10:30 م
الأحد 21 مارس 2021
كتبت- هند خليفة
يقال في الأمثال الشعبية أن “الأم اللي ربت مش اللي خلفت”، ذلك المثل الذي يؤكد على أن الأم هي من تقرر أن تتحمل تعب ومجهود وعناء التربية، حتى وإن لم تنجب، فكثير من السيدات حرمن من نعمة الإنجاب، ليقرروا أن يهبوا مشاعر الأمومة داخلهم لأطفال ليسوا من أرحامهن بإنقاذ أطفال أيتام حرموا أيضًا من مشاعر الأمومة ودفء الأسرة.
“مصراوي” استعرض في التقرير التالي قصص بعض السيدات قررن وهب حياتهن في سبيل تربية أطفال ليسوا من أرحامهنن وقررن احتضانهن بانتشالهم من غدر الزمان وتوفير جو أسري لهم.
تطلق على نفسها “أم جني” على الرغم من انجابها أربعة أبناء، إلا أنها أحبت أن يطلق عليها هذا الاسم منذ أن احتضنت الطفلة جني من إحدى دور الأيتام في محافظة الإسكندرية.
تقول أم جني صاحبة التسع وعشرين عام، وتعمل مُدرس مساعد في إحدى الجامعات بأن فكرة الاحتضان راودتها منذ أن حملت بطفلتها الأولى منذ تسع سنوات، فكانت تفكر بأن تحتضن طفلة أخرى وتقوم برضاعتها معها ليصبحا أخوات بالرضاعة، لكن لم يحالفها الحظ آنذاك.
وبعد عدد من سنوات وانجابها ثلاث أولاد وظهور علامات الغيرة لدى ابنتها، ففي هذا الوقت قررت احتضان طفلة، ولم يكن وجود أطفال لديها عقبة.
وتتابع: “وجود أطفال ليس عقبة فالطفل اليتيم في حاجة لأن يكون لديه أخوات إلى جانب الأم والأب، مستطردة بـ:”الطفل بيكون محتاج شعور الأمومة وأنا محتاجة أضمن مجاورة الرسول”.
وحول اختيارها لهذه الطفل تقول: “لما روحت وريت المشرفات صور أولادي وبنتي جابولي بنات قمرات بس أنا قلبي اختار جني فالاختيار بيكون بالقلب”، مشيرة إلى أنها تقيم في محافظة القاهرة وتوجهت إلى أكثر من خمس محافظات لاختيارها حتى اختارها قلبها في احدى دور أيتام محافظة الإسكندرية.
“ولادي استقبلوها بهدايا”، هكذا قالت موضحة أنها جعلتهم يستعدون نفسيًا لهذا الموقف، والآن باتوا يتشاجرون معًا على من سينام إلى جانبها.
وأشارت إلى أنها تعرضت إلى رفض لقرارها من قبل والدها وحماتها، بينما دعمها زوجها، لكنها فرضت الأمر على الجميع على أن يتعاملوا معها على أنها ابنتها، لافتة إلى أنها سمعت إحدى الفتاوى بإمكانية ارضاع الكبير وستتأكد منها على أن تقوم بإرضاعها عن طريق كوب لبلوغ سنها سبع سنوات، وحتى تصبح أختًا بالرضاعة لباقي أبنائها ومحرمة على زوجها فتستطيع أن تجلس بحرية معهم، مختتمة بـ”هتصرفلها وهعملها المستحيل”.
وتقول سهام، إنها اعتادت زيارة دور الأيتام وفي إحدى المرات شاركتها الزيارة عمتها التي لم تتزوج إلى أن تخطت الخمسين عام، والتي عادت من الزيارة في حزن شديد حد البكاء، على هؤلاء الأطفال، لتقرر أن تحتضن طفلًا منهم.
وتضيف بأنها حينما رأت الطفل فارس أول مرة قررت أن يكون هو الطفل الذي ستحتضنه، لافتة إلى أنه كان في ذلك الوقت عمره ثمانية أشهر وتعلق بها كثيرًا حتى أصبح الآن عمره ثمانية سنوات.
وأشارت إلى أنهما قابلا معارضة شديدة من العائلة، إلا أنها تعلقت به وتعلق بها، مستطردة: “هو كان طفل من غير أم وهي أم من غير طفل وبقت بعد حياتها دي كلها أم جه ونسها وملأ عليها حياتها”.
وتعيش أم رودينا حالة من الفرحة الشديدة بعد أن استطاعت احتضان طفلتها، عقب سنوات كثيرة من انتظار فرصة الانجاب وهو ما لم يتحقق.
وتعبر عن فرحتها قائلة: “بنتي حبيبتي نورت حياتنا اللي فضلت سنين ضلمة ووحده.. رجعت لنا حياتنا وملتها بهجة وسعاة وبعد ما كنت بتمنى الموت في اليوم ألف مرة دلوقتي بدعي ربنا يطول في عمري أنا وباباها علشانها ونقدر نوصلها لبر الأمان وتكون قوية تواجه الحياة واحنا ليها ضهر وسند”.
وتعبر أم آدم عن سعادتها البالغة لشعورها بالأمومة بعد أن أتيحت لها فرصة احتضان الطفل آدم، فتوضح أن أول لقاء بينهما كان في إحدى دور الأيتام حينما كانت تقوم باختيار طفل قام برفع يديه لها وطلب منها أن تحمله، فتقول: “قلب محروم حنية.. وأجمل لحظة لما شيلته وحط راسه على كتفي وحس بالأمان ولما بوست كف ايده كان بيبوصلي”.
وتتابع: “في الوقت ده حسيت إنه هيكون فرحة عمري وسندي وإنه هو اللي هيقولي كلمة ماما وأسمعها”.
المزيد من الموضوعات
وزير الصحة يشدد على دور الأطباء وأهمية المسؤولية الجماعية في مكافحة ختان الإناث…
” النسر والدجاج “
عفوااااا …عيد الحب بقلم … نيڤين إبراهيم