالح الأعمال في حياتنا الدنيا المؤقتة لنحظي بالنعيم الدائم في حياتنا الأبدية في الآخرة
المزيد من الموضوعات
وزير الثقافة يترأس إجتماع اللجنة العليا لوضع إستراتيجية جديدة لتطوير الهيئة العامة لقصور الثقافة…
أسامة حراكي يكتب: التراث
وزارة الثقافة تحتفي بمبدعي ومثقفي مصر في إحتفالية “يوم الثقافة ” 8 يناير القادم…