رحلتي إلى البلاد الشاهدة على عظمة التاريخ وسحر الطبيعة.. الدنمارك
تقرير: أسامة حراكي
وسيط اليوم
18/3/2023
بعد رحلة طيران لمدة 5 ساعات انطلاقاً من مطار القاهرة، وصلنا عاصمة مملكة الدنمارك كوبنهاجن، مدينة تستريح كفاصلة بين الشرق والغرب، كأنها تقبل الجزيرة الاولى على خد، والجزيرة الثانية على الخد الآخر، تحتلها غابات شاسعة ويتألق ساحلها المتراخي على أقدام مضيق بحر البلطيق وبحر الشمال كمشهد خيالي، تعرف كيف تبهر زائريها بملامح الحداثة والعصرية التي اكتسبتها، ومخزون حضارتها الغني الذي يعود إلى آلاف السنين، إذا زرتوها فاحرصوا على الاستيقاظ باكراً كي لا يفوتكم شيء من حلاوتها، فلصباحاتها طعم آخر، حين تتلون السماء بألوان وردية، وتنطلق أجراس الكنائس بترانيمها، وتلوح الصلبان في وهج الفجر المنبلج، ويفوح من الحدائق عبير أزهارها، ويمتلىء الفضاء بزقزقة عصافيرها، لا مفر من أن تتغلغل فيكم بعذوبة إلى أن تقعوا في حبها، وتعلنوا استسلامكم أمام جمالها، فتمشوا في شوارعها من دون عجلة، توقفوا هنا، وتسمروا هناك، دعوا طرقاتها تقود خطواتكم، فهي شاهد على عظمة التاريخ وسحر الطبيعة.
الدنمارك إحدى الدول الاسكندنافية “دول شمال قارة أوروبا تتكون من ممالك الدنمارك والنيرويج والسويد وفلندا وايسلندا وجزر فارو، وذلك للتقارب التاريخي والحضاري والعلاقات الثقافية التي تربط هذه الدول ببعضها”
حتى القرن الثاني عشر الميلادي كانت كوبنهاجن قرية صغيرة لصيد الأسماك، وزادت أهميتها بفضل مينائها، فتطورت وتزايدت أهميتها حتى أصبحت عاصمة للدنمارك عام 1443، خلال الحرب العالمية الثانية في الدنمارك، تم إحتلال كوبنهاجن من قٍبل القوات النازية ما بين التاسع من إبريل 1940 إلى الرابع من مايو 1945 وقد أعلن أدولف هتلر وقتها أنه يتمنى أن تكون الدنمارك مثال يحتذى به بين الدول الواقعة تحت الحماية النازية، حيث توصلت الحكومة الدنماركية لاتفاق مشترك مع السلطة النازية من أجل البقاء في الحكم، وفي عام 1943 تم السماح بإقامة انتخابات برلمانية مع حذف الحزب الشيوعي من قائمة المرشحين، لكن مع حلول أغسطس 1943 و مع انهيار التعاون بين الحكومة والقوات النازية، تم إغراق البوارج الدنماركية بيد القوات البحرية الملكية الدنماركية لمنع النازيين من استخدامها في الحرب، وفي ذات الوقت بدأ النازيين في اعتقال اليهود لكن معظمهم تمكن من الهرب إلى السويد.
بحلول عام 1945 قامت القوات الجوية البريطانية بدعوة من “أولي ليبمان” بمساعدتهم في عملية سميت بـ (عملية قرطاجة) كانت عبارة عن ثلاث موجات طيران سريعة، لكن سقوط أحد الطائرات على أحد المدارس بالخطأ، أوهم طياري الموجات اللاحقة بوجود هدف حربي في المدرسة مما أسفر عن سقوط 123 مدنياً 86 منهم أطفال من المدرسة، وبحلول الثامن من مايو تم تسليم 30 ألف جندي نازي أمام القائد الإنجليزي “مونتجومري” ليتم إعلان استقلال الدنمارك و يبقى الرابع من مايو هو عيد الاستقلال إلى يومنا هذا.
تمتد كوبنهاجن على جزيرتين متقاربتين، يقع قسمها الأكبر على الساحل الشرقي لجزيرة زيلاند، ويقع الجزء الأصغر المسمى كريستيان شا?ن على جزيرة أماغر، وتربط الجسور بين شطري المدينة، التي تتوسطها ساحة مجلس البلدية، ومنها تتفرع الشوارع والطرقات الرئيسية، وعلى جوانب الساحة تتمركز مكاتب الشركات التجارية والفنادق والمتنزهات وحدائق الملاهي، كما يمتد شارع مشجر من ساحة مجلس البلدية إلى ساحة سوق الملك الجديد، وهذا الشارع معد للمشاة، وتنتشر على جانبيه المحلات التجارية الكبيرة والأسواق الصغيرة ومقاهي الرصيف.
بحسب ما أعلن عنه المعهد الألماني لإحصاء السكان عام 2012 فإن 40 % من المنازل في الدنمارك يسكنها فرد واحد، ما يجعل الدنماركيين يحتلون المرتبة الأولى بين الأوروبيين في قائمة العزوبية، وجاء في المرتبة الثانية النرويجيون ومن ثم الألمان.
