وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

وزير الأوقاف في الحلقة الحادية عشرة من “الأسماء الحسنى” عن إسم الله الهادي…

وزير الأوقاف في الحلقة الحادية عشرة من “الأسماء الحسنى” عن إسم الله الهادي…

متابعة –خالد علم

وسيط اليوم

2/4/2023

قال وزير الأوقاف أن الهداية منحة ومنة من الله (عز وجل)، والهادي اسم من أسماء الله (عز وجل) الحسنى التي نتعبد بذكرها ومعناها لله (عز وجل)، وهو سبحانه الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، وهو الهادي إلى سبيل الرشاد، وإلى سواء السبيل يقول سبحانه: “وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ”.

ويقول سبحانه: “مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ”.

ويقول سبحانه: “وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ”.

ويقول سبحانه: “مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا”.

ويقول سبحانه: “أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ”.

ويقول الحق سبحانه لنبينا (صلى الله عليه وسلم): “وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ “.

ويقول سبحانه: “وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ”،.

ويقول في شأن سيدنا آدم (عليه السلام): “ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى”، ويقول على لسان سيدنا إبراهيم (عليه السلام): “الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْففِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ”، ونقرأ سور الفاتحة في كل صلاة وفي كثير من أوقات حياتنا ونقرأ فيها قول الله (تعالى): “اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ”.

أي: أننا نسأله الهداية في كل يوم وليلة سبع عشرة مرة على أقل تقدير لمن يداوم على صلاة الفريضة وحدها، ثم تأتي الآية الثانية في سورة البقرة، وهي السورة الثانية في ترتيب المصحف الشريف: “ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ”.

أي: أن في القرآن الكريم إرشادًا وهداية للمتقين لما فيه صلاحهم في معاشهم ومعادهم، وكأن الله (عز وجل) عندما سألناه الهداية في سورة الفاتحة في أول سور القرآن في ترتيب المصحف الشريف: “اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ”.

جاءت الإجابة: من أراد الهداية فعليه باتباع هذا الكتاب العزيز، ومن أراد الهداية فعليه بما أكد عليه نبينا (صلى الله عليه وسلم ): “إني قد تركتُ فيكم ما إن اعتصمتُم به فلن تَضِلُّوا أبدًا، كتابَ اللهِ، و سُنَّةَ نبيِّه”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “فعليكم بسُنَّتي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدينَ المَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ”.

مؤكدًا أن الهداية قسمان أو نوعان: هداية إرشاد، وهداية توفيق، أما هداية الإرشاد فهي مهمة الأنبياء والمرسلين ومن بعدهم العلماء حيث يقول الحق (سبحانه وتعالى) لنبينا (صلى الله عليه وسلم ): “إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ”، أي لكل قوم هاد يدلهم ويرشدهم إلى طريق الرشاد.

ويقول سبحانه: “وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ” أي: تدعوهم إلى صراط الله: “وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَللَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ “والهداية العامة بإبانة طريق الحق والرشاد، وعلى هذا المعنى جاء قوله تعالى: “وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ”، هذه هداية الإرشاد وهي مهمة العلماء والدعاة والخطباء البيان لا الهداية ولا الحساب.

أما أمر الهداية أعني هداية التوفيق فأمرها إلى الله وحده ليس لأحد من خلقه، ماذا بعد أن قال الله لنبينا (صلى الله عليه وسلم) وهو أشرف الخلق وأكرمهم على الله: “إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ”، هذه هداية التوفيق أمرها إلى من ؟ إلى الله ليست إلى أحد من البشر، سيدنا نوح (عليه السلام) عندما يقول: “وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ”.

مشيرًا إلى أن الأمر في الهداية ليس إلى أحد من الخلق، هداية التوفيق أمرها إلى الله (عز وجل) وحده، حيث يقول سبحانه: “فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ”، وعلمنا نبينا (صلى الله عليه وسلم) أن لا نفتأت على الله: “كان رجلانِ في بني إسرائيلَ مُتآخِينِ، فكان أحدُهما يذنب، والآخرُ مجتهدٌ في العبادة، فكان لا يزال المجتهدُ يرى الآخرَ على الذنبِ فيقول: أَقصِرْ فوجده يومًا على ذنبٍ فقال له: أقصِر، فقال: خلِّني وربي أبعثتَ عليَّ رقيبًا ؟ فقال: واللهِ ! لا يغفر اللهُ لك – أو لا يدخلُك اللهُ الجنةَ! – فقبض أرواحَهما، فاجتمعا عند ربِّ العالمين، فقال لهذا المجتهدِ: كنتَ بي عالما، أو كنتَ على ما في يدي قادرًا؟ وقال للمذنب: اذهبْ فادخلِ الجنةَ برحمتي، وقال للآخرِ: اذهبوا به إلى النارِ” يقول أبو هريرة (رضي الله عنه): “والَّذي نفْسِي بيدِه، لتكَلَّمَ بكلِمةٍ أوْبقَتْ دُنياه وآخِرتَه”، علمنا نبينا (صلى الله عليه وسلم) الرحمة، ولين الجانب، والأخذ بيد الملهوف، وأن لا نشق على الناس، لما جاءءه (صلى الله عليه وسلم) شاب يريد أن يرخص له النبي (صلى الله عليه وسلم) في الزنا، لم يقهره النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يزجره ولم يعنفه وإنما قال له النبيُّ (صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم) في ادب النبوة، ادْنُ فدنا حتى جلس بين يديْهِ، فقال النبيُّ (عليه الصلاةُ والسلامُ): أتحبُّه لأُمِّكَ فقال: لا، جعلني اللهُ فداك.

قال: كذلك الناسُ لا يُحبُّونَه لِأمَّهاتِهم, أتحبُّه لابنتِك؟ قال: لا، جعلني اللهُ فداك قال: كذلك الناسُ لا يُحبُّونَه لبناتِهم, أتحبُّه لأختِك؟؟ وزاد ابنُ عوفٍ حتى ذكر العمَّةَ والخالةَ , وهو يقولُ في كلِّ واحدٍ لا, جعلني اللهُ فداك , وهو (صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم) يقولُ كذلك الناسُ لا يُحبُّونَه، فوضع رسولُ اللهِ (صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم) يدَه على صدرِه وقال: اللهمَّ طهِّرْ قلبَه واغفر ذنبَه وحصِّنْ فَرْجَه فلم يكن شيءٌ أبغضَ إليه منه”، هذه هي الرحمة بالمدعو، ثم علينا أن نطلب الهداية لنا ولأنفسنا ولأبنائنا وللعصاة من الله (عز وجل) فهو الذي بيده الأمر يهدي من يشاء متى يشاء وقت ما يشاء، فإن وجدت إنسانا على معصية فادع الله له بالهداية وإن كنت على هدى فادع الله الثبات فمن أمور الهداية أيضا أن تدعو الله (عز وجل) بالثبات على الهداية “وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ”، ويقول سبحانه في شأن أهل الكهف: “إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى”.

نسأل الله (عز وجل) أن يزيدنا هدى على هدى، اللهم اهدنا إلى سواء السبيل، وإلى صراطك المستقيم، اللهم لا تجعل في هذا الشهر الكريم عاصيًا إلا هديته، ولا مذنبا إلا غفرت له، وتوفنا وأنت راض عنا، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وسلم.

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp