«سابق عصره» يتنبأ برحيله فى رسالة خطية
كتبت تغريد نظيف
وسيط اليوم
٢٠٢٢/١٠/٢٦
بعد حياة حافلة بالإبداع حلقت روح الموسيقار محمد فوزى فى 20 أكتوبر 1966 إلى خالقها بعد رحلة معاناة مع مرض غريب، وعندما نحيى ذكرى رحيله السادسة والخمسين لن نتوقف كثيرا أمام ما قيل عن مرضه ووفاته بسبب تأميم شركته «مصرفون» للأسطوانات عام 1961
نذكر فقط الأجيال التى تربت فى فترة الطفولة على لحنه الخالد «ماما زمانها جاية» وأعماله السينمائية الغنائية الاستعراضية التى مازالت تمتعنا، ونقول للأجيال التى لم تعش عصر محمد فوزى إنه كان فنانا بكل ما تعنيه الكلمة، سابقا لعصره وصاحب مدرسة لحنية تأثر بها تلميذه بليغ حمدى، وكان إنسانا شفافا تحمل الألم والمرض بصبر وإيمان جعله يتنبأ بيوم رحيله فى رسالة يقول فيها: «منذ أكثر من سنة تقريبا وأنا أشكو من ألم حاد فى جسمى لا أعرف سببه، بعض الأطباء يقولون إنه روماتيزم والبعض يقول إنه نتيجة عملية الحالب التى أجريت لى.
كل هذا يحدث والألم يزداد شيئا فشيئا، وبدأ النوم يطير من عينى واحتار الأطباء فى تشخيص هذا المرض، كل هذا وأنا أحاول إخفاء آلامى عن الأصدقاء إلى أن استبد بى المرض ولم أستطع القيام من الفراش وبدأ وزنى ينقص، وفقدت فعلا حوالى 12 كيلو جراما، وانسدت نفسى عن الأكل حتى الحقن المسكنة التى كنت أُحْقَن بها لتخفيف الألم بدأ جسمى يأخذ عليها وأصبحت لا تؤثر فيّ.
وبدأ الأهل والأصدقاء يشعرونى بآلامى وضعفى وأنا حاسس أننى أذوب كالشمعة، إن الموت علينا حق.. إذا لم نمت اليوم سنموت غدا، وأحمد الله أننى مؤمن بربى، فلا أخاف الموت الذى قد يريحنى من هذه الآلام التى أعانيها، فقد أديت واجبى نحو بلدى وكنت أتمنى أن أؤدى الكثير، ولكن إرادة الله فوق كل إرادة والأعمار بيد الله، لن يطيبها الطب ولكنى لجأت إلى العلاج حتى لا أكون مقصرا فى حق نفسى وفى حق مستقبل أولادى الذين لا يزالون يطلبون العلم فى القاهرة.
تحياتى إلى كل إنسان أحبنى ورفع يده إلى السما من أجلى.. تحياتى لكل طفل أسعدته ألحاني.. تحياتى لبلدي.. أخيرا تحياتى لأولادى وأسرتى، لا أريد أن أُدفن اليوم، أريد أن تكون جنازتى غدًا الساعة 11 صباحًا من ميدان التحرير، فأنا أريد أن أُدفن يوم الجمعة».
مات محمد فوزى وشُيعت جنازته فى اليوم التالى كما تمنى فى رسالته من ميدان التحرير وسط حشد جماهيرى كبير ودعه بالدموع، وتقدم الجنازة د. عبد القادر حاتم وزير الإعلام، ووكيل وزارة الإرشاد، ووكيل وزارة الثقافة.
وسار فى الجنازة كل الفنانين والمطربين والموسيقيين والمخرجين يتقدمهم: يوسف وهبى وإسماعيل يس وتحية كاريوكا وشقيقته هدى سلطان وفريد شوقى ومحرم فؤاد الذى شارك فى حمل النعش، وقد تكفلت وزارة الإرشاد القومى وهيئة الإذاعة وجمعية المؤلفين والملحنين بمصاريف الدفن والجنازة ومراسم العزاء، وقال محمود لطفى محامى محمد فوزى والمستشار القانونى لجمعية المؤلفين والملحنين لمندوب «الأخبار» إنه سيقدم مذكرة لوزارة الإرشاد لصرف معاش دائم لأسرة الفنان الراحل لإتمام تعليمهم فى الجامعات والمدارس
المزيد من الموضوعات
وزير الثقافة يشهد ندوة احتفاء المجلس الأعلى للثقافة بشادي عبد السلام ويستقبل ذوي الهمم في عرض خاص لأفلام المبدع الراحل…
وزير الثقافة يستقبل الفنانه أنغام لبحث الترتيبات الخاصة بالحفل الغنائي الذي تنظمة وزارة الثقافة نوفمبر المقبل…
بحضور وزير الثقافة.. إفتتاح معرض “تواصل الأجيال الجبالي وقنديل”