وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

رحلتي إلى لؤلؤة المحيطات وبلاد “الـكوكو دي مير”.. سيشل

تقرير: أسامة حراكي

شواطىء رائعة تحيط بها مياه البحر الفيروزية وسياج النباتات الخضراء، أرخبيل ساحر من 115 جزيرة في المحيط الهندي، منها الكبيرة المأهولة بالسكان، ومنها الصغيرة التي لا يعيش عليها إنسان، منها الجزر الجرانيتية ذات المرتفعات الشاهقة المكسوة بالغابات الإستوائية الخضراء، ومنها الجزر المرجانية التي تتخذ شكل حلقة داخلها بحيرة، وتتوسط جزرها الرئيسية “ماهي وبرالين ولاديغو” بقية الجزر، وهي عبارة عن جزر جرانيت صخرية لكنها تتميز جميعها بجمال أخاذ وخضرة يانعة وجو معتدل، بعضها يتضمن محميات طبيعية للحفاظ على حيوانات أو نباتات نادرة، وبعضها مفتوح للزوار طوال أوقات العام، أما بقية الجزر فهي مرجانية يغوص معظمها تحت سطح الماء مكونة بعض القمم المنخفضة.

هي وجهة استثنائية فريدة من نوعها ذات جمال لا يضاهى، هي سيشل التي سميت بهذا الاسم نسبة إلى جون مورو دو سيشل، وزير المالية الفرنسي في عهد الملك لويس الخامس عشر، والتي نالت استقلالها في 1976.

جزيرة ماهي هي أكبر جزر سيشل وتشتهر بشواطئها الكثيرة والجميلة، وفيها عاصمة البلاد فيكتوريا ومطار ماهي الدولي، الذي على الرغم من صغر حجمه، إلا أنه مطار ذو معايير دولية يستقبل الطائرات التجارية الكبرى القادمة من كل أماكن العالم، ولسيشل شركة طيران وطنية “طيران سيشل” ويتميز المطار بموقع يوفر للركاب منظراً جميلاً من الأعلى، حيث يعانق مدرج المطار مياه المحيط الهندي، الذي يظهر منه امتداد الجبال الخضراء، ويقيم على الجزيرة 80 ألف نسمة، وهي الغالبية العظمى من أهالي سيشل البالغ عددهم 90 ألف نسمة، والذين يتميزون بانفتاحهم على الغرباء ويتكلمون 3 لغات هي: الفرنسية والإنجليزية إلى جانب لغة “الكريول” وهي اللغة التي يتحدث بها الشعب، ومن أبرز معالم العاصمة فيكتوريا، نسخة مصغرة من ساعة “بيج بن” الشهيرة، موجودة في الميدان الرئيسي بفيكتوريا، وهناك متحف فيكتوريا للتاريخ الطبيعي، والمعبد الهندي الذي يعتبر تحفة معمارية رائعة بألوانه المبهجة وتماثيله الجميلة دقيقة الصنع.

جزيرة برالين هي ثاني أكبر جزر سيشل، وتتميز بشواطئها ذات المياه الشفافة التي تكشف عن جمال الرمال البيضاء والشعب المرجانية الكامنة تحتها، وخاصة شاطئها الشهير “أنسي لازيو” وتشتهر برالين بمحميتها الطبيعية المسماة “فالي دو ماي” وهي واحدة من محميتين طبيعيتين في سيشل صنفتهما “اليونيسيف” كموروث ثقافي إنساني، وهذه المحمية هي المكان الوحيد في العالم الذي تنبت فيه فاكهة “كوكو دو مير” حيث تنمو الثمرة من شجرة عالية تشبه النخلة لكن أوراقها مثل أوراق الموز، وتحتاج كل ثمرة إلى سبع سنوات لكي تصبح ناضجة وصالحة للقطف، والطريف في الأمر أنه يوجد من هذه الفاكهة الأنثى والذكر، الأنثى ثمرة دائرية من شقين والذكر ثمرة طويلة، تنبت كل منهما في شجرة مختلفة، وتقول الاسطورة السيشيلية أن هاتين الشجرتين تتقاربان ليلاً من بعضهما وتتناسلان، لكن إن صادف أن شاهد بشر لحظة التزاوج تلك، فإن لعنة “كوكو دو مير” ستصيبه ويتحول إلى خفاش، وهذه النبتة الغريبة يفتخر أهل سيشل بها لأنها لا تنبت في أي مكان آخر في العالم إلا في بلادهم، وقد بلغ حد فخرهم بها أن وضعوا صورتها على عملتهم النقدية، وختم الدخول لبلادهم أو الخروج منها، الذي يوضع على جوزات سفر ، ويتخذ شكل فاكهة “كوكو دو مير” والأكثر من ذلك أن قانون سيشل يمنع إخراج أي حبة من هذه الثمرة خارج البلاد ويعاقب بالسجن خمس سنوات من يحاول ذلك.

جزيرة لاديغ هي ثالث جزر سيشل من حيث عدد السكان، تقع شرقاً بالنسبة لجزيرة برالين وغرب جزيرة “فيليستي أيلاند” وسميت لاديغ على اسم اول سفينة رست عليها، وفي عام 1798استوطنتها مجموعة من اللاجئين السياسيين الهاربين مما يسمى الآن جزر ريونيون، والذين لا تزال مقابرهم في جزيرة لاديغ شاهدة على مرورهم، وتشتهر هذه الجزيرة بطرازها المعماري الفرنسي وبصخورها الغرانيتية الشاهقة وهدوئها الساحر، ويشتهر أهل هذه الجزيرة الذين لا يتجاوز عددهم 3000 نسمة بحبهم لركوب الدراجات، لهذا تمكنا من الذهاب في جولة عبر الجزيرة كلها راكبين الدرجات، ومن أشهر شواطىء لاديغ شاطىء “أنسي سورس دارجون” وهو الشاطىء الأكثر ظهوراً في الصور التي يلتقطها السياح في زيارتهم لسيشل، وعلى من يزور هذه الجزيرة ألا يفوت الفرصة للصعود إلى أعلى نقطة فيها ومشاهدة جمالها والتقاط الصور من هناك، وعلى الرغم من صغر حجم جزيرة لاديغ مقارنة بجزيرة ماهي، إلا أنها مجهزة بفنادق ومنتجعات وفيها نادي للجولف وقاعة كبيرة للعروض الفنية، وفيها مراكز لممارسة رياضة الغطس والصيد.

بالنسبة لاقتصاد جزر سيشل فهي تعتمد بشكل أساسي في الدخل القومي على التجارة والسياحة، وذلك لأنها تتمتع بطبيعة ساحرة وخلابة إذ أنها تسمى بلؤلؤة المحيط الهندي، نظراً لوجود الكثير من المعالم السياحية وغناها بالمناظر الطببعية الخلابة، كما تشتهر جزر سيشل بالشواطئ ذات الرمال البيضاء الناعمة والتي تزينها صخور الجرانيت السوداء الساحرة والذي يعطيها منظراً ساحراً وليس له مثيل في العالم، وعملة سيشل هي الروبية السيشيلية، وتداول اليورو منتشر أكثر من الدولار.

ساعات العمل في سيشل هي 8 ساعات، لذلك نجد المحلات والمتاجر تفتح من الساعة 9 صباحاً وتغلق جميعها 5 مساءً، فلا توجد محلات ليلاً إلا البارات وأماكن السهر “النايت كلوب”

يوجد في سيشل شبكة مواصلات مهمة، ففيها شركات لتأجير السيارات لمن يرغب، لكن على السائق في سيشل أن يلزم القيادة من جهة اليسار من الشارع، كما تتوافر سيارات الأجرة “التاكسي” كما يوجد حافلات نقل “باصات” أما الإنتقال بين الجزر فتتولى المراكب والسفن ذلك، وتوفر للأهالي والسياح خدمات نقل على مدار اليوم وكل ساعة بأسعار في متناول الجميع.

 

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp