من القيم الإنساني
تُعرف القيم الإنسانية بأنها مبادئ ومعايير وقناعات تشكل المعتقدات الأساسية التي يتبناها الناس ويؤمنون بها في حياتهم، والقيم حين نؤمن بها فإنها تتحول تلقائياً وبصورة غير مقصودة إلى أن تكون موجهات ودلائل إرشادية في سلوكنا، بحيث تكمن خلف كثير من أفعالنا وممارساتنا بصورة لا واعية في الغالب، وتشكل تبريراً لكافة صور السلوك والممارسات والأفعال في الحياة اليومية، فالقيم قناعات يتم اكتسابها واستدماجها عبر التفاعل الاجتماعي، أكثر من مجرد تعلمها، ويختلف التمسك بها بحسب الظروف الاجتماعية التي ينشأ فيها الفرد، وتلعب مؤسسات وكيانات التنشئة الاجتماعية، كالأسرة والمدرسة والأصدقاء ووسائل الإعلام والمؤسسات الدينية دوراً مؤثراً في اكتساب القيم والحفاظ عليها.
وتتسم القيم الإنسانية بخمس خصائص أساسية تميزها عن التفضيلات واتجاهات الرأي العام وهي:
- القيم تشير إلى غايات مشتركة مرغوبة، تمثل دافعاً ومرجعاً للسلوك المرغوب والمقبول اجتماعياً، وهذا يعني أن كل قيمة إيجابية بالضرورة وتمثل توجهاً للسلوك الحميد، وليس صحيحاً على الإطلاق أن تكون هناك قيم سلبية، كما أن ممارسة القيم المرغوبة تتم غالباً في إطار جماعة من الناس تقرها كغايات ومَثَل تحافظ عليها.
- القيم تمثل معتقدات يؤمن بها الشخص في حياته، وهذا ما يجعل القيم وثيقة الصلة برؤية العالم والتي يلعب الدين دوراً مهماً في تعزيزها، وترتبط القيم بالعواطف والمشاعر، ويظهر ذلك في الخلافات حول القيم حيث تطفو إلى السطح مشاعر متأججة من الغضب دفاعاً عنها بما قد يؤدي إلى احتدام الصراعات المجتمعية، وحالات الاستقطاب الحادة بين المختلفين في معتقداتهم بشأن القيم.
- تعمل القيم كمعايير ثابتة توجه اختيارات الناس وأفعالهم بصورة تلقائية، حيث يقرر الناس ما هو جيد وما هو سيئ في حياتهم، بناءًا على القيم التي يتبنونها، وغالباً ما يكون تفاعل الناس مع القيم في سلوكهم أثناء الحياة اليومية يتم بصورة لا واعية، أما وعي الناس بالقيم وانشغالهم بالجدل حولها فلا يحدث إلا في حالة وجود خلاف حول مضامين الأفعال التي يقومون بها.
- تتجاوز القيم الأفعال والمواقف العابرة، حيث تعكس القيم النمط السائد لدى سلوك جماعة محددة بغض النظر عن أي مواقف تمثل خروجاً على تلك القيم، فالعبرة في رسوخ القيم ارتباطها بالنمط العام السائد والمتكرر للأفعال المعبرة عموماً عنها وليس مجرد المواقف الاستثنائية والعابرة.
- قد تختلف القيم في أهميتها النسبية في توجيه الأفعال والممارسات بحيث تتباين من شخص لآخر ومن وموقف اجتماعي لآخر، وقد تتخذ القيم في الحياة ترتيباً ذا أولوية يختلف من شخص لآخر، ومن جماعة لأخرى بحيث تصبح بعض القيم أهم من قيم أخرى، كما أن أي سلوك اجتماعي يحدث يمكن أن ينطوي على مضامين قيمية متعددة، فحضور مناسبة دينية معينة قد يعزز القيم الدينية وقيم الشعور بالأمان والامتثال والإحسان على حساب قيم السعادة الشخصية، وقد تغلب قيم المتعة والسعادة الشخصية على القيم الروحية لدى بعض من يؤدون الشعائر والمناسك، وكثيراً ما تختلط قيم المتعة الحسية بمشاعر التقوى الكامنة في قيم المتعة الروحية.
المزيد من الموضوعات
أسامة حراكي يكتب: التراث
وزارة الثقافة تحتفي بمبدعي ومثقفي مصر في إحتفالية “يوم الثقافة ” 8 يناير القادم…
عمر الشريف يكتب: فلا يؤذين