وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

صرخات من النساء فهل من مجيب؟؟؟؟؟

كتبت /امال عبد الناصر محمد
هكذا أبدأ هذه الأكتوبة قائلاً: من نافلة القول توضيح المُوضَّحات؛ لكن بما أنَّ أغلب الناس صارت تتلاعب بهم الأهواء ذات اليمين وذات الشمال؛ وجب علينا أن نُوضَّح خطورة “القتل العمد” وأنَّ ذلك في شريعة الإسلام، بل في شريعة الرسولين الكريمين موسى وعيسى – عليهما الصلاة والسلام – من أكبر الكبائر؛ ولنا في قوله تعالى خير شاهد؛ فالله – جلَّ جلاله – يقول: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}
تفاصيل حادث ذبح فتاة بالشارع بالمنصورة
شهود العيان تشاجرت مع شاب كان بصحبتها ومعه اخر وعندما تدخل الماره قالت محدش ليه دعوة ده جوزي ثم تطور الشجار فقال لها الشاب هموتك ردت قائلة لو راجل موتني فرد قائلا انا ارجل من عائلتك فطعنها برأسها واخري برقبتها
وتوفت في الحال
وهذا يجعلنا امام تساؤلات كثيرة

تتكرر في الموروث الديني و”أدبياته” المختلفة خطابات آمرة وتحذيرية للنساء، بعدم ترك مساحة الطاعة للأب، الزوج أو رجل الدين. الطاعة هنا توازي الصلاة للإله، ودائماً ما يُصوّب رجال الدين عيونهم نحو النساء بوجه خاص وهم يأمرون وينهون، ورغم كل محاولات النساء للإفلات من هذا الحصار المُحكَم إلا أن التمرد عليه قد يكلفهن حياتهن.
سارة خالد شابة مصرية أصبحت ضحية لهذا الحصار الديني الذي تكثف داخل سياق اجتماعي قاسي، حاولت أن تجد لنفسها متنفساً طبيعياً وعادياً داخل أسرة متشددة دينياً، هذا المتنفس تمثل في أن تذهب إلى صالة التدريبات الرياضية، والعشاء برفقة صديقاتها أو السهر لمشاهدة فيلم في السينما حتى العاشرة مساءً. لكن سارة دفعت ثمناً باهظاً جرّاء التشبث بهذا الفعل “العادي” وأصبحت ضحية في جريمة عنف أسرية قاسية، أحكمت حولها الحصار وأفقدتها حياتها مطلع هذا الشهر.
عٌثر على جثة سارة ملقاة أسفل البناية التي تسكن فيها في منطقة مصر الجديدة. كانت سارة ترتدي حقيبتها وحذائها الرياضي وهي ملقاة غارقة في دمائها، مما أثار شكوكاً كثيرة حول احتمالية إلقائها عنوة، من شقتها في الطابق الخامس، في جريمة قتل محتملة.
منذ اشهر، أيضاً، دفعت صفاء عبده وهي “ربة منزل” كما وصفتها وسائل إعلام مصرية، حياتها ذبحًا في محافظة المنصورة لعدم طاعتها زوجها الذي منعها من الخروج لزيارة ابنها المعتقل. وبحسب وسائل الإعلام المحلية فإن صفاء تبلغ من العمر ٣٣ عامًا، أي أنها تزوجت باكراً(وهي قاصر)، لتصبح أماً لشاب وهي في مطلع الثلاثين من عمرها، وتُذبح بيد زوجها الذي اقترب عمره من الستين، ويصبح موتها فجيعة قرية الدراكسة في المنصورة.
وعلى رغم الفيديو الذي تداولته المذيعة المصرية شيماء جمال المعروفة بالمُشاغبة، حذّرت من خلاله النساء المصريات بعدم الصمت على كافة أشكال العنف الأسري أو المجتمعي، إلا أنها لاقت بعد أيام قليلة من هذا الفيديو حتفها ضرباً بالرصاص ووجدت جثتها وقد تعرضت لتشويه بمياه النار لمحاولة إخفاء هوية الجثة، لأنها أعطت لزوجها مهلة- وهو يعمل في منصب قضائي نافذ- لتبليغ زوجته الأولى بأمر زواجه منها. قالت شيماء في الفيديو “متستنيش لحد ما تتقتلي” تاركة إبنتها جنى في حالة صدمة أو كما قالت والدة شيماء “صراخ جنى على والدتها زلزل منطقة الشيخ زايد التي نسكن فيها”.
أما نيرة أشرف، فقد ذبحها أمام جامعتها، زميلها في الجامعة لأنها قالت “لا” للزواج منه، ورغم إحالة أوراق القاتل إلى المفتي لتأكيد حكم إعدامه لكن لا يزال قطاع من شباب السوشيال ميديا يحاكمون نيرة نفسها على مقتلها بنشر صورها الخاصة على الشاطئ أو في سهرة ليعطوا مبررات لقتلها. تركت نيرة مدينة المحلة الكبرى لتعمل في القاهرة لكن جذورها في قريتها كانت تلاحقها، ومن تصريحات القاتل أمام القاضي قال أنه كان سيفعل أي شيء ليستردها ويتزوجها وتعود إلى المحلة الكبرى

 

بالعودة إلى قضية سارة خالد، تروي صديقتها فيولا فهمي لـ”درج” معاناتها اليومية مع المحاذير الأسرية وشكواها بسبب التضييق عليها: ” كانت سارة تحب سماع الموسيقى، ولطالما اشتكت من أن أسرتها تعتبر الموسيقى الشيطان الأعظم، مرة نلاقيها معضوضة، مرة مصابة بكدمات على وجهها، كانت تذهب إلى الجيم للتخلص من المشاعر السلبية التي تشعر بها جراء الضرب من والديها وشقيقها الأصغر منها”.
تملك فيولا فهمي رسائل صوتية لسارة وهي تشتكي من جحيم الأسرة، وأدلت بشهادتها أمام نيابة مصر الجديدة لفتح تحقيق في مقتل سارة. فيولا تؤكد أن صديقتها، رغم كل ما تعرضت له، لم تصرّح ابداً في أنها ترغب في إنهاء حياتها: “كانت مليئة بالحيوية والطموح ومهووسة بدراسة طب الأسنان ومتفانية في دراستها، أنا لا أتّهم أحدًا لكن موت سارة يثير شكوكًا كثيرة والنيابة المصرية وتحقيقاتها هي القادرة على حسمها”.
سارة خريجة كلية طب الأسنان، لديها من العمر 25 عاماً. كانت في انتظار خطاب العمل الحكومي لتتمكن من قضاء وقت أكثر تنشغل فيه بالعمل بعيداً عن أسرتها. شقيقها الأصغر عاد من أوكرانيا بسبب ظروف الحرب وهو ما زاد من معاناتها. تقول المحامية نسمة في تصريحاتها إلى “درج”: “سارة ذكرت في رسائلها لزميلاتها أنها كانت تتعرض للضرب لأي سبب تافه مثل عدم إنجازها مهام المنزل من إعداد الطعام وغيرها، ونملك صوراً وتسجيلات تؤكد أنها كانت تتعرض لضرب رأسها في مقدمة السرير ولكمات في وجهها من والدها وشقيقها، وكانت والدتها، بدل الدفاع عنها، تحرّض شقيقها على ضربها”.
النيابة توصلت أيضًا بمساعدة الشهود في البناية نفسها، إلى أدلة قد تؤكد عدم إقبال سارة على الانتحار، وهي شهادة ثلاثة من الجيران أن والد سارة حملها من أسفل البناية جثة هامدة وهي ترتدي حذائها الرياضي و شنطة يدها التي كانت تحمل فيها أوراقها الثبوتية، تقول نسمة “هل من الطبيعي أن ترتدي فتاة حذائها الرياضي وتحمل حقيبتها وأوراقها الثبوتية وتذهب بإرادتها إلى سور الشرفة لتلقي بنفسها؟ “.
ما أثار الشكوك أكثر هو أن المحامية الخطيب اكتشفت أن شقيق سارة قام بتجبير يده لتعرضه لإصابة فيها، في يوم مقتل شقيقته، عوضًا عن الأدلة الصوتية والتهديدات التي وجهتها الأم لزميلات ابنتها وهي تتوعد إبنتها “دي بنتنا واحنا هنعرف نتصرف معاها”.
بحسب تصريحات والدة نيرة ووالدة شيماء وصديقات سارة وأهالي قرية الدراكسة حيث كانت تعيش صفاء فإن النساء الأربعة كن يطالبن بحياة طبيعية، كانت شيماء تطلب الإنجاب وإشهار زواجها، ونيرة تتبع شغفها لتصبح”موديل” في مجتمع محافظ، وسارة تنشد سماع الأغاني وحضور الأفلام والسفر، وصفاء تطلب الخروج لزيارة ابنها في سجنه، وصلن إلى الحد الأدنى من المطالب لكنها رغم بساطتها، لم يبلعها الذكور في محيطهن وكان الثمن حياتهن.

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp