وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

رشيد تكتب المستقبل بمشروعات عملاقة المدينة الجديدة تلحق بـ«العلمين» على خريطة السياحة.. وميناء الصيد قلعة صناعية

رشيد تكتب المستقبل بمشروعات عملاقة
المدينة الجديدة تلحق بـ«العلمين» على خريطة السياحة.. وميناء الصيد قلعة صناعية
كتبت ريم عبد الخالق
وسيط اليوم
2/7/2022
مدينة «رشيد» ليست أصغر المدن المصرية التى تم ترشيحها دون غيرها لتكون ضمن التراث الإنسانى العالمى، ليتم إدراجها على القائمة التمهيدية لليونسكو، وصاحبة أشهر حجر فى التاريخ وأشهر أهم موقع قرب «برزخ» لقاء النهر مع البحر فحسب، بل هى صاحبة أهم المشروعات القومية على أرضها والتى قال عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى «إنها ستكون منبراً لجذب أنظار العالم، عقب إعلانه فى شهر يوليو 2017 عن مشروع قومى ينقل المدينة إلى خريطة السياحة العالمية، لما تتميز به من موقع جغرافى وآثار تاريخية، وتستكمل بإنشاء بنية تحتية إذ تم تخصيص قطعة ارض مملوكة للدولة ملكية خاصة لإقامة مجتمع عمرانى جديد يحمل إسم «مدينة رشيد الجديدة».

و«مدينة رشيد» التابعة لمحافظة البحيرة تتمتع بمقومات سياحية وتاريخية وثقافية وتراثية بالإضافة لإنشاء مدينة رشيد الجديدة على غرار مدينة العلمين بالتزامن مع تطوير المدينة التاريخية والتراثية التى تشهد حالياً العديد من الأعمال فى مختلف القطاعات، والتى ستحقق نقلة نوعية ليس للمحافظة فحسب بل للخريطة السياحية لمصر بأكملها.

لماذا رشيد؟

وقد يلاحقك السؤال لماذا مدينة رشيد تحديداً من ضمن محافظات مصر العديدة التى تم اختيارها لتنفيذ مشروعات قومية عملاقة على أرضها؟ والإجابة تتلخص فى أن تلك المدينة الصغيرة القابعة على نيلنا العظيم، والتى حملت فى سنواتها الأولى اسم «بوليتين»، ولُقبت فى العصر القبطى «رخيت»، واسمها اللاتينى (روزيتا) أى الوردة الصغيرة الجميلة، وذكرها ابن حوقل بأنها مدينة على النيل قريبة من البحر المالح من فوهة تعرف بـ «الاشتوم» وهى المدخل من البحر، وبها أسواق وحمامات ونخل كثير، وذكرت فى «نزهة المشتاق» بأنها مدينة متحضرة لها مزارع وحنطة وشعير، وبها نخيل كثير، وضروب السمك من البحر المالح والسمك النيلى. بلد»المليون نخلة» هكذا يلقبونها لما تحتضنه من الآلاف المؤلفة من النخيل النادر الذى ما أن تتأمله حتى تستعيد بعضا من تاريخها منذ خروجها للحياة مبكراً خلال العصر الفرعونى، وصنع موقعها الفريد الذى جعلها تتصدر حدود مصر الشمالية، لتحمل وحدها لواء الدفاع عن أرض مصر أمام الغزاة، وعظم شأنها بوقوعها عند (البرزخ) الذى يحول دون اختلاط مياه النهر العذبة ومياه البحر المالحة، فى واحد من أسرار الكون، ولا يمكن ان ننسى وصف الشاعر على الجارم نخيلها بالقول: والنخيل النخيل أرخت شعورًا مرسلات ومدت الظل مداً.. كالعذارى يدنو بها الشوق قرباً».
ولا يمكننا أن ننسى أنها المدينة الأثرية الباسلة التى كان موقعها صانع قدرها كما يقول أهلها، فقد سبقت الحملة الإنجليزية حملة أخرى فرنسية اجتاحت المدينة عام (1798) واستمرت فى مصر حتى عام (1801) وكان لوجود الفرنسيين فى رشيد قصص وحكايات تركت آثارها حتى اليوم، وكان أهمها أن اكتشف ضابط فرنسى فى (19 يوليو 1799) حجرًا من البازلت الأسود بطول متر وعرض (73) سم، ويعود تاريخه إلى عام (196) قبل الميلاد مسجلاً عليه محضر تنصيب الملك بطليموس الخامس والاعتراف به ملكاً لمصر. وجاء العالم الفرنسى شامبليون وبعد دراسة استمرت (23) عامًا ليستطيع أن يفك شيفرته الهيروغليفية التى كانت غامضة تمامًا حتى ظهور هذا الحجر، وذلك بعد مضاهاته بالنص اليونانى، وأصبح من المستطاع فهم وقراءة الهيروغليفية، ذلك الحجر التاريخى الذى استولى عليه البريطانيون من القوات الفرنسية، ووضعوه فى المتحف البريطانى، حيث مازال موجودًا فيه حتى الآن وما زالت مصر تطالب بعودته إلى أرض الوطن.

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp