وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

أفدح أخطاء داروين بقلم اللواء سيد نوار

أفدح أخطاء داروين

بقلم اللواء/سيدنوار

يُحسَب لداروين أنه قدَّم ما يكفي من الأدلة والبراهين على أن الكائنات الحية لا تبقى ثابتةً على حالها دون أن تتغيَّر وفق متغيرات البيئة. وبذلك قدَّم لنا داروين تصوراً للطبيعة تتطور فيه كائناتها الحية في تمام التوافق والتطابق مع ما يستدعي هذا التطور منها حتى يتسنى لهذه الكائنات أن تعيش متوافقةً مع محيطها. ولقد بلغ بداروين إيمانه بالتطور البايولوجي حد الاعتقاد الراسخ بأن الإنسان لا يختلف على الإطلاق عن سلفه الحيوان في شيء. وبذلك خُيِّل لداروين أن ما هو قائمٌ من تشابهات بين الإنسان والحيوان يُجيز له أن يعلِّل لما يحدث في عالم الإنسان بدلالةٍ مما يحدث في عالم الحيوان، والعكس صحيح أيضاً! وهذا خطأ فادح، وذلك طالما كان الإنسان، على الرغم من شديد تشابهه مع الحيوان، يختلف عن الحيوان اختلافاتٍ جوهريةً لا يمكن على الإطلاق التغاضي عنها. وهذه الاختلافات لا تجوِّز لنا أن نقرأ عالم الحيوان بدلالةٍ مما يحدث في عالم الإنسان، ولا أن نقرأ ما يحدث في عالم الإنسان بدلالةٍ مما يحدث في عالم الحيوان. فإذا كان عالم الإنسان قائماً على أساسٍ من استعلاء القوي على الضعيف، فإن هذا لا يمكن أن يُجيز لنا أن نقول بأن عالم الحيوان قائمٌ على القانون ذاته. صحيحٌ أن هناك الكثير جداً من التشابهات بين الإنسان والحيوان، إلا أن هذا لا يسوِّغ لنا إطلاقاً أن ننظر إلى الحيوان بعين عقلٍ لا يراه إلا كما يرى الإنسان! فالإنسان والحيوان، وإن كانا يتشاركان ذات الماضي التطوري، فإن هناك في ماضي الإنسان التطوري ما حدث فجعل منه كائناً متمايزاً بالتمام والكلية عن سلفه الحيوان تمايزاً لا يجوِّز لنا أن نعلل لأحداث عالم الحيوان بالرجوع إلى ما يحدث في عالم الإنسان. وهذا خطأ فادح لعله أن يكون من أفدح الأخطاء التي وقع فيها داروين جراء إصراره على مضاهاة ومطابقة عالمَي الإنسان والحيوان.

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp