لوحه إعدام ليدي جين غراي ملكة الأيام التسعة
كتبت تغريد نظيف
وسيط اليوم
٢٠٢٢/١١/١١
هذه اللوحه للرسام بول دولاروش (١٨٣٣م) تمثل واقعة شهيرة في التاريخ البريطاني ، فهي تصور واحدة من أشهر عمليات الإعدام التي شهدتها انجلترا عام ١٥٥٤ م . والفتاة التي تظهر في اللوحة هي “الليدي جين غراي” التي تولت عرش بريطانيا لبضعة أيام فقط قبل أن يزج بها في السجن ويحكم عليها بالإعدام فيما بعد .
كانت الليدي غراي قد ترشحت لمنصب الملكة بناءا على وصية ابن عمها الملك ادوارد السادس ، لتصبح الملكه البروتستانتية التاليه لانجلترا .
وبعد موت ادوارد تم تنصيب الليدي غراي ملكة تنفيذا للوصية . لكن اخت ادوارد الكاثوليكية ، ماري الأولى لم تكن راضيه عن قرار شقيقها، فأضمرت في نفسها خطه لإزاحة جين والجلوس مكانها ولم تلبث أن أعلنت مطالبتها بالعرش على اعتبار أنها الأحق بذلك ، بحكم أنها تتمتع بدعم الشعب والكنيسة ، فتنازلت الليدي جين غراي بمحض إرادتها عن العرش لشقيقة الملك الراحل “ماري تيودور” و رغم تنازل جين غراي إلا أن السياسية و صراعاتها التي لا ترحم لم تتركها بحالها حيث رأت فيها الملكة الجديدة تهديداً لعرشها ، فسجنت جين غراي في برج لندن و حوكمت بتهمة الخيانة العظمى و أعدمت بقطع رأسها و كان عمرها في ذلك الوقت سبعة عشر عاما ، بالإضافه إلى إعدام زوجها بقطع راسه هو الآخر ، ثم إعدام والد الزوج بعد ذلك بيومين وبنفس الطريقة .
وهذه اللوحة ، تمثل اللحظات الأخيرة من حياة الليدي غراي وهي تساق إلى مكان الإعدام في إحدى غرف برج لندن وهو نفس المكان الذي سبق وأن أعدمت فيه كل من “آن بولين وكاثرين هاوارد” زوجتي الملك هنري الثامن و تبدو جين غراي في اللوحة وهي ترتدي فستانا من الساتان الأبيض بينما ُعصبت عيناها، في حين نرى في المشهد أربعة أشخاص يراقبون ما يجري . الأوّل هو الجلاد الذي يقف إلى يمين اللوحة وقد أمسك بيده فأس الإعدام و رجل آخر في الوسط يهمّ بمساعدة السيّدة على الجلوس وهو المسئول عن البرج وقت الحادثة، وإلى يسار اللوحة تظهر امرأتان : الأولى تعطي ظهرها للناظر بينما تسند رأسها ويديها إلى الجدار علامة اليأس والحزن الشديد . والثانية مرضعة الليدي غراي في طفولتها وتبدو جالسة على الأرض وقد أمسكت بيدها مسبحة وبدا على وجهها الإعياء والكرب الشديدين .
و في أسفل اللوحة أمام الليدي ، تظهر الخشبه التي يفترض أن يضع المحكوم رأسه عليها قبل التنفيذ ، وحولها تناثرت قطع من القش الذي وضع هناك ليقوم بوظيفته امتصاص دم الضحية وتجفيف الأرضية .
و بعد مرور ٤٠٠ عام أوأكثر على اعدامها ، ماتزال شخصية الليدي غراي حية في الضمير الإنجليزي بما آلت إليه من نهاية مفجعة ومصير بائس ، حيث يرى الكثيرون انها قتلت غيلة وظلما بعد ان تنازلت عن السلطه عن طيب خاطر وبمحض ارادتها !!
المزيد من الموضوعات
وزير الثقافة يتفقد مركز الحرف التراثية والتقليدية بالفسطاط ويوجه بوضع خطة لتسويق المنتجات بالمعارض داخل وخارج مصر وإقامة ملتقيات فنية للحرف بالمراسم…
موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2024 في مصر
تداول منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تزعم اختفاء سرير من الفضة ضمن مقتنيات متحف قصر محمد على بالمنيل…