زواج على ورقة طلاق
تعددت الزيجات التى سرعان ماتنتهى بورقة طلاق فى الأونة الأخيره بمجتمعنا اليوم.
كتبت لميس الحو
فهناك ما يعرف بزواج التيك اواى، الذى لا يستغرق شهر او ستة أشهر على الأكثر، وتنهار حياة زوجية فى مهدها، وتنتهى مدة العقد الموثق ويتمزق الرباط المقدس، وغيرها من المسميات التى تضفى على تلك العلاقه نوع من الخصوصية والقدر والقيمة والقدسية التى شرعها الله عز وجل لخلقه ليعمروا الكون ، ويعيشوا فى مودة ورحمة ووئام، وكل انسان يجد نصفه الآخر ، الذى قد يتشابه ويتفق معه ، وقد يختلف عنه ولكن النصيب والقدر الذى يجمعهما دون إرادة منهما، ولكنها إرادة الله، وهناك زيجات تستمر سنين وسنين وتفوق مدتها العشرون عاما” ، وتنتهى ايضا” بورقة طلاق، وتتعدد الأسباب فى حالات الإنفصال، أولها وأهمها الاختيار الخاطئ منذ البداية، القائم على الطمع احيانا”- الغش احيانا” -الخداع والتمثيل احيانا” أخرى، والذي يتمثل فى الظهور امام الطرف الآخر بشخصية مغايرة تماما” ، وارتداء الأقنعه المزيفة التى تخفى وجه الحقيقة، وبالتالى يحدث الصدام بين طرفى العلاقه الزوجية عندما يجدوا انفسهم فى مواجهة بعضهم البعض يجمعهم بيت واحد، وتظهر حقيقة كل منهما للأخر، ويبدأ كل من الطرفين يكتشف أنه لم يختار هذا الآخر، وقبل أن ينصهروا فى بوتقه واحده، ويصبحون كيان واحد، يعودوا غرباء عن بعضهما كما كانوا فى البداية قبل الزواج، ويشعر كلا منهما بعدم تقبل الآخر ، وإذا استمرت تلك العلاقه ستستمر كنوع من الحفاظ على شكليات الزواج والحياة الإجتماعية والأسرية أمام الناس فقط، أما إذا واجه كل من الطرفين أنفسهم بالحقيقه، واخذتهم الشجاعه والمواجهة، سيتم الإنفصال منذ البداية.
وكذلك العلاقه التى تستمر سنين ، وقد بنيت على خطأ، تتوقف ايضا” اجلا” ام عاجلا” عند نقطة البداية، وهى أنهم غرباء بعد عشرة السنين.
ومن الأسباب الأخرى المؤدية إلى الإنفصال بين الزوجين هى الاختلاف فى الطباع التى نشأ بها كلا منهما والتربيه التى تأسسوا عليها والبيئة التى ترعرعوا فيها، واختلاف الفكر والعادات والتقاليد، وكلها أمور اذا لم يحدث فيها دمج بين الطرفين ، والوعى والاستيعاب الكامل لهذا الإختلاف من قبل كلا منهما، لكانت الطامة الكبرى، وانهيار للعلاقه الزوجيه من اوسع أبوابها، ونجد ايضا ” من الأسباب التى تؤدى إلى فشل العلاقه الزوجية تدخل الأهل سواء أهل الزوج أو اهل الزوجه بالإيجاب أو بالسلب، فالتدخل الإيجابي من الأهل على الرغم من أن مقصده دائما” البناء وليس الهدم، المحافظة على الحياة وليس انهائها، إلا انه فى بعض الأحيان لا يجد إستحسان عند الآخر، ويعتبره نوع من التدخل فى الحياة ، ويخضع ذلك لمفاهيم خاطئة وعقول متحجرة رافضة التدخل بالخير والإصلاح، أما عن تدخل الأهل السلبي فهو كفيل بأن يحطم الحياة الزوجية بكل معانيها.
لذا يجب حتى تكون الزيجة موفقه ، إتباع الإجراءات الاحترازية الآتية.
اولا” الأختيار هام جدا” من قبل الطرفين، فيجب أن يكون على أسس أولها التكافىء والتوافق الإجتماعى والقبول ، واذا لم يتوفر ستحدث الفجوة من البداية.
ثانيا” التقارب الفكرى والتقاء وجهات النظر.
ثالثا” انسجام الأرواح وتألف القلوب.
رابعا” إندماج الطموح وتوحد الأهداف والوعى الكامل بأليات بناء المستقبل سويا” .
خامسا” تقبل كلا منهما للأخر بعيوبه ومميزاته وكل صفاته، وهذا يستلزم من الطرفين الصدق والوضوح، واذا لم يمر الطرفان بكل ماسبق ذكره ستتعثر حياتهم الزوجيه لامحال، وستصبح مليئة بالثغرات التى يستغلها البعض لينفذوا منها، كى يوقعون حياة الزوجين فى شرك الفشل الزريع، ويشيعون بينهم العداوة والبغضاء.
أيها المقبلون على الزواج تعاهدوا على المودة والرحمه فيما بينكم، تعاهدوا على التفاهم والتواصل الدائم، والألتقاء على فكر واحد وكلمة واحدة، ولا تسمحوا لأيا” من كان التدخل بينكم، وإذا احتدم الخلاف، فحكم من اهله وحكم من اهلها، ممن يريدون الإصلاح.
كونوا ربانا” لسفن حياتكم حتى تسير فى نهر من الحب.
سيروا على نهج الله وسنة رسوله.
بسم الله الرحمن الرحيم ” ومن أياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا” لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمه، ان فى ذلك لأيات لقوم يتفكرون ” صدق الله العظيم.
المزيد من الموضوعات
الجولة الأولى للمشاورات السياسية بين مصر وجنوب أفريقيا بالقاهرة…
مجلس الوزراء يوافق خلال إجتماعة اليوم برئاسة الدكتور مصطفي مدبولي علي قرارات …
استقبل الرئيس السيسي اليوم وزير العلاقات الدولية والتعاون الدولي بجنوب أفريقيا “رونالد لامولا”