هوس العالم بالحضارة المصرية القديمة، كان دافعًا لإقبال الآلاف من مختلف دول العالم لمشاهدة معرض «توت عنخ آمون- كنوز الفرعون» المقام في العاصمة الفرنسية باريس في قاعة «جران هال» بمنطقة لاڤيليت، والذي تم افتتاحه في 22 مارس الماضي، بمناسبة العام الثقافي «مصر- فرنسا» الذي اختير بمناسبة مرور 150 سنة على افتتاح قناة السويس.
طوابير تمتد لمسافات طويلة تضمن المئات من الفرنسيين والأوروبيين والآسيويين والأمريكيين من عشرات البلدان يتوافدون على المعرض الذي يضم فقط 150 قطعة من كنوز الملك «توت عنخ آمون» الذي تولى الحكم صغيرا – 9 سنوات- وتوفي شابا في ظروف غامضة، وتمكن عالم الآثار البريطاني «هوارد كارتر» من العثور على مقبرته كاملة عام 1922، ليتحول إلى رمز أيقوني للحضارة المصرية، بما حوته مقبرته من تماثيل وأعمال فنية على قدر رفيع من الروعة والإتقان بما يعكس التطور الهائل الذي بلغه الفنان المصري في مختلف الحرف والصناعات.
رافقت رواد المعرض خلال جولتهم في طوابير مُنظمة امتددت أمتار طويلة، وقبيل الدخول يجد الزائر نفسه أمام مصور فوتوغرافي يقوم بالتقاط بعض الصور وتركيبها على خلفيات الأهرامات والمقابر ليحصل عليها الزائر في نهاية المعرض بسعر 15 يورو للصورة ذات الطابع الفرعوني.
بعد تجاوز تلك المرحلة، يتم تسليم الزائر سماعه يصطحبها معه داخل المعرض وهي أشبه بالمرشد الالكتروني، باللغات الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والصينية، وكل مرشد مطبوع عليه بأناقة صورة إحدى القطع الأثرية، وشأنه شأن المتاحف الحديثة الأخرى، يمكن للزائر التعرف على تفاصيل القطعة باختيار الرقم والاستماع للشرح بلغته، إلى جانب كتابة نبذة مختصرة عن القطعة بالفرنسية والإنجليزية أسفل كل قطعة، وآثار هذا الأمر استهجان بعض الرواد العرب نتيجة عدم وجود ترجمه باللغة العربية خاصة وأن المعرض ينتمي لدولة عربية ويرتاده الكثير من الزوار العرب.
ومن الملاحظ للوهلة الأولى عدم وجود القناع الذهبي الجنائزي الأيقوني الذي يُزين المتحف المصري بميدان التحرير، لكن ما عوض الحضور أنهم شاهدوا للمرة الأولى عددا من أجمل القطع، كتمثال الإله الأكبر للفراعنة آمون وهو يحتضن «توت»، والتمثال الجنائزي الملون الضخم للملك، وبين القطعتين توجد العديد من الحلي الذهبية الدقيقة والأواني المرمرية والأسلحة والعصي والأغراض الشخصية والتماثيل الصغيرة والقلائد.
مسؤولون بالمعرض أكدوا لـ«المصري اليوم»، أن متوسط الإقبال اليوم بالمعرض يتراوح بين 8- 10 آلاف زائر يوميا من مختلف جنسيات العالم، وأن هذا الإقبال الكبير كان متوقعا في ظل شغف الشعب الفرنسي والعديد من بلدان العالم بالحضارة الفرعونية، وتدعيما للمعروضات القيمة وإثراء للقيمة المعلوماتية للمعرض، يتم عرض أفلام قصيرة كخلفية معلوماتية عن المعرض بصفة عامة وبعض القطع بصفة خاصة كالأواني المرمرية، وأضيفت عدة لوحات بيانية وتوضيحية تشرح المسار الزمني لكنوز الملك توت منذ وفاته وحتى اكتشافها ونقلها للمتحف المصري والاستعداد حاليا لنقلها للمتحف المصري الكبير بمنطقة أهرامات الجيزة.
وفي نهاية المعرض يجد الزائر نفسه أمام معرض للصور والرسوم الفرعونية ومصر القديمة، وكاتالوج للمعرض تقديم عالم الآثار الشهير زاهي حواس بسعر 60 يورو، ومجموعة من الكتب والقمصان والتذكارات بأسعار مختلفة تبدأ من 20 يورو إلى 1000 يورو، أما التذكارات الأقيّم والأغلى فكان يبيعها تاجر فرنسي يتوسط صالة الهدايا، تتمثل في حُليّ ذهبية مرصعة بالأحجار الملونة في محاكاة مميزة للآثار المصرية، يصل سعر بعضها إلى 5000 يورو.
المزيد من الموضوعات
نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة يُطلق الخطة التنفيذية القومية للصحة الواحدة والإطار الإستراتيجي للتكيف الصحي مع التغييرات المناخية…
اسعار العملات اليوم في مصر
اسعار الذهب اليوم في مصر وعالميًّا