تمتاز كوبنهاجن بكثرة أبنيتها الجميلة والتاريخية التي مازالت قائمة حتى اليوم، وكان لنا جولة في كل من:
حدائق تيفولي
تحتل المرتبة الأولى في الأماكن السياحية الأكثر زيارة في سياحة الدنمارك، حيث يذهب ملايين السياح لمشاهدتها وكذلك زيارة ثاني أقدم حديقة ملاهي في العالم والاستمتاع بالمقاهي والمطاعم الراقية.
قلعة كرونبورج
هي قلعة وحصن و صرح ذات تصميم رائع، تقع في بلدة هيليسينكور، شيدت في القرن الـ 16 الميلادي على المياه الحدودية مع السويد، تعد هذه القلعة من أهم الاماكن السياحية والتاريخية في سياحة الدنمارك لما لعبته من أهمية ودور كبير في أوروبا الشمالية في القرن الـ 17 والـ 18 الميلادي، فتعتبر أحد أهم القلاع في عصر النهضة في أوروبا الشمالية، وفي عام 2000 تمت إضافتها في قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، ذكرها وليام شكسبير في مسرحية هاملت باسم قلعة السينور.
ستورجيت
يقع هذا المكان الساحر في كوبنهاجن ويعتبر من أبرزها سياحياً لأنه يضم عدد ضخم من المحلات التجارية ومراكز التسوق والمقاهي، وما تعرضه المتاجر يشد الانتباه، وأناقة السيدات تبهر الأنظار، إلى جانب تصميم المكان الرائع والذي يجعله من علامات سياحة الدنمارك المميزة، ونستطيع شراء التذكارات منه، وكذلك المشي في شوارعه الرائعة.
ليغولاند
هو واحد من الاماكن السياحية الأكثر شعبية في الدنمارك ويعد من أطرف وأجمل الأماكن السياحية التي من الممكن أن نراها، وهو عبارة عن مدينة من الليغو الذي اخترع في الدنمارك، فتسير في مدينة ملونة مصنوعة من الليغو، وهو مكان يجذب الكبار قبل الصغار في سياحة الدنمارك وفيه كثير من المرح.
جزر مونس كلينت
تعد هذه الجزر واحدة من أجمل الأماكن السياحية في العالم وليس في سياحة الدنمارك فقط، حيث تمتاز هذه الجزر بالهدوء وسحر الطبيعة، فلقد شكلت المنحدرات الطباشيرية ممرات وطرق للمشي وتكوينات صخرية غاية في الروعة والجمال، جعلت هذه الجزر من أكثر الاماكن السياحة زيارة فى سياحة الدنمارك.
جسر أوريسند
لقرب المسافة بين الدنمارك والسويد من خلال هذا المعبر البحري، قررت حكومتا الدولتين إنشاء جسر يربط بين مدينة مالمو وهي ثالث أكبر مدينة في السويد والواقعة في أقصى الجنوب الغربي، وبين مدينة كوبنهاجن عاصمة الدنمارك والواقعة في الشرق، ويبلغ البعد بين شاطئي المدينتين حوالي 8 كيلومتر ولا يفصل بينهما سوى البحر، وكان من الممكن بناء المسافة بكاملها كجسر، إلا أن وجود مطار قريب على الساحل أحال دون تنفيذ الفكرة وتقرر بناء المعبر على قسمين نفق وجسر، تم بناء النفق بنظام القوالب المعدة مسبقاً حيث يتم الحفر قي قاع البحر، ويتم إغراق قطاعات النفق جنباً إلى جنب وليس بنظام الحفر الإعتيادي، حتى الوصول إلى الجزيرة الاصطناعية ومن ثم بناء الجسر المعلق، وهو جسر معلق ومن حوله دعامات يبلغ أرتفاعه 240 متراً ويتميز بطراز خاص في البناء، يتكون من طابقين، الأعلى خصص لعبور السيارات والآخر يستخدم لخطوط سكة حديد حيث تعبره قطارات قادمة من مطار كوبنهاجن متجهة إلى السويد وبالعكس، وتم افتتاحة في عام 2000 حيث وربط العاصمة الدنماركية كوبنهاجن مع مدينة مالمو السويدية بمسافة يتم قطعها في 20 دقيقة فقط، وأصبح “جسر أوريسند” العامل الرئيسي المساهم في التكامل الاقتصادي في المنطقة بين الدنمارك والسويد.
ينتهي الجسر في السويد عند الجزيرة الأصطناعية التي طورت إلى جزيرة أزهار ونباتات، يقام سنويا على هذا الجسر سباق “مارثون المشي” ليوم واحد حيث يخصص الجسر للمشاركين فقط من المشاة، وتشكل المنطقة الآن وحدة واحدة حضرية، و تعد واحدة من أكثر المناطق اتساعاً، إثارة وحيوية في شمال أوروبا، ونسبة كبيرة من سكان مالمو السويدية يعملون في كوبنهاجن بالدنمارك.
المزيد من الموضوعات
معوض الخولي يكشف لوسيط اليوم مزايا جامعة المنصورة الجديدة الأهلية…
أسعار العملات اليوم فى مصر
فرصة للمستثمرين مزرعة مساحة 17فدان للبيع جاهزة للعمل …