04:00 ص
الأربعاء 17 مارس 2021
(د ب أ)
تعد شواهد الفن البلجيكي الحديث من أجمل المعالم السياحية في مدينة لييج؛ حيث يشعر السياح بأجواء مثيرة تنبعث من هذه المدينة السريالية. وتظهر التناقضات على واجهات المنازل أحادية اللون مع الجملون والنوافذ الكبيرة في متاهة الأزقة الضيقة في البلدة القديمة.
ويستمر الطابع السريالي لمدينة لييج في المعالم السياحية المنتشرة بها، وقد كانت الكاتدرائية القوطية شعارا للمدينة، ولكنها لم تعد موجودة الآن، وقد تحطمت الكاتدرائية بعد قيام الثورة الفرنسية؛ حيث أصبح الجزء الفرنسي من بلجيكا مركزا قويا لليبرالية، وشهدت هذه المرحلة الكثير من الاضطرابات وقام سكان مدينة لييج بتحطيم الكاتدرائية باعتبارها حصن الإيمان، ولا تزال هناك فجوة كبيرة في المركز في موقع الكاتدرائية.
وتشغل واجهة القصر، الذي كان في السابق مقرا لأساقفة لييج، جانبا من المساحة المفتوحة الشاسعة، وقد حكم الأساقفة المدينة والمناطق المحيطة بها لمدة تمتد لأكثر من 1000 عام، ومن الأمور المثيرة هنا أيضا أن هذا الأثر التاريخي يتم استغلاله بالكامل كمبنى محكمة ولا يمكن للسياح زيارته إلا من خلال جولة بصحبة مرشد سياحي.
درج “مونتانا دي بورين”
ويعد درج “مونتانا دي بورين” أهم مناطق الجذب السياحي في مدينة لييج، ويعتبر أجمل من الدرج الإسباني المنحني في روما، وتؤدي الدرجات السوداء غير المزخرفة إلى أعلى، ولكنها لا تؤدي إلى كنيسة جميلة أو قلعة حصينة، ولكنها تنتهي بإطلالة بديعة على وادي ميوز، ومن هذا الموقع كان يمكن للسياح مشاهدة أفران الصهر العالية قبل 50 أو 60 عاما؛ نظرا لأن حوض لييج كان أول منطقة صناعية في أوروبا.
وقد شهدت ضاحية سيراينج بمدينة لييج بناء أول مصنع متكامل يضم أفران الصهر وأعمال الحديد ومصانع الدرفلة على يد رجل الأعمال الإنجليزي جون كوكريل (1790 -1840)، وفي وسط الشركة كان يقع المقر الصيفي لأساقفة لييج، والذي يرجع لأكثر من 1000 عام، ولكن يطلق عليه الآن قصر كوكريل، وقد قام رجل الأعمال الإنجليزي بإقامة نصب تذكاري له أمام بلدية سيراينج.
ويشاهد السياح الآن أفران الصهر المتآكلة والخاصة بشركة الحديد والصلب كوكريل سامبر مثل الكاتدرائيات المحترقة على ضفاف نهر ميوز في منطقة أوجريه، والتي تعتبر أحد أحياء سيراينج.
نهضة جديدة
وبعد تراجع صناعة الحديد والصلب والفحم تدهورت مدينة لييج للغاية مع نهاية القرن الماضي، إلا أنها تشهد حاليا نهضة جديدة منذ فترة طويلة، وعادت المياه لتنطلق من النوافير القديمة، وتم ترميم العديد من المباني الأثرية والتاريخية، بالإضافة إلى تشييد العديد من المباني الجديدة الرائعة مثل محطة القطار ICE من تصميم المهندس سانتيجو كلاترافا.
وقد شهد المنزل رقم 26 شارع ليوبولد ولادة الكاتب جورج سيمينون (1903-1989)، وفي شهر أغسطس من كل عام يحتفل حي أوتريميوز بإعلان “جمهورية أوتريميوز الحرة” في عام 1927 من خلال إقامة نوع من الكرنفال الصيفي، وفي وسط الأجواء الصاخبة يقابل السياح شخصية “تشانتشيس” في جميع أنحاء المدينة، والذي يعتبر “أقدم مواطن في مدينة لييج”، وهناك متحف وحانة خاصة لهذه الشخصية.
ويوجد في مدينة لييج متحف آخر يوضح طبيعة الحياة الوالونية، ويزخر ببعض المعروضات الخاصة مثل الساق الخشبية، التي ترجع إلى جان جوزيف كارلييه، والذي قاتل كمتطوع في حروب نابليون من أجل استقلال بلجيكا عن هولندا في عام 1830، وعندما تعرض طرفه الصناعي للكسر أثناء القتال، وواصل القتال بواسطة اعتمادا على ساق خشبية، وبعد عودته إلى مدينة لييج وعد بساق بديلة من الفضة، ولكنه لم يحصل على أي شيء.
وبعد الجولة السياحية في المدينة يمكن للزوار الاستمتاع براحة قصيرة في الساحة أمام كاتدرائية القديس بولس وقصر دو مارشه، أو الاسترخاء في الكثير من المطاعم والمقاهي تحت الأشجار.
المزيد من الموضوعات
وزير الصحة يشدد على دور الأطباء وأهمية المسؤولية الجماعية في مكافحة ختان الإناث…
” النسر والدجاج “
عفوااااا …عيد الحب بقلم … نيڤين إبراهيم