الرجولة فى اسمى معانيها بقلم/ لميس الحو  

الرجولة فى اسمى معانيها

قلم  / لميس الحو 

الرجولة ليست تكوين رجل بقدر ماهى صفات تتجسد فى رجل حقيقى، الرجولة لها معانى كثيرة فهى تعنى المبادىء والأخلاق التضحية والفداء- الشهامة والإثار – قول الحق فى وجهه الباطل- الغيرة على العرض والحفاظ على الأرض، التمسك بالقيم والمثل ورباط القلب على الدين.
الرجولة عزة وكرامة ونخوه وإباء وشمم وأمان وملجأ لمن لا أمان له، هى الجلد على العمل وتحمل المسؤليه والصمود أمام مصاعب الحياة وتصاريف القدر وتقلبات الدنيا.
يخطىء الكثيرون فى التفريق بين الرجولة والذكورة فكل رجل ذكر وليس كل ذكر رجل، فكلمة ذكر تأتى فى المراتب الدنيا حيث يجتمع عليها كل الجنس الآخر فى الخِلقه وفى المعاملات الدنيويه ، اما الأحكام الربانية فلها وجهه ُعلويه ترفع من قدر الرجل وتُعززه وتُوقره وتُعلى من شأنه ، والرجولة بمفهومها العظيم الذى أولاها شرفا” ذكر المولى عز وجل لها في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم ” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه” صدق الله العظيم ، فالرجال هم الذين يصدقون ويوفون بوعودهم.
الرجولة هى المروءة والقوة والشجاعه، هى العطف والاحتواء والحنان ، الرجولة وطن تحتمى فيه المرأة من غدر الزمن.
الرجولة هى ان تتذكر عرضك قبل أن تخدع أنثى، يا من تمضى حياتك بين أنثى وانثى إياك أن تنسى ان الله لا ينسى وسيأتى يوم عليك تتجرع فيه مرارة الحسرة على أقرب مالك.
ان تولد ذكر فهذا قدرك اما ان تكون رجلا” فهذا من صنع يداك.
الرجولة أسمى ما يمكن أن تبحث عنه المرأة فى الرجل فإن وجدتها وجدت الحب الذى لا يذبل والتواصل الذى لا ينقطع والثقه التى لا ّتخدش – متى وجدتها وجدت اشباعا” لقلبها ونفسها وعقلها وحظيت بمن يصلح لأن يكون رفيقا” لدربها .
الرجولة هى ثقافة النظره وسط جهل العيون، هى رجاحة الفكر وسط فقر العقول، هى الذراع التى تمتد لتحمى والعقل الذى يفكر ليصون والقلب الذى ينبض ليغفر.
الرجولة ليست ببسط الهيمنه بالقهر والجبروت والتسلط وفرض الرأى وعلو الصوت الذى ترتجف له جدران البيوت ، ولكن بالصبر والحكمه والعفو عند المقدرة.
الثروة الحقيقة لأى مجتمع هى ثروة الرجال وليس المال، فهم عتاد الوطن وذخيرته.
ولكن السؤال اين هى الأن، هل اوشكت على الانقراض واصبح الرجال قليلون، ام اننا أصبحنا نعيش فى زمن عَزت فيه الرجولة وساد فيه اشباه الرجال الا من رحم ربي.