بر الوالدين و الأجداد وسيلة لتنمية التواصل بين الأجيال
بقلم اللواءسيد نوار
• أطلقنا يوما لعيد الأم يوم عظيم للتوعية بفضلها.
• ثم أطلقنا أخيرا يوما لعيد الأب يوم عظيم لفضل الأب و كفاحه في الحياة لتوفير حياة كريمة للأسرة
• لماذا لا نجمعهما فب بوم واحد لبر الوالدين و الأجداد ؟
بداية أبدأ بالحديث عن صراع الأجيال. في واقعنا الآن الذي يعيشه أبناؤنا طوال القرن العشرين و القرن الحادي و العشرين في المجتمع المصري, يختلف إختلافا كبيرا عن المجتمع الذي عاشه آباؤهم و أجدادهم, و هذا الاختلاف الواقع اليومي يخلق نوعا من المواجهة بين الأجيال.
أسباب المواجهة بين الأجيال و وسائل التعامل معها :
نظرا لأن لكل جيل مميزات تختلف عن مميزات الجيل الذي سبقه فإن العلاقات بين الأجيال تتمي, عادة, بالصراع بينهما, و هو خلاف دائم بين الآباء و الأبناء و الأجداد و قد إزداد هذا الصراع في صورة أوضح في المجتمع في العصر الحديث, مع العلم بأن جيل الآباء و الأجداد غالبا ما يكون محافظا و متمسكا بالجذور و القيم التي نشأ عليها في حين أن جيل الأبناء نشأ في ظروف تطور إجتماعي و ثقافي أوسع مما جعل جيل الأبناء يعترض على عادات و تقاليد التراث القديم.
و يتمثل هذا الصراع في :
• الإختلاف في أساليب الحياة.
• إختيار الأصدقاء ( تدخل الأهل في إختيار الأصدقاء لأبنائهم )
• إختيار مجال التعليم ثم مجال العمل.
• بعض الأهل يتدخل في إختيار شكل تصفيف الشعرو شكل الثياب و ما شابه.
• عدم مساعدة الأبناء للأهلهم في بعض الأعمال المنزلية و كثرة الخلافات و الصراعات بين الإخوة و الأخوات.
• طلبات الأبناء في مصروفاتهم الزائدة دون الأخذ في الاعتبار بعضا من المسؤولية على عاتقهم.
• إفراط الأبناء في إستعمال الهاتف المحمول والألعاب على الإنترنت و كذلك التليفزيون.
• التورط في علاقات رومانسية مه الجنس الآخر.
• التسرع و حب المغامرة يشكلان خطرا على الأبناء من وجهة نظر الآباء.
• غالبا تكون نظرة الآباء للأبن المراهق أنه ما يوال صغيرا في ما يتعلق بالحرية الشخصية و حرية الرأي مع عدم القيام بحوار مما يؤدي إلى تعقيد المشكلة و عدم حلها.
• إتهام الكثير من الأبناء للآباء بتصلب الرأي إعتقادا منهم أن الآباء يحدون من حريتهم الشخصية مما يؤدي بهم إلى الكذب و الانحراف إلى التطرف أو المخدرات.
و هنا أذكر قول سيدنا علي بن أبي طالب, كرم الله وجهه, ( ربوا أولادكم لزمان غير زمانكم, لا تؤدبوا أولادكم باخلاقكم, فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم, لا تكرهوا أولادكم على عاداتكم, فإنهم خلقوا لزمان غبر زمانكم )
إن أولادكم ليسوا أولادكم فإنهم أبناء و بنات الحية المشتاقة إلى نفسها, بكم يأتون إلى العالم و لكن ليس منكم, و مع أنهم يعيشون معكم فإنهم ليسوا ملكا لكم, أنتم تستطيعون منحهم محبتكم, ولكنكم لا تستطيعون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم لأن لهم أفكارا غير أفكاركم. و في طاقتكم أن تصنعوا المساكن لأجسادهم, ولكن نفوسهم لا تقطن في مساكنكم, فعي تقطن في مسكن الغد الذي لا تستطيعون أن تزورزه حتى ولا في أحلامكم. و إن لكم أن تجاهدوا لأن تصيروا مثلهم, و لكنكم عبثا تحاولوا أن تجعلوهم مثلكم, لأن الحياة لا ترجع إلى الوراء ولا تلذ لها الإقامة في منزل الأمس.
و الآن نصيحتي للأبناء ليسألوا أنفسهم ( كيف يتصرون أنفسهم بعد خمس أو عشر سنوات, أين سيكنون, ما عي إهماماتهم, بماذا سيعملون,
نأتي بعد ذلك للحديث عن التواصل.
التواصل الأسري :
هو لغة التفاهم و الحوار بين أفراد الأسرة التي تنقل أفكار كل منهم و مشاعره و رغباته و إهتماماته و همومه إلى الآخرين في الأسرة و تشمل هذه اللغة الكلام و الحركات و التعبيرات و الإرشادات و الإيماءات و غيرها من الرموز اللفظية و غير اللفظية ( لغة الجسد ) التي يقوم عليها التفاعل و التوافق بين أفراد الأسرة , التواصل الأسري الجيد يؤدي إلى التماسك و الترابط و يجعل الأسرة كالجسد الواحد إذا إشتكى عضو منه تداعى له باقي الأعضاء بالسهر و الحمى. أما التةاصل الأسري الردئ فإنه يؤدى إلى الشقاء و قد يؤدي إلى العنف الأسري و تصدع الأسرة و زوالها.
مجالات التواصل بين الأبناء و الآباء و الأجداد:
• التواصل بين الأب و الأم:
أي تواصل الزوجبن معا و تفاهمهما حول حياتهما الأسرية هو أآهم مجالات التواصل الأسري لأن تفاعل الزوجين الإيجابي معا يجلب لهم و لبقية أفراد الأسرة السعادة و الاستقرار, ثم يأتي دور الزوجين في البر بوالديهما و أجدادهما لو كاموا أحياء و التواصل بينهم حتى ينشأ الأبناء على البر بهم و التواصل معهم.
• تواصل الأب مع الأبناء و مع آبائه و أجداده:
إن تواصل الأب مع أبنائه و حواره معهم و التفاهم حول ما يريده كل منهم من الآخر و تبادله معهم مشاعر الود و الاحترام و الاهتمام بهم و رعايته لهم, من أهم الركائز التي تقوم عليها التنشئة الاجتماعية, و بناء شخصية الأبناء بأسلوب فيه إحترام متبادل و تشجيع في السراء و الضراء, و تواصله الجيد لآبائه و أجداده يؤدي إلى تواصل الأبناء الجيد مع الآباء و الأجداد .
• تواصل الأم مع أبنائها و آبائها و أجدادها :
إن تواصل الأم مع أبنائها و حوارها معهم و التفاهم حول ما يريده كل منهم من الآخر و تبادلها معهم مشاعر الود و الاحترام و الاهتمام بهم و رعايتها لهم, من أهم الركائز التي تقوم عليها التنشئة الاجتماعية, و بناء شخصية الأبناء بأسلوب فيه إحترام متبادل و تشجيع في السراء و الضراء, و تواصلها الجيد لآبائها و أجدادها يؤدي إلى تواصل الأبناء الجيد مع الآباء و الأجداد .
• التواصل بين الأبناء و تواصلهم مع آبائهم و أجدادهم :
إن تواصل الأبناء و حوارهم معهم و التفاهم حول ما يريده كل منهم من الآخر و تبادلهم معهم مشاعر الود و الاحترام و الاهتمام بهم و رعايتهم لهم, و تبادلهم مشاعر الود ة و الرحمة والاحترام معهم خصوصا عندما يبلغان عندهم الكبر أحدهما أو كلاهما, فلا يقولون لهم أف ولا ينهروهما و يفولون لهم قولا كريما ويتبعون ما فعله آباؤهم مع آبائهم و أجدادهم من البر بهمز إن تواصل الأبناء مع آبائهم و أجدادهم يشغل حيزا كبيرا في الأسرة المسلمة فقد أمرنا الله ببر الوالدين و حرم علينا عقوقهما و ما أجمل و أعظم من بر الأجداد إكراما للآباء.
• نواصل الإخوة و الأخوات :
إن تواصل الإخوة و الأخوات و التواصل الجيد بينهم و حوارهم معا القائم على الحب و الود و الاحترام و المساندة و المساعدة و المواساة في الضراء و التهنئة في السراء, و يقوم تواصل الإخوة و الأخوات على أساس رباط الدم و صلة الرحم بينهم و بين آبائهم و أجدادهم فقد حثنا الإسلام على صلة الرحم.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من أحب أن يبسط الله له في رزقه و ينسأ له, فليصل رحمه )
و الآن ألستم معي في أهمية إطلاق يوم لبر الآباء و الأجداد في إزالة الفجوة بين الأجيال و زيادة الترابط بينهم و الاعتراف بجهودهم في تربيتهم و غلتعرف و الاستفادة من خبراتهم. و يكون يوما تحتفل فيه الدولة في المدارس و على وسائل الإعلام و تكريم الأبناء والآباء و الأجداد الذين نجحوا في حياتهم بتواصلهم
ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد, إجتهدت و أسأل الله التوفيق
المزيد من الموضوعات
وزير الشباب والرياضة يشهد صالون رؤي الشباب في نسخته الرابعة والذى يقام بمكتبة الإسكندرية بمشاركة2000شاب وفتاة…
وزيرة الثقافة تعلن برنامج “مصر ضيف شرف” معرض أبوظبي للكتاب
أسامة حراكي يكتب: ثورة تسابق الزمن وتختصر القرون وتحطم المركزية الإبداعية