كتب/ سماح جاهين
لا ننظر أمام أقدامنا، نبصر بعيدا وعاليا حتى نرسم معالم مستقبلنا ونسلكها بخطى ثابتة متدرجة. قد تتساءل لماذا الحديث عن هذه الأمور التي ستعرض في هذا المحور والتي ربما تبدو غير ذات صلة وثيقة بالامتحان؟ لكن لا مناص منها كما سترى، وأملي أن تعالج مشاكل وتذلل صعوبات وتفتح آفاقا عريضة فسيحة.
فلا حديث -أخي التلميذ أختي التلميذة- عن الخطوة قبل الحديث عن الرحلة.
نجاح .. وفلاح:
لا انفكاك للنجاح الدنيوي عن الفلاح الأخروي، ترضي ربك ونفسك ووالديك ووطنك وأمتك إن جمعت بينهما، ولتضع نصب عينيك وصية معاذ بن جبل رضي الله عنه لرجل: إني موصيك بأمرين، إن حفظتهما حفظت، إنه لا غنى لك عن نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر، فآثر نصيبك من الآخرة على نصيبك من الدنيا حتى ينتظمه لك انتظاما فتزول به معك أينما زلت) 1 . فاحرص على النصيبين تنجح وتفلح.
توكل على الله وأخلص النية:
لتكن نيتك في طلب العلم رضى الله فإن “لكل امرئ ما نوى” كما في الحديث المتفق عليه، واستعن بالله قبل وأثناء وبعد بذلك الجهد للنجاح استمدادا لعونه وجلبا لتوفيقه، وتأمل قول الشاعر:
إن لم يكن من الله عون للفتى
فأول ما يجني عليه اجتهاده
ثق في نفسك:
يجمع خبراء النفس والاجتماع على أن النجاح صناعة يدوية، يصنع المرء نجاحه بيديه؛ يكتشف قدراته وطاقاته بنفسه وبمساعدة غيره ويوظفها ويصقلها ويرتقي بها نحو الأفضل.
كثير من التلاميذ لا يثقون في أنفسهم لكونهم لم يعرفوها بعد، ولو عرفوها ووظفوا قدراتها لنجحوا. قيل لنابليون كيف استطعت أن تولد الثقة في جنودك؟ فقال: كنت أرد بثلاث على ثلاث: من قال: “لا أقدر” قلت له حاول، ومن قال: “لا أعرف” قلت له: تعلم، ومن قال: “مستحيل” قلت له: جرب 2 .
فأنتما -أخي التلميذ أختي التلميذة- حاولا تقدرا وتعلما تعرفا وجربا الممكن يستسلم لكما المستحيل.
اشحذ إرادتك:
الإرادة قوة الرغبة في النجاح، تغني عن أية وصفة أخرى للنجاح ولا تكفي أية وصفة أخرى لتحقيقه بدونها. هي قدرة وفعل؛ فمن أراد قدر ومن أراد فعل.
التلاميذ بين من يملك إرادة قوية جادة في الدراسة متفوقة، وإرادة ضعيفة: عاجزة مستسلمة للفشل، ومتذبذبة متقلبة في النجاح ترتقي حينا وتهوي حينا آخر، فلا نجاح متزن لأنه لا إرادة متزنة.
كن متفائلا:
التفاؤل توقع للنجاح بنفس طموحة ساعية لبلوغه، قال صلى الله عليه وسلم: “تفاءلوا بالخير تجدوه”، وقال الإمام علي رضي الله عنه: تفاءل بالخير تنجح)، وقيل: من التفاؤل يولد الأمل ومن الأمل يولد العمل ومن العمل يولد النجاح 3 .
أخي التلميذ أختي التلميذة كم من تلميذ بتفاؤله حول فشله إلى نجاح، وكم من تلميذ بتشاؤمه حول نجاحه إلى فشل، والواقع خير شاهد. التفاؤل قد يحول العاجز عن الدراسة إلى مقتدر والتشاؤم قد يحول المقتدر إلى عاجز.
استحضر طموحك:
ليس عيبا أن تكون بداياتك الدراسية متواضعة إنما العيب أن تكون نهاياتك الدراسية متواضعة. قيل: “ما رام امرؤ شيئا إلا وصله” و”من كبرت همته كبر اهتمامه”، فعلو طموحك وسموه يذكي إرادة النجاح لديك، فاستحضره في كل وقت وقبل الامتحان وأثناءه وبعده، وحبذا لو كتبته بخط كبير ووضعته بمكتبك وفي غرفة نومك.
فإن كنت طموحا لن تقف أمامك عقبة ولن تثنيك عن النجاح مشكلة ولن يوقفك فشل.
أنشد النجاح رغم العقبات:
قد تعترضكما -أخي التلميذ أختي التلميذة- في مسيرتك الدراسية عقبات ذاتية وموضوعية من مثل:
*الضعف في مادة أو أكثر: فلا ينبغي أن يولد لديك كرها أو ضعف اهتمام، بل حول ضعفك إلى قوة بالتدريج واحذر من الإيحاءات السلبية من قبيل: أنا لن أتعلم الفرنسية، الرياضيات لا أفهمها… يقول أحد الناجحين: الاعتقادات التي تكبل الذات هي أعظم العوائق أمام الإنجازات الكبرى).
* ضعف المستوى المادي للأسرة: فهذه العقبة يلزم اعتبارها حافزا نحو النجاح؛ فكم من تلميذ فقير حقق نجاحا باهرا وكم من تلميذ وفرت له كل الظروف وكان مآله الفشل.
* موت الأبوين أو أحدهما أو قريب عزيز: فالواجب الرضى بقدر الله حتى لا يؤثر عليك المصاب سلبا فيصرفك عن الدراسة أو يقلل من فعاليتك فيها.
* الواقع الذي يبدو وجهه كالحا : فلا يعفيك من الدراسة ولا تعتبره تكأة وتتخذه مشجبا تعلق عليه عجزك ودنو همتك، فواجب وقتك وجهاد مرحلتك الدراسة ولا شيء غير الدراسة، تفاءل وتطلع لتغير هذا الواقع وتجد لك موقع قدم تحت الشمس. كفى من تخرج وتخريج جيل رخو ناعم مائع لا يعول عليه.
العمل.. العمل.. العمل:
ليس النجاح إلا العمل الناجح المتقن، قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البيهقي عن عائشة رضي الله عنها: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”، فلا يوجد نجاح بدون عمل، يقول “ماردن”: إن الشعار الذي طالما ألهب عظماء العالم، غالبا ما يعطينا فكرة عن الطريق الذي سلكوه لإيجاد أماكنهم، ولقد كان هذا الشعار يتشكل من ثلاث كلمات: العمل… ثم العمل… والعمل دائما) 4 ، ونحن نقول: الدراسة… ثم الدراسة… والدراسة دائما. ادرس بجد وثابر وأحسن ونظم دراستك فأنت في سباق. وهذا ما سيتم تناوله في المحور الثاني.
جماع القول أن النجاح من صنع الذات يتطلب مقومات نفسية: توكل على الله وإخلاص له، وثقة في النفس، وإرادة قوية، وطموح عال وتفاؤل ينير السبيل ويخرق حجب الحاضر نحو المستقبل، وعمل جاد لا يعرف الكلل والملل.
بهذه المقومات يخوض التلميذ الامتحان فلا يجد أدنى صعوبة ولا تعترضه عقبة، يجتازه بنفس مطمئنة غير قلقة عينها على المستقبل واضعة نظارة بيضاء تفتح الآفاق لا تعتمها.
التلميذ وقلق الامتحان: الأسباب والعلاج:
ما هو قلق الامتحان؟
قلق الامتحان حالة نفسية تعتري التلاميذ قبل الامتحان وأثناءه وبعده، وهو نوعان:
قلق طبيعي: وهو سلوك عرضي مقبول من مزاياه إلهابه الحماسة وبعثه على النجاح فيزداد معه التركيز.
قلق مرضي: يتسم بانفعالات نفسية وأعراض فسيولوجية وعقلية مثل: التوتر، الشعور بالضيق النفسي، الأرق، فقدان الشهية، الغثيان، خفقان القلب، جفاف الحلق والشفتين، سرعة التنفس، تصبب العرق، ارتعاش اليدين،
المزيد من الموضوعات
مدير صندوق مكافحة الإدمان يتفقد مركز علاج الإدمان بالمملكة العربية السعودية لنقل خبرة الصندوق في تشغيل المركز وتجهيزه في ضوء الخبرة المصرية…
اسعار الذهب اليوم في مصر
تخريج أول دفعة من برنامج “Android Automotive” لتطوير برمجيات السيارات…