قصه وعبرة
كتبت تغريد نظيف
وسيط اليوم
٢٠٢٢/١٠/٢٦
قال أحدهم : زوجتي الغالية تكره الحشرات والحيوانات بأكملها !
ولكم أرتفعت صرختها المدوية في أرجاء الحي كله
لرؤيتها صرصاراً !
أو لأن قطة جارنا اقتحمت منزلنا !!
كنت كلما تشاجرنا وخاصمتني
أجد من الصراصير أو قطة الجيران التي أكتريها
من ابنهم المشاغب حجة لتركض نحوى ..
وكان الأمر ينجح في كل مرة ..
ترجتني كثيراً أن أقوم بتأجيل سفري
لأن الحمل يتعبها ،، ولأنها تحس بانقباضة في صدرها
… رغم إلحاحها الشديد سافرت ..
• ️في الحقيقة لم تكن الرحلة بتلك القيمة المهمة ..
لكنني أردت اللهو خصوصاً أن تلك السكرتيرة الحسناء
الفاتنة ستذهب معنا ..
عدت بعد أسبوع ،، لم تكلمني فيه ،، سوى مرة واحدة
لتطمئن على وصولي سالماً ..
أعلم أنها غاضبة مني ..
لكن لا بأس بعض الحشرات ستحل الأمر ..
إلا أنني صدمت بمعرفة اجهاضها ،، وأننا خسرنا أول
مولود ،، كنا سنرزق به ..
حزنت جداً وأحسست بتأنيب الضمير ..
ظننتها ستخاصمني للأبد ،، لكنها لم تلمني ..!
حتى لم تقل شيئاً ،، ولا حتى كلمة واحدة ..
ظلت تتصرف بعفوية ..
حين أنزلت سكرتيرة الشركة صوراً لنا في نزهة سوية
ظننت أن الحرب ستقام ..!
لكنها أخبرتني أنني أبدو وسيماً في الصور ..
أما اليوم فقد كان مختلفاً جداً ،، ونحن نتناول الطعام
.. مر صرصور بجوارنا ،، ركضت إلى النافذة لأغلقها
قبل أن تبدأ بالصراخ وجمع الجيران حولنا ..
لكنني وقفت مصدوماً في مكاني ..!!
زوجتي تطارد الصرصور بفردة حذاء وتقتله ..
لم تكتف بذلك بل حملته وقامت برميه ..
ثم غسلت يديها وعادت لتكمل طعامها ..!
في الغد حين عدت من العمل كانت قطة الجيران
تصول وتجول في البيت على مرأى من زوجتي
دون أي رد فعل ..
الآن فهمت أن زوجتي انطفأت ..
وأن المرأة التي تمسكت بيدي مترجية ألا أسافر ..
قد اختفت منذ الليلة التي وقعت بها ولم تجدني
بجانبها لأسعفها .. فكان ابننا هو القربان ..
الآن عرفت أنني لو أحضرت أسداً إلى البيت
لن تركض نحوى لتحتمي بي ..
بل ستتجاهله أو تركض خلفه بحذاء ..
لا أستغرب حتى إن قامت برميه بالرصاص ..
فقدت حقي باسنادها منذ اللحظة التي أحتاجتني حقاً
فلم تجدني ..
•️ هي انطفأت ..
وأنا اشتعلت ندماً وحسرة ..
المزيد من الموضوعات
أسامة حراكي يكتب: التراث
وزارة الثقافة تحتفي بمبدعي ومثقفي مصر في إحتفالية “يوم الثقافة ” 8 يناير القادم…
عمر الشريف يكتب: فلا يؤذين