وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

الدكتور احمد عبد العال : يحذر من احتمالية وقوع كارثة عالمية في حال زيادة درجة حرارة جو الأرض الحالية بمقدار درجتين فقط

قال الدكتور أحمد عبدالعال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية، إن مصر تعد من أفضل دول العالم في مجال الأرصاد ولا توجد لديها أخطاء فيما تقدمه للبلاد من معلومات متوقعة عن حالة الطقس، محذرًا من احتمالية وقوع كارثة عالمية في حال زيادة درجة حرارة جو الأرض الحالية بمقدار درجتين فقط، فيمكن أن تصبح الكرة الأرضية صحراوية ليس بها نقطة مياه واحدة، مطالبًا بضرورة استخدام الطاقة البديلة
«الأرصاد» تحذر من طقس الغد: بارد وأمطار ورياح مثيرة للرمال والأتربة وما سبب التغيرات التي طرأت على الأحوال الجوية؟
يرجع ذلك إلى الاحتباس الحراري الذي أصبح سمة سائدة في الكوكب، وهو ببساطة عبارة عن عدم قدرة الأرض على طرد أشعة الشمس إلى الفضاء الخارجي، لأن الطبيعي هو امتصاصها نهارًا وطرد بعض منها ليلًا.
وعجزت الأرض عن طرد تلك الأشعة إلى الفضاء الخارجي لوجود غطاء عازل يمنع خروج الحرارة الزائدة والأشعة الضارة، وتكون ذلك بفعل الغازات والملوثات، الناتجة عن استخدام مشتقات البترول والفحم في معظم أنحاء العالم.
ازداد الأمر تدريجيًا بدايةً من الثورة الصناعية، عندما اتجه الإنسان إلى استخدام البترول ومشتقاته بإفراط، لتظهر الطبقة العازلة من غازات أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون والميثان وغيرها حول الأرض، ما أدى إلى زيادة الحرارة.
وأضاف «عبدالعال»، في حوار لـ«لمصري اليوم»، أن سمات مناخ مصر القديمة، المتمثلة في الجملة الشهيرة «حار جاف صيفًا دافئ ممطر شتاءً»، في اتجاه لتغييرها بالمناهج الدراسية بسبب المستحدث في طقس البلاد، كاشفًا عن كيفية عمل الهيئة وإعداد نشرتها اليومية، وإلى نص الحوار:
. بدايةً، ما معنى مصطلح التغيرات المناخية؟
هي عبارة عن أحداث غير طبيعية طرأت على حالة الجو، وهي لم تكن موجودة من الأصل، ووجودها شيء مختلف عن المعتاد، وبطريقة أخرى هو تغيير في سمات الفصل، مثلما ترى أن في فصل الشتاء تجد الحرارة مرتفعة لـ 32 درجة، وعشنا هذا في فبراير الماضي.
كما ترى أن فصل الربيع جاء مبكرًا عن موعده، أيضًا نشاهد أمطارًا شديدة في فصلي الصيف والخريف، وهي من الشواهد التي تؤكد أن هناك تغيرات واضحة على الأجواء المناخية تجعلنا نعيد التفكير في شكل ولِمَ القلق من ارتفاع درجات الحرارة؟
تتراوح درجة الحرارة حاليًا بين 14.5: 15 درجة مئوية، وسجّل عام 2018 أعلى معدل ارتفاع لها خلال الـ 100 عام المنقضية، ما يدل على وجود زيادة غير طبيعية، وينذر بأخطار يجب علينا تداركها والعمل على إيقافها، في حال استمرار الإنسان في استخدام مشتقات البترول والفحم في إنتاج الطاقة.
وحذر الرئيس عبدالفتاح السيسي قبل سنوات، في مؤتمر فرنسا، من ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار درجتين، ونحن على يقين أنه في حال حدوث هذا –لا قدر الله- ستتحول الكرة الأرضية إلى صحراء ليس بها نقطة ماء.
. لماذا لا يتم الاتفاق دوليًا على نسب معينة من توليد الطاقة من الفحم والبترول لتقليل الآثار السلبية؟
هناك مؤتمرات ولقاءات حول العالم بصفة دورية، لكن بكل أمانة لا يوجد شيء ملزم لكافة دول العالم يجعلها تستخدم منتجات الفحم والبترول بشكل أقل، ونحن في حاجة بالفعل إلى إلزام الجميع بهذا الأمر، حتى لا نندم في يوم من الأيام، رغم أن استخدام الطاقة البديلة يؤدي إلى بيئة صحية جيدة ولا تخلّف بقايا ضارة.
بكل أمانة بعض البلدان توجهت إلى الطاقة البديلة، كالشمس والرياح والمياه، وهو ما نتطلع إليه، ونتمنى أن تكون ثقافة ورغبة لدى الجميع من أجل حياة صحية.سمات الفصول.. إذن، هل يوجد تغيير حقيقي في وصف مناخ مصر الذي اعتدنا عليه منذ القدم، وهو حار جاف صيفًا دافئ ممطر شتاءً؟
الوصف الذي ذكرته كان ومازال حتى الآن هو مناخ مصر، لكن نحن القائمين على الأرصاد الجوية وجدنا تغيرًا مناخيًا، وقررنا تشكيل لجنة على أعلى مستوى تعكف حاليًا على دراسة تلك التطورات، وأمامها ما لا يقل عن 6 أشهر للانتهاء من تقريرها النهائي.
في حال ثبوت تغير مناخي في مصر سنخاطب وزارة التربية والتعليم لتعديل الجزء الخاص بالطقس في المناهج الدراسية وتبدلها بالوصف الجديد، بالنسبة لي لا يمكن أن أعلن شيئًا لم ننتهِ من دراسته بطريقة علمية، لكن ما يمكن قوله إن هناك تغيرات ملحوظة وواضحة في طقس البلاد، وتحركنا كي نصل إلى الحقيقة.
. طالما هناك شواهد مؤكدة بأن سمات المناخ المصري تغيرت، لماذا كل هذا الوقت لكي تعلنوا عن الأمر بشكل نهائي؟
الموضوع ليس بتلك السهولة، علينا أن نقوم بدراسة جميع الفصول والأجواء بدقة، وهذا يحتاج وقتًا نجري فيه تجارب على جميع الأوقات، وإن كنا قد سجلنا ملحوظاتنا كما ذكرت في بداية الحوار والتي دللت على تغير المناخ، لكن ذلك يحتاج إلى دراسة متأنية لإعلان نتيجة دقيقة.. لماذا نشعر بأن درجة حرارة الجو في الصيف مرتفعة عما ذي قبل وببرودة أشد في الشتاء؟
بخصوص حرارة الصيف مما يشعرنا بزيادتها هو ارتفاع الرطوبة، وهي نسبة بخار الماء في الجو التي تزيد بفعل الملوثات كما ذكرنا، فيمكن أن تكون درجة الحرارة 35 درجة، وبوجود الرطوبة العالية تشعر أنها تخطت الـ 40.
بالنسبة للشتاء، فالبرودة لم تزد عن الماضي، لكن وجود رياح شديدة قادمة من مناطق مختلفة يشعرنا بأن الأجواء باردة أكثر من السابق، وهي تدخل في إطار تغيرات المناخ أيضًا.
. وهل لدى الأرصاد الجوية في مصر تقنية عالية لكشف تلك التغيرات والوصول إلى حقيقة مناخ مصر الحالي؟
نعم نحن متقدمون لأبعد مدى في مجال الأرصاد ولا توجد لدينا أخطاء، وما نعلنه يكون وفقًا للعلم والتكنولوجيا التي نمتلك منها أحدث الأجهزة الموجودة في العالم، بمعنى أدق نحن في مصاف الدول الأولى في علم الطقس والأرصاد الجوية، والدليل هو عضويتنا بالمجلس التنفيذي للمنظمة العالمية للأرصاد التي تتشكل من 27 دولة حول العالم.
كذلك نحن عضو في مجموعة الـ 11 لوضع استراتيجية عام 2030 المناخية، والحقيقة هذا لم يأتِ من فراغ، بفضل مساندة ودعم من القيادة السياسية التي وفرت لنا الدعم المادي والمعنوي، فقدم الرئيس عبدالفتاح السيسي منحة مادية بلغت 182 مليون جنيه، أيضًا يدعمنا الفريق يونس المصري، وزير الطيران المدني، بتسهيل السفر لأعضاء الأرصاد إلى مختلف دول العالم للمشاركة في الدورات التدريبية، والتي بدورها تساعدنا على معرفة أحدث المستجدات في المجال وحصولنا على تصنيف دولي عالٍ.. في الشتاء نرى المياه تغرق الشوارع، كما تعرضت البلاد لسيول، فلماذا لا نرى هذا التقدم الذي تتحدثون عنه على أرض الواقع؟
من واجب هيئة الأرصاد تحذير المواطنين بحال الطقس خلال الـ 4 أيام المقبلة، وهو ما نفعله، لكن على أرض الواقع تغرق الشوارع بسبب الإمكانيات، وهي المشكلة التي قلت عن السابق بعد تواصل بعض المسؤولين معي يوميًا للوقوف على حال الطقس، وعليه يتخذون تدابيرهم الاحترازية.
بكل أمانة، الطبيعة أقوى من أي تكنولوجيا، والدليل ما يحدث في دول العالم الكبرى مثل أمريكا، التي تنقل السكان من مناطق السيول والأعاصير، لعدم قدرتها على المواجهة، كما شاهدنا في أماكن متفرقة انهيار مدن وضياعها، لكن في مصر الأجواء أفضل كثيرًا.
. بعيدًا عن النشرة اليومية لحال الطقس، ما أهمية هيئة الأرصاد الجوية؟
تمثل النشرة اليومية الصادرة عن الهيئة أقل من 1% من مهامنا، فمن أعمال الأرصاد تقديم خدمات لجميع المجالات دون استثناء، على سبيل المثال مجال الري، بإعلام القائمين عليه أماكن السيول، وعليه يتخذون الإجراءات التي تمكن لهم الوقاية من أضرارها.
بالنسبة للزراعة، نوضح لمسؤوليها الطبيعة الجوية للمناطق المختلفة، مما يسهل عليهم زراعة المحاصيل المناسبة في الأماكن الملائمة لهم، ولمجال البيئة عندما نعلم الخبراء بسمات الجو في المناطق المزمع فيها بناء منشآت ومدن جديدة، وهو ما قدمناه قبل تدشين العاصمة الإدارية الجديدة.
كما نقدم خدماتنا للقضاء، فينتدب بعض المستشارين خبراءنا للوقوف على حالة الطقس عند معرفة مخالفات، وذلك فيما يخص قضايا اختصام المقاولين لأصحاب الأعمال، وبدورنا نوضح هل الأجواء مثّلت عائقًا أمام أعمال البناء أم لا.
نعتبر نحن كذلك المحرك الفعلي لحركة الطيران والسفن، بتوقفهما على حركة الرياح والأمواج لسلامة الأشخاص، كما لا ننسى ما قدمته الهيئة في حرب 1973، حينما مدت جيشنا بالمعلومات العظمى.
وما هو دور الأرصاد الجوية في نكسة 1967؟
لا أعرف الحقيقة
كيف يتم قياس الطقس؟
هي عملية معقدة للغاية، ولكي نبسط الأمر يمكن القول إن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التابعة للأمم المتحدة بجنيف، وضعت نظامًا تلتزم به كافة الدول من حيث إنشاءات المحطات في كل بلد، ففي مصر 103 محطات أرصاد سطحية، تعمل كل واحدة كل ساعة على رصد الحالة جوية، وتشمل سرعة الرياح والرؤية والظواهر المختلفة من سحب وأمطار ورطوبة وضغط جوي وغيرها، وتستقبلها رئاسة الهيئة التي بدورها ترسلها إلى ما يُسمى بالبنك الدولي لمعلومات الأرصاد الجوية.
توجد في إفريقيا 3 أماكن تابعة للمنظمة العالمية، وبدورها تتعامل وفقًا لحسابات معينة، ومع إعادة إرسال البيانات إلى الدول المختلفة، لتتكون معلومات عن العالم أجمع، وتبدأ كل دولة، فور وصول المعلومات من البنك الدولي للأرصاد، بتحليلها للوقوف على أجوائها، وما يمكن أن تتعرض له البلاد من تغيرات.
بناءً على ذلك يمكن معرفة الكتل الهوائية والبرودة والحرارة والأمطار، كذلك معرفة كل دولة ما ستتعرض له بمساعدة الأقمار الصناعية التي تقيس الأجواء، والتي لا نمتلك منها في إفريقيا، لكن المنظمة العالمية تلزم الدول صاحبة الأقمار بمساعدة البقية، ونحصل على ذلك من أمريكا والصين وروسيا واليابان.
. هل قرأت عن انتقادات وُجِّهَت إليكم عن إخفاقكم في التوقعات على طريقة كذب المنجمون ولو صدقوا؟
نعم، سمعت وقرأت تلك الخزعبلات التي لا أعيرها اهتمامًا، لأنها تصدر عن أشخاص جاهلين بالأرصاد الجوية التي هي علم مثل بقية العلوم، ولا يمكن الاستغناء عنها، وأنا قلت إننا على أعلى مستوى والأخطاء غير واردة.
ومن الجهل ظهور أشخاص يطلقون على أنفسهم «نشطاء أرصاد جوية»، فيكتب كلٌ منهم من وحي الخيال عن حال الطقس بعيدًا عن العلم والتكنولوجيا والأجهزة التقنية، التي لا يمكن من دونها الوقوف على حقيقة الأجواء، إنه يكشف أيضًا عن وجود نصابين يحاولون السطو على عقول وأموال الأشخاص السذج. لماذا لا تتصدون لهؤلاء الأشخاص؟
نحن لا نتركهم، وكلما اكتشفنا أحدًا منهم نتعامل معه وفق القانون، ونقدمه للقضاء حتى يكون عبرة لأمثاله.
. اذكر لي مؤهلات العاملين بهيئة الأرصاد الجوية؟
لابد أن يكون خريج كلية العلوم قسم رياضيات أو فيزياء فقط، وبعدها لابد أن يكون حاصلًا على دبلوم في الأرصاد الجوية، ويسمى بـ«إخصائي أرصاد جوية»، أيضًا لدينا خريجو معهد إعداد فنيين، لكن يُشترط على الفرد منهم خوض دورات في الأرصاد، ونطلق عليه «راصد جوي»، وللعلم معظم العاملين بالهيئة حاصلون على درجات علمية ما بين الماجستير والدكتوراه.

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp