حتى يصبح عملنا متعه
بمناسبة أن اليوم الأول من مايو هو عيد العمال أحببت أن أتطرق للحديث عن العمل، فالعمل في حياتنا هو الروح التي تسري فينا، ويمدنا بأسباب السعادة أو الشقاء على حسب نوع هذا العمل وما ينعكس على ذواتنا من إيجابيات أو سلبيات بشكل دائم ومستمر .
ولكي نجعل من عملنا مصدراً لا ينضب من السعادة اليومية يحتاج منا إلى التفكير ملياً وبعناية في الوظيفة التي نختارها، حتى لا نجد أنفسنا فيما بعد في وظيفة قد ورطتنا فيها الظروف وليس لنا رغبة حقيقية بها، ولكننا مضطرين للاستمرار فيها لأسباب كثيرة.
وفي مثل هذه الحالة فإما أن نترك هذه الوظيفة باحثين عن وظيفة أخرى، وهذا الخيار قد يكون صعباً على الكثيرين أحياناً، أو أن نستمر في العمل ولكن على مضض وعلى حساب صحتنا النفسية ورضانا الذاتي، معرضين أنفسنا لضغط زائد يؤثر سلباً على قدراتنا وإنجازتنا في الوظيفة، ويسلب منا الهدوء والشعور الجيد بتقدير الذات.
ولكي نجنب أنفسنا ذلك هناك عدد من الأمور التي يمكن أن نأخذها بالحسبان لكي نتجنب سلبيات وظيفتنا اليومية وأن تجعلها شيئاً محبباً ومقبولاً، فمن هذه النصائح التي يقدمها المختصون هو أن نعرف مدى قدراتنا وسعة إمكانياتنا حتى لا تُلزم أنفسنا بإنجاز مهمة لا نقدر على القيام بها أصلاً، ونبتعد عن الإدعاء بمعرفة كل شيء والقدرة على تنفيذ كل شيء، كما أنه من الطبيعي أن نرتكب أخطاءً في عملنا كوننا بشراً، فلا نبالغ في لوم أنفسنا، بل نتعلم من خطئنا ونحرص على عدم تكراره ثانياً، ونحاول أن نجعل من خطئنا رصيداً إضافياً يزيد خبرتنا في نجاح المهمة التالية لكي تكون بلا أخطاء مماثلة.
نتحرر من فكرة أن راتبنا أقل من جهدنا الذي نبذله في هذا العمل، لأننا إذا لم نستطع التخلص منها فإننا سنصنع لانفسنا قيداً يحجزنا عن الإبداع في عملنا، فالراتب القليل ليس مبرراً لارتكاب الأخطاء في العمل وعدم الإخلاص فيه، بل نحاول أن نكسب خبرات جيدة وأن نطور ذاتنا لعمل مستقبلي حسب طموحنا بدل أن نظل حبيسين في سجن الراتب الضئيل.
نكون في عملنا مرنين متواضعين متحابين بعيدين عن التشنج والعصبية والعدائية في التعامل مع زملائنا في العمل، ونحاول ألا نستهلك قدراتنا في التفكير في الصغائر والأحداث التافهة التي قد تحدث في مكان العمل لأن المطلوب منا هو التركيز على عملنا وإنجازه بطريقة صحيحة .
كل ما في الأمر أن نفهم ذاتنا أولاً وما نحبه ونرغب بالقيام به، وأن نرى الأمور في عملنا بشكل إيجابي واسع بعيداً عن أي تعقيد، فكثيراً من الأمور قد تتغير إذا أعدنا النظر فيها بطريقة أخرى ومن زاوية مختلفة، والأمر حسب رأيي ليس بالشيء السهل ولكنه يستحق أن يُجَرب وكل عام وجميع العمال بخير .
المزيد من الموضوعات
أسامة حراكي يكتب: شاعر الزوايا المغلقة.. ارتور رامبو
حاكم الشارقة يتفقد “جناح الهيئة المصرية العامة للكتاب” في “معرض الشارقة الدولي للكتاب” ويثني على إصدارات وزارة الثقافة…
عمر الشريف يكتب: سماء الحرية