وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

الربه باستت

الربه باستت

كتبت تغريد نظيف

وسيط اليوم

٢٠٢٢/١١/١١

على الرغم من أن الرأس المصنوع بشكل منفصل مفقود الآن، يمكننا معرفة بأنّ التمثال قد صُنع ليمثّل الربّة “باستت”. الرداء المخطط هو من سمات الربّة، وكذلك الشخشيخة والسلّة الّتي تحملها، بينما يمثل التمثال الصغير ذو تاج اللوتس ابنها نفرتوم، وهو ربّ الجمال والعطور والشفاء.

إنّ أقدم الأدلة على عبادة باستت التي تظهر بشكل امرأة برأس قطّة أو بشكل قطّة كاملة أو قديما بشكل لبؤة أو امرأة برأس لبؤة ترجع إلى عصر بداية الأسرات المصرية، وقد قابلها الاغريق بربّتهم أرتميس ربّة الصيد والقنص.

اشتهرت عبادتها لتدخل حتى بيوت العموم من الناس، فحُظيت بشعبية كبيرة فكانت الربّة الحامية للمنازل والحوامل، كما كانت ربّة الموسيقى والرقص، الفنون، وأيضا ربّة ترتبط بالوحي. وكان مقرّ عبادتها الرئيسي في تلّ بسطة بالزقازيق الذي لا يزال يحمل صدّى اسمها. وكان لها معبد هام في منف (ممفيس) يسمّى “بيت باستت” (پر باستت)، كما عُثر على جبّانة واسعة أرضية ضمّت ملايين من مومياوات القطط المحنطّة في سقارة، وهذه السراديب تسمّى “بوباستيون” (Bubasteion). 

لعبت أيضا الربّة دورا في شفاء الناس من الأمراض والأرواح الشريرة، وكان لها دور سحري أيضا، وهي ذات طابعين: الطابع الأوّل يتعلّق بالأمومة والرضاعة والطابع الثاني هو الربّة المنتقمة المخيفة وهي هنا تتخذ شكل الربّة “سخمت”، وهي “قطّة رع التي تدمّر الثعبان، عدو ربّ الشمس”. وفي احدى الأساطير كانت تجسّد روح الربّة “ايزيس”. وفي دورها كربّة للموسيقى والرقص فهي ترتبط بالربّة “حتحور”.

حملت الربّة باستت ألقابا عدّة منها “سيدّة الأرضين”، “سيّدة الأرباب”، “سيّدة السماء”، “باستت، سيّدة السماء، ملكة جميع الأراضي”، “سيّدة تل بسطة” وغيرها من الألقاب.

هذا التمثال الذي تظهر فيه باستت وقد لبست فستانا أنيقا مقلّما أصفر وبني يحاكي فساتين الموضة الحديثة وقد وضعت قلادة “أوچات” برقبتها، يبرز أنوثة الربّة وتفرّدها بين الربّات وهو يرجع لعصر الانتقال الثالث-العصر المتأخّر، حوالي العام ٩٤٥-٦٠٠ قبل الميلاد وهو من الخزف القيشاني وأبعاده كالتالي: ١١× ٥،٣ × ٣،٤ سم، ورقم جرده المتحفي: 17.194.2214. متحف المتروپوليتان للفنون بنيويورك.

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp
× اتصل الآن