وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

هند العميد تكتب عشق الذات-وقاية

قصة قصيرة
بعنوان : (عشقُ الذات-وقاية )

بقلم هند العميد

جريدة وسيط الدلتا


رنينُ هاتفٍ بنغمة   ناعمةٍ تملأُ زوايا غرفة سكن لطلّابِ جامعة، كلُّ شيءٍ مُرتبٌ فيها ومُنسّق، وكأنّها تخضع لتفتيشٍ يوميٍّ صارِم من قِبَلِ لجنةٍ ما، فألوانُ الشراشفِ المريحة للأعصاب،والزهورُ التي أخذت من الأركانِ مكاناً لها، والعِطر الفوّاح الذي لم يتركْ أيّ طارقٍ لبابِ تلكَ الغُرفة إلا وسرقَ شهيقاً عميقاً من عَبَقهِ،كلّ تلك التّفاصيلُ أفصحتْ عن روحٍ تُقدّس بيتَ البدن التي تسكُنُ فيه، خطوات لشابٍّ في مُقتبلِ العُمر، أنيقُ المظهر وسيمُ الشّكل، تقتربُ من الهاتف الموضوع على منضدةٍ مجاورةٍ للسرير، ابتغاء الشّحن من قابسِ الكهرباء، يَردُ سعد على المكالمة: ألو، يُجيبهُ زميلَه (محمود الفوضويّ) كما يُطلقون عليهِ زملائه دائماً: أهلاً سعد أردتُ سؤالك إن كان لديكَ حبوب مُسكنٍ للآلام؟؟
سعد: لا، ولم أحتاج لمسكن آلام وأنا أعشقُ ذاتي؟!
محمود يردُّ مُستغرباً من الجواب: ومادخل الدواء بعشقك لذاتك ياهذا؟! عاودَ محمود السؤال ظناً منه بإن سعداً لم يسمعْهُ بوضوح كي يُجيبه ذلك الجواب الغريب كما شعرَ، ياسعد قلتُ لك هل في جُعبتِك أيّ دواء مُسكنٍ للألم ؟!
أجاب سعد بهدوءٍ كعادتهِ: لا يا محمود ليس عندي أي دواء فأنا أعشقُ ذاتي.راح محمود يتكلم بصوتٍ مسموعٍ ومُنفعل، أنا أعمل ليلاً نهاراً وأدرس ولا آخذ قسطاً من الراحة كي تهدأ آلامي، بل وإنّني أحياناً أشغلُ مكان زملائي حين يحتاجون إليَّ وأنوبُ عنهم بعملِ واجباتِهم وأعود لدار السّكن الذي لا أجِدُ فيه مكاناً نظيفاً كي يُهوّن عليَّ تعبي وجُهدي وأضطرّ إلى النوم بين أكوامِ الفوضى لأصحو على جُملة الآلام وجهدٍ وتعبٍ نفسيّ وأنت تقول لي كلامً بلا معنى؟؟
مابك؟!!
رَدَ سعد مُبتسماً: هل رأيت لماذا لا أحتاج لمُسكّن آلام فأنا أعشقُ ذاتي؟!.

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp