توارت الشمس وراء السحب الرمادية، والرصيف في الشارع التجاري يضخ السائرين ذهاباً وإياباً في اتجاهات عكسية وخطوات مروحية، يدفع بعضهم بعضاً، ويراوغ بعضهم بعضاً، لا يرى أحدهم الآخر، والسيارات تسير في حركة منتظمة، فقط وحدها واقفة لا تتحرك، وجهاً لوجه أمام فاترينة زجاجية يسيل عليها الماء، تشف عن جنة لألعاب الأطفال بشتى الأشكال المختلفة والألوان المتعددة من الأحمر والأبيض والبرتقالي والأصفر.. ألعاب وعرائس تملأ المكان بالبهجة والمرح والسعادة، وتتمنى لو أن تلعب بهم أو أن تقتني واحدة منهم.
كانت تقف وحدها وجهاً لوجه حالمة العينين في ثياب ممزقة، حافية القدمين لكن مهندمة، أنفها دقيق وبشرتها تتزين باللون الأرجواني من البرد، ساوت خصلة من شعرها الفاحم، وأسندت كفيها الصغيريتن على الزجاج المبلل، وارتعشت شفتاها بكلمات صامتة، ربما كانت تبتهل.
يراها الناس هكذا بالأمس واليوم وربما غداً.. واقفة بلا حراك كأنما قد تجمدت من شدة البرد، كأنما قد صارت شيئاً من الأشياء، وما زال الخطو منتظماً والسيارات في حركة مستمرة.
المزيد من الموضوعات
وزير الثقافة يترأس إجتماع اللجنة العليا لوضع إستراتيجية جديدة لتطوير الهيئة العامة لقصور الثقافة…
أسامة حراكي يكتب: التراث
وزارة الثقافة تحتفي بمبدعي ومثقفي مصر في إحتفالية “يوم الثقافة ” 8 يناير القادم…